إغتيالات القدرات العراقية من قبل الموساد.. من جديد!

 

د. مؤيد الحسيني العابد

mouaiyad@gmail.com

لقد أثارت المعلومات الجديدة التي تتسرّب من هنا وهناك الى أنّ عملية الاغتيالات للعلماء العراقيين والمتخصصين في المجالات الحسّاسة على المستوى التطبيقي والذي يمكن أن ينسحب الى تطبيقات تهدد مصالح دول كبرى في المنطقة والعالم حسب زعمهم! أقول قد أثارت هذه المعلومات الكثير من التساؤلات التي جمعت في ذهن العديد من ذوي الاختصاصات المذكورة ، ومنها: ما الذي يدعو العديد من السياسيين المتأمركين ومن غيرهم الى إتّهام جهات لا علاقة لها بالاغتيالات المذكورة وتكذيب إتّهام توغل الموساد الاسرائيلي في العراق وخاصة تلك الفرق الخاصّة التي تقوم بالعمل بكلّ دقّة؟!

الكثير يعلم بأنّ هذه الوحدات تعمل وتتدرّب مع الجيش الامريكي ومع وحدات من الجيش تكون في أغلبها من صنف القوات الخاصة والمغاوير. حيث إنّ هذه الوحدات الخاصة تعمل بتغطية كاملة من قبل الجيش الامريكي وقد بدأ عملها منذ عام 2003 والى الآن. وهي الوحدات التي ترصد العديد من العائدين من ذوي التخصصات المهمة ليتم إغتيالهم على أرض الوطن.

ربّ سائل يسأل أنّ هؤلاء منتشرون في كلّ أصقاع الارض فلماذا لا يتمّ إغتيالهم وهم في أماكنهم وهي الطريقة الاسهل؟! أقول أنّ كلّ عمليات الاغتيال تتمّ بتغطية خطيرة وسط المعمعة والاختلال الامني الذي تسببه هذه الوحدات الخاصة بنسبة كبيرة. فلو قمنا بعملية إحصاء بسيطة الى الذين تمّ إغتيالهم سنرى القسم الاكبر تمّ وسط الصراع الطائفي الذي إفتعلته سرايا القاعدة المجرمة وكذلك تلك الوحدات الخاصة. وقد تمّ ذلك وسط جهل أو تجاهل العديد من أركان الفرع الامني في الحكومة العراقية.

حيث تمّ إغتيال علماء الطاقة النووية بكلّ فروعها من فيزياء وهندسة وكيمياء وغير ذلك خلال السنتين أو  السنوات الثلاث الماضية.

لقد أشارت دراسة بريطانية الى أنّ لدى العراق أكبر عدد من العلماء بالنسبة الى عدد سكانه. وأنّ هذا العدد يشير الى توجّه غير طبيعي قد إحتسب كأنّ هناك نسبة من العلماء لكلّ بلد لا ينبغي أن يتمّ تجاوزه!

إنّ لدى الموساد الخبرة في مجال إغتيال العلماء العرب ذوي القدرة والخبرة التطويرية في العديد من المجالات الحسّاسة. فكيف لنا أن ننسى إغتيالات عديدة تمّت عبر سنوات من نضوج فكرة التطوير بإتّجاهات مهمّة عبر ثلاث عقود في العديد من الدول العربية والاسلامية.

لقد مارست دويلة الكيان الصهيوني العديد من الضغوط على الجامعات الغربية والشرقية من خلال بلدانها لمنع الطلاب العراقيين والعرب والمسلمين عموماً الى الانضمام الى بعض المؤسسات المتخصصة. حيث صرّح مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية الى أن العديد من المراجعات تتمّ حول ملفّات الطلاب في تخصصات مهمة مثل الفيزياء النووية والهندسة النووية والتخصصات الكيميائية المرتبطة بعمليات التسليح. ويشكك المصدر بهذه التوجّات التي تطمح الى الدراسات المذكورة للاغراض السّلمية!

لقد إطّلعت من أحد المواقع الى أنّه((في عام 2002 أصدر مجلس النواب الامريكى موافقة على فرض حظر على الطلاب من سبعة بلدان ، من بينها أربع دول عربية ، للدراسة في بعض المجالات المتخصصه!!)).
لقد أشارت التقارير الكثيرة وفي العديد من المواقع الالكترونية والتي غالباً ما تستلّها من مصادر الخبر الاصلية الى ((أنّ الموساد الاسرائيلي قتل 350 من العلماء العراقيين وأكثر من 200 من أساتذة الجامعات العراقية)).

وتذكر العديد من التقارير الى أنّ دعوات الولايات المتحدة وبريطانيا الى تشجيع النخب العلمية العراقية الى القدوم الى الولايات المتحدة الامريكية إن لغاية خدمتها أو البقاء تحت عين الموساد والسلطات الامنية الامريكية المتخصصة، هذه الدعوات قد باءت بالفشل بشكل أو بآخر. رغم وصول العديد من هذه النخب الى الولايات المتحدة والعمل بشكل أو بآخر في مجالات متعددة. حيث أجبر عدد منهم على العمل في

 مراكز البحوث العامة هناك وقد أشار التقرير الى ((ا ان الاغلبيه رفضت العمل مع العلماء الامريكيين في بعض التجارب وكثير منهم لجأوا الى بلدان اخرى)).
وقد قامت الوحدات الصهيونية(الموساد) بتعقّب العديد منهم بمساعدة الجيش الامريكي ويخاف من إستمرار العمل بهذا التوجّه حتى بعد إنسحاب الجيش الامريكي من العراق، حيث تعمل الوحدات الخاصة المذكورة حينذاك في مجالات الدبلوماسية أو الشركات التي تقوم بحجة إعادة الاعمار في البلاد. حيث تمتلك هذه الوحدات المجهولة المعلومة !! العديد من المعلومات التفصيلية عن العلماء ذوي الكفاءات الخاصة. لا بل تعرف أين يسكن كلّ منهم!

يبقى السؤال الملحّ على العديد من ذوي البصيرة: هل تعرف الحكومة بما يجري وليست لديها القدرة على العمل تجاه هذا المارد والغول الذي يجثم على صدر النهوض العراقي بعد أن كان يعمل بصورة ونمط قديم في زمن الطاغية المقبور؟!

أرجو من حكومتنا الانتباه الى هذا الموضوع الخطير ونتمنى على وزير الامن القومي أن يكفّ عن تصريحاته الناريّة لتوزيع المسؤولية بإتّجاهات أخرى لا علاقة لها بالامر الحقيقي. وأن ينتبه الى عمله الذي يسخّره الى رضى الآخرين متناسياً تأريخ نضال القوى الوطنية  ضدّ هؤلاء طوال أكثر من عقدين من الزمن أو يزيد فهل من مجيب؟!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com