|
على هامش الأيام العراقية الثقافية في سورية د.عصام عباس/ مدير مؤسسة بيت النجمة المحمدية دعوته بتردد كانت قبيل بدء فعاليات هذه الأيام وبالصدفة عندما اتصلت بالسيد المستشار الثقافي العراقي بدمشق بأمر لا علاقة له بالأيام العراقية فاخبرني اليوم ستفتتح الأيام العراقية في سورية فاستغربت من عدم وصول الدعوة فأبدى عذرا انه لم تتم الدعوات حتى الآن .. الحقيقة استغربت كيف أن هذه الأيام الثقافية تنطلق في دمشق ومؤسستنا الثقافية تعمل في دمشق منذ سبعة عشر عام وتنشر ثقافة من أسمى الثقافات التي ترعاه وزارة الثقافة السورية وتحلق من حوله كل الطوائف الإسلامية والمسيحية السورية والعربية والإقليمية لا بل كل النخب الثقافية والكوادر العلمية والأدباء والشعراء وهذا ما شهدته دمشق وثقافتها وشعبها الذي تأصلت فيه الثقافات البناءة كثقافة أهل البيت عليهم السلام التي نطرحها من خلال مهرجان النجمة المحمدية الثقافي الولائي السنوي .. وقلت لربما كان سهوا غير متعمد عدم وصول بطاقة الدعوة لمؤسستنا الثقافية التي تضم أكثر من عشرين مستشارا من الأدباء والعلماء والشعراء في هيئتها الاستشارية ، فاعتمدت " دعوة الصدفة" التي وجهها السيد المستشار الثقافي العراقي بدمشق ، وذهبت إلى قصر العظم حيث الجلسة الافتتاحية للأيام العراقية الثقافية الذي غص بالحضور العراقي من إخواننا الأكراد ولم أجد أحدا من الجالية العراقية التي تضم الشعب العراقي الذي هجر أيام النظام البائد والذي هاجر هربا من العنف الدموي الذي يعيشه العراق بعد سقوط نظام العفالقة المقبور .. يقال مليون ونصف عراقي موجودون في سورية ويقال مليونان .. أين حضورهم في هذه التظاهرة الثقافية؟ لا ادري !! أين هو التنوع العراقي في هذا الحضور .. أين هم السنة أين هم الشيعة أين هم العشائر العراقية أين هم الأدباء أين هم الشعراء ؟ أين هي المؤسسات الاجتماعية العراقية المنتشرة في أرجاء سورية؟ الم يوجد في كل هذه الشرائح مثقفا يحضر جلسة افتتاح أول أيام عراقية رسمية في سورية منذ عقود من الزمن أثاريها ذهب تيزاب والصابغ نكت بينا !!! رقص وموسيقى وعروض أزياء ما انزل الله بها من سلطان غابت عنها حتى "العباءة العراقية " لا ادري هل أصبحت بعروضهم مخجلة مثلا؟ أم أن العارضات لا يعرفن كيف تلبس العباءة؟ أم لان اغلب البرلمانيات اليوم يرتدينها ولا يوجد أي حضور برلماني في الجلسة رغم وجود عدد من البرلمانيين العراقيين والبرلمانيات العراقيات مصطافين في سورية ؟ الأسئلة كثيرة والجواب عند رئاسة الوفد العراقي الذي تمنيت أن اعرض لهم هذا التقصير ولكن يبدو أن "برنامجهم المكثف!!! " حال دون لقائنا ومع أني أبلغتهم رسالتي هذه بلقاءاتي معهم على هامش الأمسية الشعرية في ببيلا بريف دمشق التي لم يحضرها الا ثلاثون شخصا من ضمنهم رئيس الوفد وعدد من أعضاء الوفد والشاعرين.... خلاصة أريد أن أقول من شديد حرصي على ثقافة وطني يجب أن لا تغيب الثقافات العراقية الأصيلة والبناءة ونعتمد ثقافة معينة قد لا يستسيغها الشعب العراقي بمجمله إلا النزر اليسير ، وتطرح أمام الشعوب الأخرى كثقافة عراقية، وعند عقد مثل هذه الأيام وخاصة في سورية البلد الذي اطرح فيه من خلال مؤسسة بيت النجمة المحمدية منذ سبعة عشر سنة ثقافة أهل البيت عليهم السلام وهي الثقافة التي تبني الإنسان وتحرص على حفظ كرامته وعزته وتحافظ على حقوقه والذي تقبلها الشعب السوري بالالتفاف حول هذا الطرح وآزرني وشد على يدي بمختلف أطيافه وطوائفه ودياناته ومثقفيه وعلمائه والذي لا يدري بالأيام الثقافية العراقية في دمشق : متى بدأت – وكيف انتهت لأنه لا يستسيغ مثل هذه الثقافات التي لا تجمع ولا توحد ولا تبني ولا تؤسس .. نعم ربما يلهو بها البعض ويستأنسون بها ولكن عندما تطرح يجب أن لا تطرح لوحدها باسم العراق... العراق الذي نحن حريصون كل الحرص أن يكون مجمّعا لكل الشرفاء وكل المناضلين وكل النخب الثقافية والكوادر الأكاديمية من أبناء شعبه المنتشرين في كل بقاع المعمورة والذين يحملون العراق بخوافقهم وينشرون الوجه المشرق للعراق بعيدا عن الترهات المبتذلة والثقافات العقيمة .. وأنا هنا لا أحارب تلك الثقافات ولكنها ترفض عندما تطرح بمفردها أمام الشعوب الأخرى باسم العراق وكأن العراق عراق الرقص والغناء والطرب وعرض الأزياء ليس الا .. هذه الثقافة التي طرحتها الدولة الأموية والدولة العباسية لتهمش رسالات السماء وتضع إلى جوار المحراب المرقص والمغنى والى جانب المصلين والموحدين الجواري والراقصات , فأقول هنا ومن شديد حرصي ومسؤوليتي كمواطن عراقي أقول : لقد ولى الأمويون وبقي الجامع الأموي الذي لا يحمل من حضارة الأمويين إلا الاسم وبقي فيه المشهدان المقدسان مشهد رأس النبي يحيي المعمدان بن زكريا عليهما السلام ومشهد رأس الإمام الحسين عليه السلام .. وغابت كل الثقافات التي طرحها الأمويون وقتذاك وبقيت المحاريب التي يوحد بها الله عز وجل فبقي المحراب الذي صلى به الإمام زين العابدين عليه السلام لأنه محراب مقدس ومحراب أذن الله أن يرفع فيه اسمه ، وغيّب عن الجامع الأموي محراب كمحراب ضرار ، لكن فيما بعد وضع محراب أبي حنيفة ومحراب الشافعي ومحراب ابن حنبل ومحراب مالك وهي قائمة حتى يومنا هذا لأن أئمة المسلمين استمروا على النهج المقدس الذي بناه لهم سادتهم وأئمتهم أهل البيت السلام وهذا بنص اعتراف الأئمة رضوان الله عليهم : فذاك الإمام النعمان يصرح علنا " لولا السنتان لهلك النعمان " أما الإمام الشافعي فحدث ولا حرج وكذا ابن حنبل ومالك ... بهذه الثقافات التوحيدية تبنى الأمم وتعمر البلدان لا بالمرقص والمغنى ولا اللهو وعرض الأزياء.. إن طرحت هذه المرة مثل هذه الثقافات وانفردوا بهذا الطرح فالعراق وشعب العراق منه براء ، لأني لا اعتقد أن شريفا وصاحب غيرة عراقي يقبل بمثل هذا الطرح المنفرد ، يجب أن نطرح المعاناة والآلام التي يتعذب بها شعبنا وننقلها إلى الشعوب والدول الأخرى ، ففي اليوم التي كانت ترقص فيه الراقصة العراقية على مسرح قصر العظم بدمشق كانت بغداد تشيع مستشار وزير الثقافة العراقي كامل شياع نتيجة عمل إرهابي غاشم .. فعراق أهل البيت ثقافتنا وعراق أل محمد دولتنا وبغداد دار السلام عاصمة لفظت كل الأفكار الشاذة وبقيت فيها الصروح الشامخة فيقال عنها بغداد الإمامين الكاظمين وبغداد الشريف الرضي وبغداد أبي حنيفة وعبد القادر الكيلاني .. صححوا مصطلحاتكم ولا تكرروا الغوغاء في الطروحات كبغداد الرشيد ، الرشيد الذي رفضته ارض بغداد كلها ولن تسمح ان يدفن فيها ورفضت عنفه الدموي وهي ترفض اليوم ذات العنف وذات القهر الذي أسسه العباسيون واستمر حتى حكم الطغاة العفالقة ... هذه هي ثقافة بغداد ثقافة التوحيد بين أبناء الشعب العراقي لا سنة ولا شيعة ولا عرب ولا أكراد بل يجب أن نتحدث دائما بحسنا الوطني تحدثوا أنكم عراقيون بعيدا عن الانتماء الطائفي والحس العرقي .. واصطفوا تحت راية الله أكبر علما يلف كل أبناء الشعب ويفرش كل ارض العراق .. إلى بغداد عاصمة الثقافة العربية 2011م والى النجف عاصمة الثقافة الإسلامية 2012م يلزمنا المزيد من الأطروحات الثقافية البناءة بعيدا عن المحاصصات الحزبية والطائفية والعرقية ..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |