جيزال خوري وعقدة الشيعة

 

كاظم ال مبارك الوائلي

Kadhim1972@yahoo.com

نويت كتابة هذه المقالة في اواسط العام 2006 عندما التقت مقدمة برنامج (بالعربي) السيدة جيزال خوري مع رئيس جمهورية مصر العربية السيد حسني مبارك, واعطيت لقلمي الحق بأيقاف نزيف حبره اذا كان المقال نتاج ردة فعل عاطفية.

 لقد اقحمت السيدة خوري الرئيس المصري بموضوع كان بعيدا كل البعد عن جوهر اللقاء, حيث ادخلت السيد مبارك بدائرة الشيعة والسنة والولاءات, بطريقة استفزازية حتى وقع الرئيس بفخ الطائفية وقام بسلخ الشيعة العرب من انتمائهم الوطني عندما قال "ان ولاء الشيعة العرب  دائما لأيران". وطبيعياً اثار هذا التصريح امتعاض الكثير من السنة والشيعة, كان الناس يترقبون توضيحات من الرئيس المصري ومقدمة البرنامج ألا ان السيدة خوري اعتبرته انجاز وسبق صفحي. كما نقلت قناة العربية على موقعها الالكتروني  خبر سعادة وفخر جيزال خوري بهذا التصريح حيث قال الخبر

 "اعتبرت الإعلامية جيزال خوري لقائها الأخير مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك في برنامج (بالعربي) سبقا صحفيا كبيرا، ولاسيما أن العديد من وسائل الإعلام الدولية والأجنبية قد نقلت عن قناة العربية تصريحات مبارك التي أثارت جدلا كبيرا بشأن دور الطائفة الشيعية في العراق" 14-5-2006

 واستمرت بلغتها التحريضية وبطريقة لامسؤولة حيث ذكر موقع العربية:

"وأكدت جيزال بشأن رأيها في تصريحات مبارك المتعلقة بـ"الشيعة" في برنامجها أنه ليس لديها تعليق عليها، سوى "أنه كلام رئيس دولة كبيرة مسجل بالصوت والصورة، ربما فسر البعض كلماته بأسلوب خاطئ أو أنه قصده تحديداً، ولكنه يبقى تصريحاً مهماً لمسؤول عربي كبير".".

وكأنها تقول للعالم انظروا الى رئيس اكبر دولة عربية يتهم الشيعة بولائهم لأيران وحسب اعتقاد السيدة خوري ان الرئيس العربي لاينطق عن الهوى, اذن هلموا يا عرب واستبيحوا الارض التي يقطنها الشيعة في العالم العربي.

 ومن وجهة نظري كاليبرالي وليست الدينية, لأني اتحدث عن مذيعة علمانية او على الاقل هذا ما اراه عندما تظهر على الشاشة,أنا أستغرب من السيدة خوري وعقدتها مع الشيعة علماً أنها ليست بمسلمة حتى انعتها بالطائفية او الدافع الديني.

 ولا استطيع  القول بأنها قومية متعصبه لعروبتها وتخشى المد الفارسي, لأنها وزوجها الراحل من حملة الجنسية الفرنسية .

ولا أعرف لماذا تستدرج الساسة المصريون بالذات لهذا الموضوع؟ ومصر معروفة بهويتها العربية لا الاسلامية.

ولا افهم لماذا تتجاهل قناة محترمة بادارة اناس ينتهجون الفكر اللبيرالي والاصلاحي هذا التحمل الغير مبرر على طائفةٍ دون غيرها, ولماذا يترك القائمون على قناة العربية سيدة تدير برنامجها بلهجتها( العامية) وأسألتها السطحية وكأنها تخاطب مطرب او ممثل بدلا من اللقاء بصناع قرار على المستوى الاقليمي.

وفي الاسبوع الماضي قامت السيدة جيزال خوري باللقاء بوزير الخارجية المصري السيد أحمد ابو الغيط, وذكرته بتصريحاته بشان الاحداث الاخيرة في طرابلس وأجابها بأن الاحداث في طرابلس مثيرة للأهتمام. وبكل بسالة جاءت بموضوع الشيعة والسنه الى طاولة الحديث! وقالت "قصدك الاحداث بين الشيعة والسنة" وعرجت على مصر وهويتها (السنية) حيث قالت للوزير بأن مصر أكبر دولة سنية. واجاب الوزير مصححاً لها بأن مصر اكبر دولة عربية وتنظر مصر للعراقي او اللبناني اوالجزائري على انهم عربا وليسوا بشيعة او سُنة.

 ربما يبرر البعض سبب تحاملها على الشيعة هو أتهام حزب الله اللبناني وسوريا بأغتيال زوجها الاعلامي السيد سمير قصير, ولكن لماذا هذا التحامل ضد شيعة العراق وهم الذين يموتون يومياً بأحزمة ومفخخات الوافدين من الحدود السورية وموقف حزب الله المعارض لأسقاط نظام صدام حسين وأحتضان الحزب لشخصيات هدفها جعل العراق غير آمن من اجل تحقيق اهدافهم القومية, أي السيدة خوري وشيعة العراق يعانون من نفس السوط و الجلاد.

 اتمنى من السيدة جيزال خوري ان تتعامل مع الامور لاسيما عبر الشاشة بروح اعلامية أحترافية ولاتقودها نزعة الثأر والانتقام مثلما قالت للصحفي أحمد شلبي على موقع العريبة في يوم 14-5-2006

" تعترف جيزال للزميل أحمد شلبي أن إحساسا بالثأر تملكها في الأشهر الأولى من اغتيال زوجها الصحفي سمير قصير" "اعترف بأن الإحساس بالثأر تملكني طيلة الشهور الأولى, غير أن ذلك الشعور اختلف فيما بعد".

ولتعلم السيدة جزيل خوري ان صحفيي العراق بكوردهم وسنتهم وشيعتهم ادانوا عملية أغتيال زوجها الاعلامي سمير قصير, وتعاملوا مع الحدث  الاسس الصحفية والحرفية التي تفتقدها بعض القنوات العربية من خلال فرضها وجوه تعِب المشاهد من رؤيتها (وتغنجها) على شاشة التلفزيون.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com