|
تزامن صحوات العشائرالغربية، ونهاية الارهاب، وعودة الصداميين للواجهة .. ماهية الربط
حميد الشاكر لعودة الصداميين بقوة للواجهة الاعلامية اليوم، وبروز وتشكيل ظاهرة الصحوات العشائرية هنا وهناك، ومن ثم انخفاض منسوب الارهاب بدرجة خمس وتسعين بالمئة في بغداد وباقي محافظات الوسط لكل هذه الظواهر دلالة لاتغيب على لبيب فهم كيفية الربط السياسي وماهيته بين هذا الخيط او ذاك من خيوط اللعبة السياسية العراقية الداخلية اليوم، ونحن اذا نريد ان نفهم ماهية الربط بين ثلاث عناوين سياسية رئيسية داخلية في عراق اليوم (( عودة صداميين، تشكيل صحوات، انخفاض منسوب الارهاب )) لتتضح الصورة للفرد العراقي ووعيه السياسي الاجتماعي علينا ان نتساءل اولا : ماهي قصة عودة الصداميين وظهورهم المفاجأ بقوة في وسائل الاعلام العربية والمحلية هذه الايام ؟. واين كانوا بالامس وكيف ظهروا فجأة اليوم ؟. وهل هناك رابط منطقي او سياسي بين ظهور الصداميين من جهة ولعبة الصحوات العشائرية من جهة اخرى ؟. وكيف تمكنت بين ليلة وضحاها هذه التكتلات العشائرية التي صحت بعد غفوة ان تسيطر على الوضع الامني بنسبة اذهلت العالم بالحقيقة ؟. وهل هناك ربط بين كون الارهاب الضارب الذي كان يعصف بالعراق من شماله الى جنوبه ماهو الا حركة طبيعية للمجاميع الصدامية الارهابية والتي هي هي كانت باسماء متعددة قبل ان تقرر ان تنخرط في لعبة الصحوات العشائرية كتغيير استرتيجي في العمل والحركة لتغّير من ثم معادلة الامن باسم الصحوات العشائرية ؟. واين ذهبت تلك العناوين السلفية التكفيرية في ليلة وضحاها من جند محمد الى انصار السنة الى تنظيم القاعدة الى كتائب ثورة العشرين الى الدولة الاسلامية الى الى .....الخ ليحل محلها عنوان واحد فقط اليوم هو صحوات العشائر الغربية ؟. وهل نفهم بصورة واضحة من هذا ان الصحوات نفسها هي التي كانت حركات الارهاب سابقا قبل ان تغير استرتيجيتها الى العشيرة والصحوة؟. وان نفهم ان ماحركات التكفير والتفخيخ والذبح صاحبة الاسماء الاسلاموية التي دمرت العراق الا غطاء للصداميين بعد ان خُسفت بهم الارض العراقية وليتدحرجوا بحركة ( دقلاوية ) من الصداميين الى الاسلامويين القاعديين وحتى العشائريين الصاحين ؟. سؤال اخير : ماهي الدوافع التي اقنعت الصداميين بالانتقال من حركات الارهاب السلفية التكفيرية الى صحوات العشائر القبلية ؟. انها اسألة يجب ان تصل الى عقل كل فرد من افراد الشعب العراقي للنهوض فعلا بوعيه السياسي درجة اكبر لفهم اللعبة السياسية الداخلية وربطها بحركة الصداميين النتنة التي تريد العودة والتسلط على العراق من جديد ولكنّ باسماء مختلفة، ومن هذا انا ادعو شخصيا جميع خطباء منبر الجمعة في العراق الى تناول هذه الاسألة السياسية بدقة في خطبهم السياسية لسد ثغرة عدم المعرفة بهذا العمل الصدامي الاستراتيجي الخطير !. نعم لماذا انقلب الصداميون على الحركات التكفيرية الدينية ؟. الجواب من وجهة نظري ان انقلاب الصداميين على الارهاب كان من منطلق ان الارهاب اوهم الصداميين تماما في بدئ عملية التغيير السياسية العراقية الشاملة بعد سقوط هبل البعث العراقي صدام حصين بقدرته على ارجاع السلطة وتدمير الوضع الديمقراطي العراقي الجديد من جهة، ولعدم وجود خيار امام الصداميين غير انتهاج الارهاب والرعب للانتقام من العراقيين من خلال استغلال هذه الحركات الارهابية التدميرية لاعادة عقارب الساعة الى الوراء وقلب الطاولة وفرض انفسهم على العراق بالقوة من جهة اخرى !. وبالفعل كان التحالف الصدامي الارهابي وثيقا وداعما مئة بالمئة لحركات التطرف والارهاب السلفية التكفيرية في السنة الاولى والثانية من ضرب الارهاب في العراق، ولكن بعد استيقان الصداميين في السنة الثالثة والرابعة من ان حركات الارهاب فشلت امام صمود الشعب العراقي الاسطوري التضحية اصبحت هذه الحركات الارهابية الوهابية السلفية عبئأ ثقيلا جدا على الاسترتيجية السياسية البعثية للصداميين في العراق، وهذا فضلا من ان في السنة الاولى والثانية حاول الصداميون الارهابيون ايصال رسالة لقوات الاحتلال الامريكي مفادها : ان التعامل يجب ان يكون مع هذه الحركات الارهابية لترتيب الخارطة العراقية الداخلية الجديدة التي ينبغي ان توضع بعد تغيير المقبور صدام حصين !. ولكن وبعد فشل هذه الخطة وفرضها على قوات الاحتلال الامريكي ايضا اصبح الصداميون بين فكي قرار الشعب العراقي باجتثاث الصداميين والى الابد وبين الضرب المستمر من قبل قوات التحالف الدولية ومن ثم قوات الاحتلال الامريكية فيما بعد !. عندها ايقن الصداميون ان ورقة الارهاب السلفي التكفيري قد سقطت تماما في الوصول الى اي من اهدافهم المشبوهة لارجاع سلطة سياسية قد فقدت او حتى لاخضاع قوات احتلال غير معترفة بالارهاب التكفيري على الاطلاق في الداخل العراقي، وهنا كان لزاما على الصداميين البحث عن استراتيجية جديدة في الحركة والفعل وهذه المرة !. ولكن كيف السبيل من وضع استراتيجية سياسية جديدة تضمن للصداميين على الاقل عودة لسلطة جزئية من جهة وتخلص من جرثومة الحركات الارهابية التي اصبحت عالة ومشكلة امريكية ضدهم من جهة اخرى ؟. اولا :كان المخرج في البداية هو انشاء كيانات بعيدة جدا عن مسمى الحركات الدينية الارهابية المتطرفة، وهذا كان اول التفكير بالرجوع للقبيلة كمرجعية للعمل السياسي التي اوصت بعض الدول الخليجية الصداميين بتكوينها لرضا المحتل الامريكي عن النموذج القبلي كمرجعية سياسية بعيدة عن مفهوم التطرف الديني !؟ وثانيا : لابد من خلق اشكال ومبرر بين القاعدة وحركات التكفير السلفية من من جهة، وبين كيانات هذه الصحوات العشائرية على اعتبار انها العدّوة الحقيقية لحركات التطرف في المنطقة الغربية من جهة اخرى !. وبالفعل بدأت الصحوات بشنّ حملة منظمة لابادة جيوب القاعدة وباقي التنظيمات الدينية التكفيرية الارهابية الوافدة من دول الجوار وتحت ذرائع متعددة اولها اعتداء حركات الارهاب الدينية بمافيها تنظيم القاعدة على اعراض العراقيات ومشائخ عشائر العراق .. وانتهاءا بصحوة هذه التكتلات القبلية وافاقتها من غيبوبة احتضان القاعدة وباقي حركات الارهاب السلفية واكتشاف هذه الكيانات العشائرية لدجل هذه الحركات الارهابية وعدم التزامها بالاخلاق الاسلامية وانتهاءا باكتشاف صحوات العشائر الغربية على حقيقة : ان تنظيم القاعدة منظمة تعمل تحت اشراف المنظمات الصهيونية العالمية .... وهكذا حتى وصول هذه الصحوات الى حقيقة ان منظمات الارهاب العالمية ماهي الامقصلة للشعب العراقي الشريف التي تذبح بالعراقيين بلا ادنى وطنية تذكر وبصورة مفاجئة !. ولله في خلقه شؤون !. وهنا ضرب الصداميون عصفورين بحجر واحد : الاول تشكلهم بكيان سياسي مقبول امريكيا سمي (صحوات عشائر الغرب العراقي )، وثانيا تخلصهم من تنظيم القاعدة وباقي حركات الارهاب السلفية التي بدلا من ان تعيد السلطة لهم اصبحت تشكل مأزقا حقيقيا لعلاقتهم بسيد العراق الجديد قوات الاحتلال الامريكي مضافا الى ان هذه الحركات الارهابية اوغلت بدماء العراقيين واهانة مقدساتهم الدينية حتى وصولها الى نقطة النهاية مع الشعب العراقي ورفض هذا الشعب مطلقا للمصالحة مع الارهاب السلفي التكفيري الوهابي بالاساس، فبدى منطقيا بعد ذاك تفكير الصداميين بالتخلص من مثل هذه المنظمات الارهابية او طردهم من المناطق الغربية والتبرأ من افعالهم الدونّية ...، كل هذا نوعا ما سيبّيض وجه من شارك الارهاب بقتل العراقيين لمدة خمس سنوات مظلمة وهو يأوي ويموّن ويدعم ويخطط ويطعم ..... لا ويزوّج ايضا كوادر وافراد القوى الارهابية الظلامية السلفية الاجنبية في العراق ؟. نعم الصحوات طوق النجاة الاخير للصداميين القتلة !. ان هذه الرؤية هي التي تشرح لنا : كيف توقف الارهاب بشكل مفاجئ في عموم العراق بمجرد تشكيل الصحوات !. وهي الرؤية التي تجيبنا على : اين ذهب الارهابيون الصداميون والتكفيريون فجأة من مناطق العراق ؟. كما انها نفس الرؤية التي تجعلنا ندرك ان العناوين هي التي تغيرت فحسب اما الجاني فهو واحد انتقل من الصدامية الى الارهابية الدينية السلفية ليقف اخيرا على ضفاف العشائرية الصحواتية ايضا !. ولكن مابال ظاهرة الصداميين عادت وبقوة مع ظهور الصحوات العشائرية واخذها مكان الحركات الارهابية التكفيرية السلفية ؟. ان ظاهرة عودة الصداميين اليوم وبقوة بعد ظهور تكتلات الصحوات العشائرية الغربية، ولاسيما بعد الغاء قانون اجتثاث البعث من العراق على ايدي قوى سياسية عراقية تسربت للعملية السياسية وشاركت فيها تحت مسميات اسلامية ووطنية، هي الظاهرة او الدلالة التي تؤكد رؤيتنا لمضمون هذه التكتلات العشائرية الغربية والتي هي بالاساس تشكيلات صدامية سابقة ؟. بمعنى اخر : ان تلازم بروز الصحوات العشائرية من جهة في العراق واخذها مواقع سياسية مرحب بها اقليميا خليجيا ودوليا لاسيما امريكيا، مع ظهور الصداميين من جديد وخصوصا اعلاميا هذه الايام يدل دلالة واضحة على ان غطاء الصحوات العشائرية الغربية ماهي الا غطاءا حقيقيا للصداميين الذين عاثوا في الارض العراقية فسادا مع الارهابيين ليعودوا من باب اخر هذه المرة ولكن باسم الصداميين انفسهم بعيدا عن المسميات الدينية التي لم تستطع استغفال العقل العراقي بصورة كبيرة !. ومن هنا نفهم اللعبة بكل جوانب واطارات صورتها الواقعية، وان الصداميين كما قلنا واشرنا في السابق وحتى اليوم انهم الخطر الحقيقي على العراق الديمقراطي الجديد في حركته ونهوضه وامنه وتقدم عمليته السياسية !. نعم تنظيم القاعدة كان اداة للصداميين في حربهم ضد الشعب العراقي، وكذا انصار السنة وجيش محمد وجيش الراشدين وكتائب ثورة العشرين ........... وباقي التنظيمات السلفية الارهابية ماهي الا عناوين اختبأ الصداميون خلفها للعودة الى السلطة، وكذا صحوات العشائر ماهة الا مسمى وعنوان جديد لهذه المرحلة التكتيكية للصداميين للعودة الى سلطتهم المقبورة، والله يعلم سبحانه بالخطط الاستراتيجية المستقبلية للصداميين عندما يغيرون عنوان صحوات العشائر الى الاحزاب السياسية الليبرالية الراسمالية الديمقراطية الامريكية للوصول من جديد للانقلاب الكبير على الشعب العراقي والتسلط عليه وقيادته بالحديد والنار من جديد !., فاليحذر الشعب العراقي من شيطنة الصداميين وليعلموا ان الشيطان كان للآنسان العراقي عدوا مبينا فليحذره وليتخذه عدوا !.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |