|
العــراق الجــديد والامــل المفقــود
صـباح ســعيد الزبيـدي بلغراد – صربيا منذ سقوط النظام الصدامي وانتهاء عصر الدكتاتورية والاضطهاد .. جاء عصر الديمقراطية ليصبح بديلاً لحكم الفرد، والتسلط والدكتاتورية ، وحكم الحزب الواحد والاضطهاد و ليصبح هذا العصر في العراق الجديد منعطفاً حضارياً تشاع من خلاله الحرية والعدالة وحفظ كرامة الانسان العراقي بعد زمن طويل من الدكتاتورية وارهاب الدولة.. وكانت كلمة الديمقراطية لها وقع السحر على المواطن العادي الذي كان وما يزال يقف في وجه قوى الظلم والاستبداد ويساهم في التصدي لقوى الشر والظلام. ومن خلال نظرة بسيطة إلى الاوضاع الحالية في العراق الجديد وما يحصل اليوم فيه من انتهاكات لحقوق الانسان والاستخدام المفرط للعنف في ما يتعلق بالاشخاص إضافة إلى الاعتقالات العشوائية التي تقوم بها الشرطة العراقية والقوات الخاصة العاملة بشكل مستقل او بالتعاون مع القوات المتعددة الجنسيات. ان العالم المروع لمعسكرات التعذيب في العراق الجديد دليل واضح على انتهاكات حقوق الانسان والتعامل الوحشي والغير انساني مع المعتقلين .. حيث يتم قتل بعض اولئك السجناء بعد تعريضهم للعذاب المهين ومن خلال طرق التعذيب التي تشمل الخنق والحرق وكسر العظام والتعليق من الاذرع اضافة الى الاعتداءات الجنسية واستعمال الصدمات الكهربائية وانتهاكات حقوق الانسان والتعذيب الوحشي والقتل خارج اطار القانون.. ولايعرف في الوقت الحاضر هل العراق ينحو بأتجاه سياسات تعذيب منظمة ام ان هذه العمليات قام بها افراد شاذون. هذا ولايوجد احترام للقانون في العراق الجديد ، فقد اصبح ملاذا للتجارة الدولية للمخدرات وازدهار تجارة الهيروين. فمنذ سقوط نظام صدام أدى مناخ غياب القانون الى خلق مناخ ملائم للتهريب ، مما يوفر دخلاً جديداً للارهابين وغيرهم من المجرمين ، كما تضاف مشكلة ادمان المخدرات الى مشاكل العراقيين الاخرى من سيارات مفخخه واختطاف وبطاله وغيرها.. بالاضافة الى ذلك فأن هناك استياء شعبي واسع من عدم توفر الماء والكهرباء والخدمات الصحية والبيئية. من جانب اخر فان العمليات الارهابية الجبانة من اختطاف وقطع ارقاب وتفجير المفخخات وهدم الجوامع والكنائس والمراقد الدينية والمقابر والتي تقوم بتنفيذها كلاب سائبة وقذرة ليست عراقية ولاتنتمي الى هذه الارض المباركة.. ادت الى ان يزداد الوضع في العراق خطورة وتعقيدا.. وليس هناك مايمكن أن يوحي بالانفراج وتهدئة الاوضاع.. بل العكس هناك الكثير من الادلة المؤكدة لامكانية الانفجار الشامل. كذلك فأن الاحتلال وليس الانسحاب هو احد الاسباب التي ستؤدي الى اندلاع الحرب الاهلية في العراق..لان عزف الاحتلال على وتيرة الطائفية كسب قوة لا يضاهيها الا قوة كذبة اسلحة الدمار الشامل التي هيأ من خلالها الرأي العام لشن الحرب اصلاً..وان الاحتلال هو المهندس الحقيقي والرئيسي للانقسامات العرقية والطائفية في العراق..لان العراقيين عرفوا على مر التاريخ بمناهضتهم للطائفية. لذلك يجب ان نتعلم انه اذا أخذنا شيئاً فلا بد ان ندفع ثمنه.. رضينا ام كرهنا.. ولكن عقدة النقص لازالت فينا لاننا تعلمنا ان نبقى مغلوبين مولعين بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه وافكاره الشيطانية. ان العراق الديمقراطي هو العراق المحرر بالارادة الوطنية وليس من خلال ثعالب الديمقراطية(الانتهازيون) الذين يهيئون ردود الافعال ويحسبون الحسابات الدقيقة بمكر وريبة كي لاتفوتهم فرصة او غنيمة. ونعم للديمقراطية، لاللارهاب لا للتعصب لا للطائفية والعنصرية ولا للاحتلال الاجنبي.. نعم لاعادة كامل السيادة الى العراق وانهاء وجود القوات الاجنبية المحتلة.. نعم للمسيرة الوطنية نحو الديمقراطية من اجل عراق حر ديمقراطي.. ولتبقى الديمقراطية اليوم القيمة الكبرى والاسمى وليس امل مفقودا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |