|
عدس رمضان، وحقوق الأقليات، وجارتنا (جميلة) ..
خدر خلات بحزاني للأسف الشديد لا أتذكر اسم ذلك الكاتب العراقي البارع الذي كتب ذات مرة عن المكارم الحكومية التي ينخدع بها السذج (وبضمنهم أنا) حيث نسمّي تلك الاستحقاقات بالمكارم، وقال ذلك الكاتب: إنها ليست مكارم بل إنها استحقاقات، وقد ضحكت بيني وبين نفسي من غبائي.. وهذه ليست أول مرة اكتشف بها مدى سطحيتي وسذاجتي.. وبالأمس وبينما كنت أتابع التلفاز على غير عادتي، شاهدت تقريراً خبرياً مصوراً في إحدى القنوات العراقية وكان المواطنون والمواطنات يتهكمون من المكرمة في الحصة التموينية الرمضانية من خلال إضافة مادة العدس.. نعم العدس وليس اليورانيوم المنضب أو المنضد.. حيث تم إضافة نص أو نصف كغم من العدس للحصة التموينية المحروسة لمواجهة متطلبات شهر رمضان المبارك!! ولأننا في عراق فيدرالي دستوري، تتساوى الحقوق والواجبات فيه، وتنقطع الكهرباء عنا جميعا، ونعاني من شحة الماء، وغلاء البنزين معاً وبتآخي وطني قلّ مثيله، فقد رأيت إنه من حقي كمواطن عراقي أن أطالب حكومتنا الرشيدة والعزيزة والغالية والجميلة، بان تكون عادلة في توزيع مكارمها في أيام صيام أو أعياد الطوائف العراقية.. كما أدعو حكومتنا الرشيدة والعزيزة والغالية والجميلة، إلى انه قد حان الزمن لتوزيع مكرمة أو استحقاق شعبي للإيزيدية و المسيحيين والصابئة أيام أعيادهم أو أيام صيامهم على الأقل.. وكمواطن إيزيدي، ونظراً لان عيد صيامنا الرئيسي الذي مدته ثلاثة أيام يقع في شهر كانون الأول، وغالبا ما تكون مائدة الإفطار عامرة بالدولمة والكبة، فإنني أتمنى من حكومتنا الرشيدة والعزيزة والغالية والجميلة، أن تتكرم بـ (شدة سلق) ورأس ثوم مع نص أو ربع كغم من البرغل الخاص لصنع الكبة لكل مواطن إيزيدي..!! كما لا أجد بأساً من عرض اقتراحي في أن تقوم حكومتنا الرشيدة والعزيزة والغالية والجميلة، بتوزيع متر أو مترين من القماش الأبيض للإخوة الصابئة المندائيين أثناء عيد البنجة، وأيضا اقترح توزيع شجرة صنوبر صغيرة لكل عائلة من الإخوة المسيحيين أثناء أعياد الميلاد المجيدة مع علبة أو علبتين من الشموع..! وقبل أن انتهي من مقالي هذا، لابد من التوضيح انه لم يسبق لأحد أن وصف حكومة ما بـ (الجميلة)، ولكنني اضطررت لذلك، لان (جميلة) هي جارتنا التي نستدين منها كل شيء بدءا من الشخاط والمقدحة وحفنات من الملح والبهارات، كما نستعير منها رؤوس البصل البعشيقي إضافة إلى إننا نستدين منها عشرات الألوف من الدنانير العراقية شهرياً، إلى حين موعد الراتب المصاب بفقر الدم أمام جشاعة السوق، ولكن لا أتذكر بأننا استدنا (عدسا) منها لغرض الطبخ..! وقد اشتكت جارتنا جميلة عند زوجتي بأنني اكتب أسماء جاراتنا الأخريات (رشيدة وعزيزة وغالية) في مقالاتي عندما اذكر اسم حكومتنا، بينما لا اذكر اسمها معهن، رغم إن (رشيدة وعزيزة وغالية) يكرهنّ زوجتي بينما جميلة تحب زوجتي لأنها ـ أي جميلة ـ على خلاف مع رشيدة وعزيزة وغالية.. وعذرا للإطالة، لان زوجتي تدخلت في كتابة هذا المقال، وطلبت مني أن اذكر اسم (جميلة) في مقالي هذا، فوعدتها خيراً.. وها أنا (أتكرّم) على جارتنا (جميلة) بذكر اسمها بمناسبة عيد ميلادها الميمون، ولا اعتقد انه استحقاقها بل هي مكرمة شخصية فحسب..!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |