شعرية الفلسفة
 

بشير ونيسي
bacharsouf@yahoo.fr.com

شعرية الفلسفة

الفلسفة في لحظة البدء محبة والمحبة علاقة الكائن بالوجود بكل شيء ولذلك فالفلسفة تنطلق من لحظة التجلي واشارات العشق لمعرفة الانسان ومدى تطابقه مع سر المعرفة الفلسفة ارادة المعرفة وفهم الأشياء باللغة والفيلسوف يشتهى المعرفة بجسده وأسئلة الوقت الوجود قمر الذات الذات قمر الوجود لحظة الكشف توميء بالوحي الذي يضع معطيات الفكر

ان الفلسفة عبر تطورها منذ سقراط وأفلاطون وأرسطو تبحث عن معرفة الذات لنفسها والمعرفة تشكل صورتها عبر التهكم أو المحاكاة أو المنطق وليس غريبا على الفلسفة ان تبحر في طقس الشعر لتعرف كنه الوجود من خلال الخيلولة التي تبعث الكينونة ولعل ما نجده في أفلاطونيات أثينا يكشف اقصاء الشعراء من المدينة الفاضلة والحكم للفلاسفة باعتبارهم أصحاب المعرفة والحكمة وانهم اكتشفوا بحدسهم الخلاق وهم الشمس لحظة التقيد في الكهف ومنه فقصدية النفي للشعر من طرف أفلاطون هو عدم تطابق الخيال بجوهر المعرفة والواقع.

الشعرفي البدء محبة تتوحد بكل شيء تندمج بالعالم انه طقس الروح التي تورطت في سراب الجسد ويبدأ التجاوز بالتخيل من أجل الفوز بالوصل الوصل شمس الروح قمر التجلي في عتمة الجسد نجم الوحي في سراب الوجود بالشعر يبتكر الشاعر العالم يرسم شكل الوجود الذي يريد يبعث برازخ الاشارات التي تكون جنة التجلي ما يبقلا يجسده الشعر بالرؤيا الرؤية بالفناء البقاء بالتوحد والتفرد ...

الشعر محبة الجمال الذات تتحسس الجمال في كل شيء يمسح القبح والبشاعة تعلن ميلاد الجنة الضائعة الشعر صورة الذات حين تتوحد صورة الجسد حين يتألم صورة النفس حين تطفح بالخطيئة وجحيم البقاء صورة الروح التي تتعلق بشجرة النور والشاعر بين النار والنور يشكل باللغة والخيال الوجود الذي يشتهي بين العدم والوجود يرى لحظة التجلي والتشظي بين الموت والحياة بين الملائكة والشياطين يرسم شظايا الجسد عبر الوقت انه بين العلو والسقوط يريد اسما لكل شيء يفعل ما يظهر له يكون متى يريد .

ان علاقة الفلسفة بالشعر تشبه علاقة الوردة بالعبق علاقة الروح بالنور

فالشاعر يتوحد بالفلسفة حين يريد معرفة الوجود والفيلسوف يتوحد بالشعرحين يريد معرفة الجسد وبين الجسد والوجود تنعكس اللغة لتشكل العالم الذي يتجلى لكل منهما عالم الفلسفة محبة الوجود وعالم الشعر وجود المحبة بين المكون والوجود يتشكل فردوس البدء بلغة المحو والاثبات وتعلن الفلسفة المعرفة الجنة ويعلن الشعر الخيال الجنة.

لقد اتفق الفلاسفة منذ عصر النهضة على ان الشعر كخلق بالحب انه من مصادر الفلسفة مثل العلم والفن والرياضيات والسياسة وجاء ذلك في بيان العقل الكوجيتو الديكارتي أنا أفكر اذن أنا موجود أنا أشعراني أرى

فالفلسفة تبدأ بالسؤال الحرية الهوية الوجود الكائن الفيزيقا الميتا فزيقا وهذا المعطيات المقولات تسري في جوهر الشعر الخالص ولذلك فاننا اخترنا نماذج من الفلسفات انطلقت من الشعر لتصل الى فلسفة الوجود والانسان ونححد هذه الفلسفات في

1 فلسفة نيتشه

2 فلسفة كيرجورد

3 فلسفة برغسون

ونريد أن نقأ كل واحدة على صورتها الخاصة ومقولاتها الأساسية

1 / فلسفة نيتشه تبدأ اللحظة النتشوية بالجملة التالية أنا أتشظى بالتجلي لأشكل وجودي الأبدي...

شعرية الارادة والكتابة بالدم وتجاوز لعنة الاله الأبله بالسوبرمان والعودة البدية

وخروج المعرفة من فردوس اليقين نيتشه يريد ان يحطم أصنام الفلسفة ليبدأ بانشاء مملكة الخيال بالشعر فاختار الجنون وجنح به الى شعرية الحياة لحظة عودتها الأبدية في كل وتتوحد ذاته في لحظة شعر مع كل شيء وتعود بارادة القوة وهذا يحقق نبؤة السوبرمان هذا الكائن الذي يريد مايري ويجسد بوحي القوة العالم الرائع المدهش انه يتشظى يرفض يبدل يخوض يبدع يكفر يلحد بمنطق زاردشت الارادة سماء الذات شمس الجسد قمر الدم الورح شظايا النور التي تنسج العالم من الشعر أراد نيتشه أن يبرهن عن الخلاص من الكفر المعرفي الذي اتفق عليه الفلاسفة فتفلسف بمطرقة الشعر والشعر لحظة هدم من أجل بناء أفضل.

2/ فلسفة كيرجورد تبدأ اللحظة الكيركجوردية بالجملة التالية أنا أتجلى فيتشظى وجودي وأتلاشى...

شعرية الكائن في الوجود تجسدت عنده من خلال حياته وعلاقته بأبيه وحبيبته وصراعه مع رجال الدين وتمثلت رؤيته في الوجود من خلال اما أن تجد ذاتك أو تضيع منك وأبحر في سر الحياة من خلال الفعل وأنشد مشروع الفكرة التي من أجلها يحيا أو يموت وكتب بلغة السيرة والشذرات والنفحات والتجليات طقوس الوجود الذي تارجح بين اما و أو وقامت فلسفته على التفرد الوجودي للذات في كل شيء والسر الوجود الذي هو جوهر الأنا الخلاق وبه يرى همس التجلي الوجودي والصيرورة ومنطق التحولات والتغيرات التي تهجم على الوجود ثم التوتر القلق الذي يكشف حالة العدم والوجود لحظة الوقوف أما م الله وجها لوجه ويدا بيد قد تقبض على وجودك المؤنس لك.

كيركجورد أراد الوجودلكنه أفلت منه فاسترجعه بالشعر واشارات البوح التي تطفح على ذاكرة الجسد أراد ان يكشف اسمه الخفي في زوبعة الوجود بالشعر اشتهى لحظة التجلى للتخلي من الخطيئة فالشعر أبدع له الوجودالذي يريد .

3 / فلسفة برغسون تبدا اللحظة البرغسونية أنا أرى ما يتشظي في بالتجلي فأتطور في الحياة..

شعرية برغسون تتمثل بالحدس والكشف وحساسية الذات لحظة التوغل في باطن الوجود انه الحدس الشعوري بالزمن يلازم الانسان منذ حالة الرؤيا

في هذه الحالة الرؤيا حياة الروح شبق الجسد دفعة الحياة ديمومة البعث الشعوري التي تتجلى بلذائذ متنوعة ومتطورة ومبدعة وعلى الجسد أن يحدسها ويرسم أشكالها بصفاء وبذلك يتوحد ويتجدد عبر أشكال الحياة وتجليات الجسد وتتميز هذه الديمومة بخصائص كثيرة نذكر منه الفيض الخلاق المتفرد المختلف الغير متكرر في الصوره المنسجم في وحيه اللحظات وجوهر الاتصال ببعضها البعض التغير والتبدل وعدم التجانس والخلق المستمر بحالة ابداع .

ان هذه الفلسفة تنطلق من الشعر برغسون يتفلسف بالشعر يريد أن يقبض على ديمومة الخلق بشعرية الصفاء والشعور المشرق الذي يضي عتمة هذه اللحظة برغسون يريد بالشعر أن يجسد فلسفة الخلق وديمومة ايقاع الحياة بالخيال فيتوغل ويتوحد ويبحر في الشعر لعله يمسك لحظة الخلق التي تفلت من الذات لو غاب الحدس الشعري.

من خلال ما تقدم يمكن أن نقول ان الفلسفة تتوحد في التكوين والنشأة مع الشعروالشعر يريد من الفلسفة معرفة الوجود من أجل الوصول الى جنة الحياة والفردوس المفقود ولعل الذي ذكرناه تحدد في فلاسفة شعراء وليس شعراء فلاسفة مثل المعري وهلدلين.

ومايمكن ان نختم به هذا المقال ان الشعر فتح للفلسفة الانسان /الوجود وان الفلسفة فتحت للشعر الوجود/ الانسان وما جسده نيتشه رسم الوجود عودة أبدية والسوبرمان انسانا أعلى وما جسده كيركجورد رسم الوجودفي أشكال الضياع والتيه الانسان كائنا متفردا قلقا يتحرك بصيرورة المحو والاثبات أما برغسون فقد جسد الوجود في الحياة وحالاتها وعلى الانسان أن يحرك ديمومة الخلق ليكتشف شكل الحياة المدهش.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com