|
حو.."كــتلة وطــنية" للمستقبل العراقي
سهيل أحمد بهجت كثرت مؤامرات الأحزاب المريضة ذات العقلية المتخلفة بنظريات المؤامرة والمتخمة بالسرقات ونهب المال العام والمعجبة بغطرسة البعث، وهذا لا يعني أن الحكومة والبرلمان العراقي لا يخلوان من أناس وطنيين، لكن حينما يفتقر الوطنيون إلى الموقف الحدي الحاسم وحينما يسعى كل طرف إلى مجاملة الآخرين وشركاء الحكم على حساب القانون والنظام فإن آمال العراقيين تضعف شيئا فشيئا في بناء دولة المواطن والقانون، والخطير فيما يجري الآن أن هناك من يسعى إلى إفشال قانون انتخابات مجالس المحافظات لكي تجرى انتخابات على أساس قانون قديم استفاد منه اللصوص القوميون والمتاجرون بالدين على حد سواء، وللأسف فإن أغلبية الشعب العراقي لا زالت تتعامل مع السياسي بمنطق "القضاء والقدر" الذي لا يمكن تغييره بينما في الحقيقة فإن الإطاحة بالفاسدين عبر التصويت لهومن أسهل الأمور. وما حديث نائب الرئيس عن إمكانية حصول "إنقلاب" مزعوم في حال حصل انسحاب أمريكي إلا جزءا من مؤامرة مجموعة أحزاب تسعى إلى تقسيم البلد على أسس طائفية وقومية ليصبح العراق أشبه بألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى – وألمانيا حينها اختلفت كليا عن ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية – حيث سهل انقسام البلد وبناء ديمقراطية الفايمار الهزيلة والفاسدة في التعجيل في نجاح الحزب النازي الألماني بقيادة هتلر في إقامة دكتاتورية الرايخشتاغ والتي تسببت في كارثة حلت بأوروبا بأكملها، فتشويه الديمقراطية بفضل الأحزاب الإسلامية والقومية الوراثية سوف يعجل بتغيير سلبي سيطيح بهم وأخشى أن تصبح هذه الأحزاب سببا في نفور عامة العراقيين من الديمقراطية ظنا من العراقيين أن هذه الكلمة لا تعني إلا حكم الفاسدين. على الشارع العراقي أن يقرر الآن أن يعجل في إسقاط الأحزاب الفاسدة والتصويت للعراقيين المؤمنين بالعراق وحده لا بالأمة العروبية ولا الإسلامية وأمة "أكذوبة" أخرى، فهؤلاء الذين يؤمنون بالعراق، أصنف من ضمن هؤلاء المؤتمر الوطني العراقي وحزب الأمة العراقية وحزب الدولة الذي يقوده القاضي وائل عبد عبد اللطيف، وما كنت لأقدم أسماء أحزاب وأشخاص لولا أن كثيرا من المواطنين العراقيين طلبوا مني أن أوضح أمثلة على من أصفهم بالتيار الوطني العراقي، ومن خلال هذا المنبر الإعلامي أدعوا هذه الأحزاب والشخصيات إلى إنشاء كتلة عراقية خالصة ويكون شعارها (نحن عراقيون قبل كل شيء)، وأنا متأكد أن هذه الكتلة ستكون هي المؤسس الحقيقي لعراق ما بعد الإطاحة بالطاغية. من دون اعتماد المواطنة وأنسنة العقل العراقي وتشجيع الانتماء الإنساني في المواطن العراقي، لن يكون هناك خلاص لمعاناة العقل العراقي من هذا الكم الهائل من الدجل والنفاق السياسي واستغلال المقدس والنعرة القومية البغيضة التي أهلكت الحرث والنسل، فالانتماء العراقي وبدون أضافة أي هوية (إسلامية أو قومية) هووحده القادر على إدخال العراق وزجه في عالم الحداثة والتطور واحترام المواطنين كبشر دون أي إضافة أخرى، لقد جرب العراقيون كل الآيديولوجيات الدينية والقومية والشيوعية واكتشفوا عبر التجربة الحية أن هذه النظريات ليس ورائها إلا الشقاء والعذاب والفقر، من هنا يتحتم على كل القوى الوطنية المخلصة والمؤمنة بالعراق – وهي ليست معصومة بالتأكيد لكنها أفضل بالتأكيد من القوى الطائفية والقومية – أن تتوحد في كتلة تكون بمثابة المنقذ للعراقيين وفي نفس الوقت تنتزع الشرعية الكاذبة للأحزاب المتاجرة بالألم العراقي وهذا ما سيسمح بالتأكيد بإصلاح تشوهات الدستور والعملية السياسية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |