الثقافة رمح الأمة


محسن ظافرغريب
algharib@kabelfoon.nl

الثقافة رمح الأمة، روحها وريحها، شكيمتها وشوكتها، رسالتها المنتظرة طويلا مع أذان المتمرد الأول The First insurgent، وصاحبه بلال الحبشي، أتت ريح المسافة بالمبارك الأسود سيد البيت الأبيض"باراك حسين أوباما"، على بساط(أحمدي)، ولم تأت، أتى(مهدي) رأس الرجاء الصالح، المخلص The Redeemer جنوب أفريقيا من الميز العنصري، تحت راية حزب"مانديلا" البيرق العلم، كما أتى مهدي أمة الضاد(عج)، من رحم أعجم بالإيمان(سايكولوجيا فينمنولوجيا/ ميتافيزيقيا عالم الغيب والشهادة)، ناطقا بإعجاز لغة القرآن المبينة الى أرض عاد(كوسمولوجيا)، بعد إذ ظفرت الفرس ترب رحمها، وغلبت الروم في أدنى الأرض(جيوبولتنيك)، لتعبر العربية(الأنثى)، برزخا دونه دست في رمال جاهلية، سواها مآذن منائر العمرآن(علم الإجتماع ما قبل أمثال دوركهايم)، فأسلم مثل البريطانية البروتستانتية Yvonne Ridley، صدعت لإمارة(طالبان) الأفغان، فأعتقت من أسرهم على أن تقرأ القرآن، فوعته أوعية قلبها الذي أستفتته فأفتاها أذنا واعية بخير من شرهم المستشري المنتشر كالجراد يعبث بالضرع ويعيث بالنسل ويفسد في الذين أستضعفوا في الأرض.

أرى بلادنا، أي حوض دلتا ما بين النهرين، نواة/ مهد حضارات عراقية عريقة، وأطرافه منابعه، هضبه شبه جزيرة الأناضول، أي جمهورية تركيا المسلمة المعتدلة العلمانية، وأرض فارس، أي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومثله دلتا النيل، كلاهما، وادي الرافدين ثم وادي النيل، بدء التاريخ، وقد عبر عنه الشاعر؛"قومي استولوا على الدهر صبي/ وبه عمموا هام الشهب/ سؤدد الفرس ومجد العرب"!، أنشودة بفم الخلود، تغنى بها موسيقار الأجيال(اللواء د .) محمد عبدالوهاب.

ثقافة مفردات فارسية كلمات أعجمية في القرآن فارسية، وسريانية، وعبرية، ويونانية، وحبشية، وغيرها: أباريق، إبراهيم، إستبرق، إنجيل، توراة، زنجبيل، سجيل، طاغوت، عدن، فرعون، فردوس، ماعون، مشكاة، ونحو ذلك من مفردات دخلت العربية التي تلاقحت كلغة حية فاعلة معتمدة في الأمم المتحدة ومحافل دول عالمنا، وأغنت لغات العالم الأخرى، وأثرت اللغتين الفارسية والتركية والكردية والأوردية على مختلف لهجات تلك اللغات التي نمت وترعرعت في كنف الحضارة العربية المشذبة كرمح الأمة، بروح الإسلام الذي ينتخب وينتجب طبيعيا، العرف الإيجابي الأصلح والأقوى للإستمرار، من عصور جاهلية ووثنية العرب والعجم، حتى تلاقح الحضارات وتصالح العلمانية - وهي مذاهب - مع الديانات السماوية والأخلاقية الأرضية والعقائد الوضعية. فاللغات الأجنبية أخذت من العربية مفردات حافظت على أصل ألفاظها لحد ما؛ فاللغة العالمية - الإنجليزية -، أخذت عن العربية مفردات منها:( Alembic ) التي أصلها"أمبيق" و( cipher) التي أصلها"صفر"

و(Alcohol) التي أصلها"كحول" و(Chemise) التي أصلها "قميص" و(Emir) التي أصلها"أمير". و(satan)"شيطان" أصلها عبراني، واللغة العبرانية والعربية من فصيلة اللغات السامية، أصلهما واحد. والعربية أثرت في اللغة الإسبانية، التي احتفظت بكلمات ذات أصول عربية بعد انكفاء العرب عن أرض الأندلس، منها(Alferez) وتعني"ملازم"، وأصلها العربي"فارس" و(Aceite) التي أصلها"زيت" و(Atalaya) التي أصلها "طليعة".

و لا غرو و لا عجب، إن كان إعجاز القرآن = عجب!!، أن يكون؛ سيد نحاة العرب:"سيبويه" فارسيا، و"عباس محمود العقاد" وأمير الشعر العربي"أحمد شوقي بك"، من كورد مصر أصلا وأهلا .

الخليفة عمر الراشد الثاني سمع رجلا يقرأ القرآن على هذا الحرف".. ليسجننه عتى حين"، فسأله الخليفة: من أقرأك هذا ؟!، أجابه: ابن مسعود!،فرده قائلا:" ليسجننه حتى حين"، ثم كتب الخليفة لإبن مسعود مبكتا: سلام عليك، أما بعد، فإن الله أنزل القرآن فجعله قرآنا عربيا، وأنزله بلغة حي مضر من قريش، فإذا أتاك كتابي هذا فاقرىء الناس بلغة قريش و لا تقرئهم بلغة هذيل!. وهذيل قوم(ابن مسعود) كما يتضح من"إيضاح الوقف والإبتداء في كتاب الله/ ص 13". بعضهم قرأ آية في سورة البقرة:".. وأتموا الحج والعمرة لله". وبعضهم:".. وأتموا الحج والعمرة للبيت". كان النبي في مثل هذا الخلاف الذي يختلف إليه وفيه في حياته، يقرأ (ص) المعنى لا المبنى، فيوافق على المختلفين مثل أهل العراق والشام . بعد حياته (ص) وإنقطاع الوحي ورفع كاتبه معاوي الأقلام وجفاف الرقاع وترقينها، أشار الصحابي"حذيفة بن يمان" على ذي النورين الخليفة الثالث، بتوحيد المصاحف، فأرسل بطلب مصحف"حفصة بنت عمر"؛ أرسلي لي بالمصاحف ننسخها ثم نردها إليك"!. ووزعت على البصرة(وأهل هذه، أول حاضرة في الإسلام، على قراءة أبي موسى الأشعري) والكوفة ومكة والشام واليمن والبحرين، فضلا عن المدينة. وهذا هو(المصحف العثماني)، وهو غير(مصحف فاطمة البتول) وزوجها علي ابن عم والدها الرسول رغم قول؛ أهل البيت أدرى بالذي فيه، وأهل مكة أدرى بشعابها، وكان"سيبويه"(رائحة التفاح) مواطن الصحابي"سلمان المحمدي" من أرض فارس التي أسس عليها بعد لأي ولتيا، حفيد فاطمة الموسوي الخميني، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وشوكتها شكيمتها بضاعة العرب عادت إليهم ثورة ثقافة مصدرة من بوابة مشرق الشمس، حاضرة البصرة الطيبة الخربة الحلوب، ومن جنوب غابة نخلها"كويت"، أبدعت الشيخة(د. سعاد محمد الصباح)"سرديات العشق"(سروده هاى عاشقانه)"قصائد حب".

في ما يربو على مائتي صفحة قطع متوسط صادرة عن دار سعاد الصباح للنشر و التوزيع، أرفق طيها بترجمة شعرية موزونة باللغة الفارسية للمترجمين الشاعر الإيراني"موسى بيدج" و أستاذ اللغة والأدب الفارسي بجامعة الكويت"سمير أرشدي"، لرفع الميز الجنسي بين المجتمع الذكوري الأنثوي الـ"عجب"(عجم + عرب = عجب، عجم/ عرب)، لتجعل عاشقة نخل موطن الأصل والأهل العراق مع رمح الأمة الثقافة، سيف قادسية سعد خال رسول الرسالة، أصدق إنباء من كتب النحاة والعروض والصرف، في حده الحد بين النثر والشعر ؛ اذا كان حق المرأة في الكلام العادي حقاً مرفوضاً ومكروهاً ومستهجناً في المجتمعات المتضخمة الذكورة ، فأن الكلام عن الحب في تلك المجتمعات يعتبر فضيحة كبرى و جريمة موصوفة. لقد قاتلت المرأة طويلاً لاستعادة صوتها المحجوزعليه، والخروج من مرحلة الخرس الطويلة حتى تمكنت من اعادة تشغيل حنجرتها بعدما غطاها الصدأ وان الحجر على صوت المرأة ووضعه تحت الحراسة جعل المجتمع العربي ينطق بصوت واحد هو صوت الرجل بكل خشونته و نبرته المعدنية. ان لدى المرأة كلاماً عاطفياً مخزوناً منذ آلاف السنين تريد ان تقوله فاسمحوا لها ان تفجر ينابيعها الداخلية و تطلق آلاف العصافير المحبوسة في صدرها، فالمجتمع العربي رغم كل مظاهر الحداثة و الانفتاح الثقافي والحضاري على العالم لايزال يضع " الفيتو " على المرأة و يعتبرها إمرأة ناشزة يشكل كلامها عن الحب خدشاً للحياء العام و خطراً على الأمن القومي. في بدايات هذا القرن بدأت المرأة تتخلص شيئاً فشيئاً من الحجاب المفروض على وجهها.. ولكن الحجاب المفروض على صوتها لم يتزحزح سوى سنتيمترات قليلة.. وظلت المراة رغم انفتاح أبواب العلم والمعرفة و اتساع افقها الثقافي تُعبّر عما يدور بعالمها الداخلي بنصف لغة و نصف صوت و نصف حرية..فالمجتمع العربي لا يزال رغم التحولات التي طرأت على بنيته يعتبر الصوت النسائي مؤامرة على دولة الرجال و سلطتهم و يعتبر المرأة الفصيحة ظاهرة شاذة أو مرضية لابد من معالجتها بالعقاقير و المضادات الحيوية.. و هكذا ظل فم المرأة مختوماً بالشمع الأحمر و غير صالح إلا لارتشاف الماء و مضغ الطعام.. ومثل هذا الامتياز تتمتع به جميع الحيوانات بشكل غريزي.. اريد ان اكتبلأستريح قليلا من أقنعتيومن صرة الجبن والزيتونالتي حملتها أمي على رأسها من يوم تكور نهداها..أريد أن أبصق الحصاة من فميفليس من المعقولان اعشقك هذا العشق الخرافي ويبقى سرك محفوظا كالطفل في بطنيخمسة عشر قرناً. ان الكتابة عندي،هي حوار أقيمه مع نفسيقبل ان اقيمه معكان الكتابةتبتكر لي جنات صناعية لا استطيع دخولهاوتعطيني حريةًً..لا استطيع ممارستهاوتخلق لي جزراً لازوردية لا استطيع السفر اليها.. الكتابة لكهي صمام الأمان الذي يمنعني من الانفجارو المركب الوحيد الذي أصعد اليه..حين تمضغني العاصفة.

الإستهلال؛الكتابة تبتكر لي جنات صناعية

ان الكتابة عندي،

هي حوار أقيمه مع نفسي
قبل ان اقيمه معك
ان الكتابة
تبتكر لي جنات صناعية
لا استطيع دخولها
وتعطيني حريةًً ..
لا استطيع ممارستها
وتخلق لي جزراً لازوردية
لااستطيع السفر اليها ..
الكتابة لك
هي صمام الأمان الذي يمنعني من الانفجار
و المركب الوحيد الذي أصعد اليه..
حين تمضغني العاصفة ..

أكتبُ لأبصق الحصاة من فمي

اريد ان اكتب
لأستريح قليلا من أقنعتي
ومن صرة الجبن والزيتون
التي حملتها أمي على رأسها
من يوم تكور نهداها..
أريد أن أبصق الحصاة من فمي
فليس من المعقول
ان اعشقك هذا العشق الخرافي
ويبقى سرك محفوظا كالطفل في بطني
خمسة عشر قرناً

* * *

أريد ان اكتب
لأدافع عن كل شبر من أنوثتي..
أقام به الأستعمار
ولم يخرج حتى الآن..
فالكتابة هي وسيلتي
لكسر مالا أستطيع كسره..
من قلاع القرون الوسطى
و أسوار المدن المحرمة..
و مقاصل محاكم التفتيش
اريد ان أكتب لك..
أريد ان اقول للورق
ما لا استطيع قوله للآخرين..
فالمدينة التي اسكنها
لا تطرب إلا لصياح الديكة
وصهيل الخيول
و شهيق ثيران المصارعة.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com