متى يُحاكم مجرمو منظمة مجاهدي خلق؟

 

يحيى السماوي

 yahia.alsamawy@gmail.com

شـهد العراق عقب سقوط نظام صدام حسين، محاكمة عدد من مجرميه وفي مقدمتهم الديكتاتور وكبار مساعديه .. كما شهدت المدن العراقية تصفية عدد آخر، أخذ المواطنون  ـ من ذوي الضحايا ـ على عاتقهم مهمة  إيقاع العقاب اللائق بما اقترفوه من جرائم بحق أبنائهم .. لكن ّ مجرمي ما يسمى بـ " منظمة  مجاهدي خلق " بقوا بعيدين  عن المساءلة ويد العدالة ـ مع أن جرائمهم بحق العراقيين، لم تكن أقـلّ وحشـية ودموية ًعمّـا ارتكبه مجرمو " فدائيي صدام " و سرايا " الحرس الخاص " و" أشاوس  قوات الحرس الجمهوري "

لم يسبق  لمنظمة إرهابية، إتخذ منها نظام صدام حسين  أداة لقمع العراقيين، وعيونا تجسسية عليهم، كمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية ...

قد لا يعرف الكثيرون من العرب، أن جموع هذه المنظمة الإرهابية، كانت إحدى أذرع النظام الديكتاتوري المقبور في قمع الإنتفاضة الجماهيرية  التي كادت تطيح بالنظام عام 1991 لولا أن الولايات المتحدة الأمريكية ارتأت إطالة عمره، فسمحت له باستخدام بقايا جيشـه، ومعه منظمة مجاهدي خلق في قمع الانتفاضة ودك المدن على رؤوس مواطنيها الأبرياء  .... فهل سنشاهد قادة ورموز هذه المنظمة الإرهابية في " قفص الإتهام " لينالوا العقاب اللائق بما اقترفوه من جرائم بحق الشعب العراقي ؟

 منذ سقوط النظام، ومجاميع  هذه المنظمة الإرهابية  متحصنة داخل أسـوار معسكرها، إدراكا منها لحقيقة أنّ رؤوسها مطلوبة لرصاص وأقدام العراقيين ـ وهي التي كانت في ظل النظام المقبور إحدى أذرعه القمعية الضاربة، مخوّلة باقتحام المدن واستجواب المواطنين ( مثلما كانت حسناوات هذه المنظمة، وسائل ترويح ٍ لكبار جنرالات قادسية الديكتاتور المقبور )  .

منذ سقوط النظام الديكتاتوري، وثمة أصوات تنادي بطرد مجاميع منظمة مجاهدي خلق من العراق .. لكنّ طردها من العراق دون محاكمة مجرميها (وجميع أفرادها مجرمون) سيكون بمثابة مكافأة للمجرمين، واستهانةً بأرواح الآف العراقيين الذين حصدتهم بنادق وقنابل مجرمي  هذه المنظمة الإرهابية  ...

 لقد استبشر الشعب العراقي خيرا باعتزام الحكومة العراقية غلق معسكرمجاهدي خلق  في ديالى ... غير أن هذا الإستبشار بالخير سيبقى ناقصا، ما لم  ينل مجرموها العقاب الصارم قبل أن يُرمى بهم خارج الوطن الذي استباحوا بالأمس القريب دم أبنائه .. فهل سنشاهد مجرميها داخل قفص الإتهام، كي نصدّق أن العافية قد عادت إلى  يد العدالة في عراقنا الجديد ؟ أم أن " محررنا الأمريكي المزعوم " لا يريد لهذه اليد إلآ أن تبقى مشلولة؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com