|
تستعمل مجموعة الأزمات الدولية " انترناشونال كرايزس غروب" ألفاظا يمكن وصفها بالصريحة في تقاريرها التي تصدرها حول قضايا الأزمات الدولية الرئيسة، وفي تقريرها الأخير حول أزمة اللاجئين العراقيين في الخارج الذين هرب أكثرهم من العنف الذي حصد أرواح مئات الآلاف من الأبرياء وصفت المجموعة الحكومة العراقية بأنها (بخيلة) تجاه رعاياها العالقين في الخارج، ولذلك فإن حكومة المالكي التي تحصل على أموال طائلة لا تستحق – حسب المجموعة- أي ثناء. وقد طالبت "كرايزس غروب " الحكومة العراقية بـ " تحمل مسؤولياتها حيال مواطنيها الذين أصبحوا لاجئين، من خلال تقديم الدعم المباشر وغير المباشر لهم وإيجاد وسيلة لمساعدة اللاجئين الذين يرغبون في العودة إلى العراق".ومع أن الحكومة العراقية صرحت بأنها بصدد وضع خطط عملية وجادة من أجل إعادة اللاجئين العراقيين إلى وطنهم الا أن ذلك لم يكن حقيقيا فعلا حيث لم يعد الا عدد ضئيل جدا من هؤلاء. وربما تعرف حكومة المالكي أو لا تعرف أن حل هذه الأزمة يكمن بالدرجة الأساس في تحقيق الأمان والقضاء على التهديد الذي يشعر به المواطن، تهديدا لحياته، وتهديدا لممتلكاته فلا يمكنه الرجوع مع بقاء هذا الوضع على ما هو عليه حتى إن كان بنسبة أقل، حيث أنه بالرغم من تحقق أمن نسبي ملحوظ الا أنه : ـ تحسن هش كما يصفه بعض المسؤولين. ـ وجود حالات اغتيال في محافظات عديدة، لا سيما في بغداد حالة أو حالتين يوميا في كثير من مناطقها وكذلك ديالى والموصل وبعض محافظات الجنوب، وما جعل الأمر غير مثير للاهتمام إعلاميا يصوره المثل الشعبي العراقي بشكل دقيق ( اللي يشوف الموت يرضه بالصخونة) أي الذي يرى الموت يقبل بالحمى، وطبقا لهذا المثل أصبح أمر اغتيال خمسة أو ستة أشخاص يوميا (تحسنا أمنيا). حقيقة الأمر كما نراها نحن عن قرب هي أن الضابط مهدد والعالم (بأي اختصاص) مهدد، والناشط السياسي مهدد، ولا يمكن لأحد هذه الأصناف وغيرها أن يمشي في شوارع بغداد دون أن يتلفت يمنة ويسرة. ما زالت القاعدة تصفي خصومها وما زالت منظمة بدر تصفي خصومها، وما زالت ميليشيا جيش المهدي (في بعض المناطق) تصفي خصومها...فما الذي تحسّن؟. وخلاصة الأمر ما دامت إيران تتدخل في الشأن العراقي وتخدع بعض المواطنين باسم آل البيت والبكاء على الأطلال واستثارة العاطفة فلا يمكن أن يستتب الوضع الأمني في العراق، ولن ينعم المواطن العراقي في ظل هذا التدخل بالراحة والاستقرار ويعيش كما يعيش الناس في العالم. لذا فإن أمام حكومة المالكي خطوات رئيسة قبل البدء بمشروع إعادة المهجرين والمهاجرين في الداخل والخارج أهمها: 1- اتخاذ موقف معلن وواضح وجاد من التدخلات الإيرانية في الواقع العراقي أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا. 2- تطهير الأجهزة الأمنية وبقية الأجهزة والوزارات الحكومية (تطهيرا حقيقيا) من كافة التوجهات الطائفية واعتماد مبدأ الكفاءة في التعيين وشغل المناصب. 3- توجيه الأجهزة التشريعية والتنفيذية لعدم التساهل مطلقا مع المنظمات والتجمعات الإرهابية قاتلة الحرية وسالبة الأمان من الأبرياء بغض النظر عن انتماءاتهم كميليشيات جيش المهدي وثار الله ومنظمة بدر وغيرها كثير من التسميات السوداء الموالية لإيران. 4- تجفيف منابع التمويل الذي يحصل عليه تنظيم القاعدة الإرهابي من خلال الاستعانة بالتقارير والمعلومات الصادرة من الأجهزة الاستخبارية والتي تعلمها الحكومة جيدا. 5- إشعار المواطن بأن حياته وممتلكاته تهم الحكومة وأن أي اعتداء عليها لن يُسكت عنه ويكون ذلك من خلال التطبيق الفعلي لهذا الإشعار، إذ أننا نسمع يوميا أن فلان قُتل وفلان وجدت جثته في الشارع الفلاني وتُؤخذ الجثة وتُدفن ويُترحم على روحه وانتهى الأمر. وأستطيع بعد هذا أن أجزم أن المواطن العراقي في الخارج إن علم يقينا أن الأمن والأمان ساد أرض الوطن فلن يطالب بمشروع لإعادته بل سيأتي مسرعا بملابسه التي عليه.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |