|
صراع من أجل البقاء وشعارات لا تحمي نفسها
د.محمد الموسوي قالوا أنها غير حكومية .. لكنها حكومية ومنفذة لأجندة حكومية. عندما نتكلم عن المنظمات الغيرحكومية فإننا نتكلم عن منظمات ومؤسسات المجتمع المدني الإصلاحية والرقيبة المحايدة عير المنتمية لسلطة أو حزب وذات أنشطة شفافة تصب في رشد المجتمع وانضاجه والإسهام في حل مشاكله كحلقة وصل وربط بين المجتمع والادارة الحكومية وبآليات تحفظ لها خصوصيتها وكيانها المستقل وتعزز دورها كرقيب قوي على مسار السلطة والاجهزة الادارية للدولة وحال الفرد والمجتمع .. بمعنى أن تكون عينا رقيبة على السلطة .. وأخرى للمجتمع وليست على المجتمع كي نكون اكثر دقة..، وغالبا ما تكون اسماء تلك وهذه المنظمات مختارة بدقة ومعرفة لهويتها علما ان الاسم جزءا من الهوية وليس كل الهوية ولكنه احيانا يعبر عن مجمل هوية المؤسسة او المنظمة او الرابطة او الجهة التي تقف وراء الاسم وسرعان ما يدرك أهل الإختصاص بربط ما الهوية او الاسم والهوية وأهله وما وراءه... وشأنها شأن باقي المؤسسات لم تخلو مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني من دغش أو غش أو سوء إستغلال .. وتخيل من ذلك الذي يمكن له يصون ويرعى مصالح المجتمع والدولة دون أن يكون جزءا من السلطة او الموالين لها .. إنه عالم من المثقفين المتحضرين الذين يدركون لغة التمدن والتحضر ويقفون على أسبابها ،تلك اللغة التي تقوم عليها دولة المؤسسات والمجتمع المدني .. وغير ذلك فهو وهمي وعشوائي او واجهات لجهات حكومية سياسية او امنية .. ومطالبة بنشاطات وتقارير لمراجعها ومن يقف ورائها . منظمات المجتمع المدني في الشرق الاوسط فقيرة ومحدودة التجربة والامكانيات فلا توجد ثقافة مجتمع مدني او دولة مؤسسات ولا يوجد ايمان بكليهما حيث انهما ومن وجهة نظر السياسيين الشموليين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليه لن تكون هكذا منظمات في هكذا مجتمعات الا بتوصيات خاصة وستجد موقعها عندما يصادق عليها ويشرع لها رجل دين من المتباركين بظل البلاط..ولكن هنا وفي مجتمعات كمجتمعات الشرق الاوسط المكبلة بكم من القيود واحمالا من الهموم والبلايا لن تجد ذلك الصفاء للانتاج والنمو والابداع ..بل ستجد من يحتويك وابداعك وشخصك ومؤسستك وصهركم وتحويل مسارك ..او استئجارك او تجميدك او قتلك أو... وقليلة هي المنظمات التي تحظى بتبرعات سخية نقية تديم وجودها وتعزز نجاحها. درايتنا بواقعنا يسهل علينا قراءة وفهم كل حادث ومستحدث ومن يغني للملك او لغيره.. على المسرح او خارجه ومن يرتدي ثوبه او لبس او البسوه ثوب غيره فما ان سار ومشى حتى وقع وانكفى وكشف عنه غطاؤه .. والافضل ان نرتدي بردائنا وليكن رداء الحق وجماله ونتغطى بغطائنا ولا غيره. من تلك المؤسسات والمنظمات من يعمل في الظلام مستترا خشية أن يطلع عليه الحق ومنهم من يسدل ظلام الملوك على المملوك ويعمل ليلا نهارا .. جهارا متجاهلا ان هناك من يبحث عن الحقيقة ويخرجها الى مواقعها وان هناك من يدركها ويسهل عليه قرائتها وإجتناب غيرها. لم نتفاجىء برابطة او منظمة او مؤسسة ما أسموها بـ هابيليان ولا بما قامت به وتأسست لاجله .. ونعلم وندرك أهم أسموها بـ هابيليان كشق من شقي الصراع وعليه لن يبقى سوى نعت الطرف الاخر بـ قابيليان لوصمه بالشر ... وأعجب هنا لأمرين الاول هو أنه هل كان هابيليان غافلا عن الحق ولا شأن له به لمدة عقود وهي عمر المشكلة المعضلة التي اسست من اجلها ولم تصحو ويظهر حقها الا بعد عقود وحد علمي البسيط هابيل كان حقا قائما دائما متواصلا وكان دليله الى الله سالما مسلما لا شية ولا عيب ولا عوق ولا باطل فيه فتقبل منه بارئه ولعن أخيه الذي سعى الى قتله وقتله.. اما ما اراه امامي من الاسم المنتحل (هابيليان) ليس بمواصفات هابيل ولم يقم كما قام هابيل وانما قام كما يريد الملك الذي هو ونمطية عمله بحاجة الى الف قابيليان وليس هابيليان واحدة ليجعلوا من الباطل حقا...وبنمطيتهم هذه ينزهون الشق الاخر وينفون عنه صفة ووصمة قابيليان وهكذا ينزه الله الحق من فم ونهج الباطل دائما. الامر الثاني وهو ما صدمنا وآلمنا وأحزن قلوبنا هو ما نراه من قدرة قابيليان الذي ارتدى وتلحف برداء هابيليان على الايقاع وبكل اسف ببعض اصحاب الشهادات العراقيين وجعلهم يغردون خارج السرب ويغنون خارج المسرح العراقي وباغنية حماسية قابيليانية ضد ((هابيليان)) في مدينة اشرف بالعراق ... والادهى من ذلك والأكثر الما أن مؤسسة قابيليان الحكومية الايرانية وفي اطار حربها ونشاطاتها الدائمة ضد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة لنظام طهران قد فرضت التعاون بينها وبين الوفود العراقية بكافة اشكال تلك الوفود واكدت انها ستزود الوفود العراقية بملفات تدين منظمة مجاهدي خلق الايرانية في العراق لتقديمها للقضاء العراقي في دعاوى تتكفل بها تلك الوفود .. وانهم في قابيليان قد قدموا هذه الملفات الى للحكومة العراقية التي لم تقدم دليلا واحدا يدعم اي دعوى قضائية عراقية شخصية أو عامة ضد مجاهدي خلق في العراق ومنذ عام 2003 وحتى اليوم 22/8/2008 وهذا ما يسقط شرعية اي دعوى قضائية تعلن او تفتعل اليوم او غدا من قبل اي طرف وخصوصا ايران التي تعترف بانها تصنع الادلة وتزود الاخرين بها ومن المفترض ان تكون تلك الادلة متوفرة بشكل تلقائي لدى أصحاب الشأن العراقيين او يكن هناك من يدعي ويثبت حقيقة ادعائه ويدعمه.. وهناك معنى آخر لهذه الادلة التي تريد ايران ان تقدمها او قدمتها مديرية قابيليان بتكليف وهي ان العراقيين ملزمين باقامة دعوى عراقية المظهر إيرانية المطلب والمضمون والمسعى والهدف وقد وضعت وصنعت الادلة بايدي الحكومة الايرانية التي هي خصم سياسي لمجاهدي خلق وتقدم الادلة بعد سنوات طويلة لعدم توفر ادلة طبيعية على الارض وللحاجة الماسة الى ادلة لقتل هابيليان..وطبعا ستكون الادلة وفق المطلوب وشكل الادعاء الذي سيتم او تم. كفى ضغطا على الابرياء واستغفالا لهم ..وتشويها لقيم ومبادىء المجتمع المدني .. فهل يجوز لمنظمة حكومية أن تكون ناطقة باسم ولسان الحكومة ومنفذة لاجندتها .. كفاكم انتهاكا لحرمة العراقيين واعرافهم وترابهم باستهدافكم لهابيليان الذي ليس لكم هدفا غيره وخصوصا انه يمد يده اليكم بخيار الاستفتاء كخيار سلمي ينجيكم ويصنع لكم ماءا للوجه ويثبت وجودكم قدر استطاعتكم وينجيكم والشعب الايراني من ويلات الحصار والحرب..ولا نعتقد ان خيار الاستفتاء خيارا مرعبا حتى تخشونه الى هذا الحد خصوصا وان الاموال والسلطة والسجن والعصى والوظائف والامتيازات والإحياء والإماتة كل ذلك بيدكم وامامكم فرصة للحفاظ على القلة القليلة المتبقية من انصاركم والا لن يبقى لكم انصار الا خارج ايران ومن غير الايرانيين وما يد هابيليان الممتدة اليكم بالرحمة من خلال خيار الحل الثالث الا انقاذكم لموقفكم المشابه لتجربة مشابهة ومجاورة لكم واعتبروا من السنوات الستة الماضية ..ونصيحتي لكم في قابيليان ان تبحثوا عن هدف اخر يصون لكم خصوصيتكم ويجعلكم بالفعل منظمة مجتمع مدني.. فلا تشوهوا تاريخ بلدكم العريق وتلقوا به ومقدراته في الجحيم وعلينا جميعا ان نعيش في هذا العالم بتمدن وتحضر بعيدا عن القتل والاعدام والاغتيال والسب والشتم لانه إذا تكلمنا عن الاسلام فالاسلام دين أخلاق لا سب فيه ولا شتم ولاطعن ولا إغتيال ولا إعدام أو اقامة حد دون معرفة الاسباب والدوافع الممكنة لكنها اهملت وأخذ كل ذلك بعين الاعتبار وخصوصا إذا نرفع شعار الاسلام حكما واخلاقا ومنهجا وبإمكانكم العمل على قضية الاعدام في ايران كمنظمة مجتمع مدني وهذه ستحسن من صورتكم...لا تلبسوا الحق بالباطل وانتم تعلمون واتركوا العراق والعراقيين والشيعة وشأنهم ولا تقطعوا اواصر المودة والتاريخ بين الشعبين فالشعوب الان في حالة كره للسلاطين والدين المستخدم شعارا للسلطة وادامة لبلاط السلطان .. وكعراقيين احرار لا نريد أن نصل الى كره الشعوب لبعضها البعض بسبب السلاطين ..كذلك فإن اغلب المتنورين العراقيين ملمين بما تحت اقدامكم وما حولكم وما ورائكم وسطور المقالة غير كافية لادامة التحليل والتعليق وسرد الحقائق..ومازال الوقت كافيا لتوبة قابيل.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |