|
الرأي العام يجب أن لا يُغيَّب .. عشائر الفرات الأوسط تطلقها مدوية "كركوك عراقية"
حسام أحمد الدليمي الرأي العام الشعبي يجب أن يكون أحد الأركان الرئيسة في اتخاذ القرارات المصيرية، في ظل حكم نيابي، وإن لم يستجب المسؤولون لهذا فإن الشعب سينتزعها انتزاعا، ولقد فعلتها عشائر الفرات الأوسط حينما خرجت بمظاهرات عارمة وأطلقتها مدوية "كركوك عراقية"، تعبيرا عن رفضها لمحاولات ضم كركوك إلى إقليم كوردستان الذي كشّرت قياداته مؤخرا عن أنيابها تاركة الشعارات الوطنية الرنانة التي كانت تحملها وهي داخلة إلى بغداد وراء ظهرها. وبالتأكيد فإن المنطق والتوافق هو الذي سيعلو صوته بالنتيجة وسترجع القيادات الكوردية بخفي حُنين فلا ثقة الشعب كسبت ولا كركوك ضُمّت. وكما وقف الشعب بأجمعه ضد سياسات القمع والقتل والاعتقال الطائفي من قبل بعض المشاركين في العملية السياسية الذين دخلوا من خلال القوائم المُغلقة وكما أرسى الأمن والاستقرار (النسبي) رغم أنوف الذين يحملون أجندات طائفية؛ فإنه بالتأكيد سيقف وقفة جبارة ضد محاولات تمزيق الوطن الواحد. وقد يظن ظانّ أن تلك المحاولات الطامعة من قبل الأكراد حكومة وشعباً، لكن الأمر مختلف تماماً، فمع أن هناك مواطنين أكراد مؤيدين لتلك الأطماع الا أن الرأي العام الشعبي في إقليم كوردستان بالضد من تلك الأطماع، لكن الشعب المسكين محكوم من قبل أنظمة دكتاتورية ومجلس نواب لا يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا.وهو كغيره لا يريد بالتأكيد أن يحمل العراق مزيدا من المعاناة فوق ما يعانيه من دمار وشتات. إن من واجب القوى الوطنية في العراق أن تحول نقاط الضعف إلى قوة والمشاكل إلى حلول، فكركوك لا تسكنها فئات متناحرة بل باقة من أطياف الشعب العراقي منسجمة وطبعا ليس فس التصريحات الجوفاء فقط وإنما اتفاق وطني حول حلٍّ توافقي وإيقاف للاعتداءات المتكررة في بعض أنحاء كركوك. أما واقع الحال المرّ فإنه ينص على أن كركوك مشكلة تهدد العراق، وإن استمر الحال على ما هو عليه فإنه فشل ذريع للقوى المسيطرة في العراق. ورغم أن بعض الأطراف السياسية تبرر بعض مواقفها بأن مفهوم الوطنية يختلف تفسيره من جهة إلى أخرى، فإنه مبرر غير مقبول إطلاقا فلا يمكن لجهة معينة مثلا أن تُنشيء ميليشيا خاصة بها وتوجهها للهجوم على مؤسسة حكومية رسمية وتشتبك في أثناء ذلك مع قوات الشرطة وتعتقل مسؤولين وتقتل آخرين ثم تتذرع بأنها تفسر الوطنية هكذا. ولا يمكن لجهة أن تخترق حقوق الإنسان بصورة مخزية بشعة ثم تقول إن مفهوم الوطنية عندكم ليس كما هو عندي. وأخيرا فإن أقلامنا تعبت من الكتابة فإما هي البلادة الذهنية لدى المقابل (يعرفون أنفسهم) وأما هو التعصب الأعمى والحقد الذي يغلي داخل النفس والذي سيحرقهم ويحرق العراق...سَلمت يا عراق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |