التعليم التطوعي.. غالية المحروس أنموذجاً

 

جعفر الصفار

jajs9@hotmail.com

"إذا كان يحق إلى القطيف أن تفخر بي، فأنا اليوم أعيش هذا الفخر وسوف نتعايش أنا ومجتمعي بهذا الحب السماوي، وسأعتبر كلمتي وثيقة عهد دون شهود.

        كان لا بد من اعترافي بالجميل وكان لا بد من رد أزين به اعترافاتي بحبي وتقديري لأهل القطيف، وأنا أعتقد إن الحب والعطاء في المجتمع القطيفي لم يمت بعد، وهكذا القطيف تلك المدينة العاشقة والمعشوقة، فدعونا نحلم بقطيف جميلة تليق بأهلها وبخارطة بلادنا.

هنيئا للمنابر الإنسانية وهنيئا لصاحب هذه الفكرة، وليتني صاحبة هذه الدعوة، أهدي هذا التكريم إلى زوجي العزيز الذي يستحقه بجدارة".

  بهذه الكلمات بدأت الأستاذة غالية المحروس حديثها عن ليلة تكريمها الذي سيقام مساء اليوم الثلاثاء في حسينية السنان.

خطوة رائدة لمركز الخط الثقافي للدراسات وتنمية المرأة بالقطيف، الذي سلط الضوء على ناشطة من بين الناشطات الكثيرات اجتماعيا، والذين تغص بهن منطقتنا المباركة.

إذ إن تكريمهن يعد تشجيعاً لهن على التميز والعطاء، وكذلك اعتراف لهن بالفضل، وسيكون التكريم في هذه المرحلة المضيئة، وفي سنوات العطاء، هو من أفضله لهن قبل أن يبلغن {مِنْ الْكِبَرِ عِتِيًّا}، فبعد ذلك سيكون تكريمهن فقط لتلافي إهمالهن، وليس تكريما لتحفيز الأخريات من مواصلة العطاء بروح عالية، والتكريم بعد انقضاء العمر هو فقط رثاء تقام فيه التجمعات والاحتفالات، وهو أيضا نوع من البكائيات التي لا تعني شيء، فالتكريم واجب على الذي يقوم به والمقتدر عليه، وكذلك واجب على المكرم  قبوله متى ما رأى أنه فعلاً مستحق لهذا التكريم، وأنها ليست مجاملة فقط.

لدى فإن الناشطين اجتماعياً، وخاصة المتطوعين منهم يحتسبون ما يصيبهم في سبيل عمل الخير عند الله، ولا يتوانون في عمله، فهم يرون في بصيرتهم أن الله سيوفيهم حسابهم في الدنيا والآخرة، وكما ذكر في محكم كتابه العزيز: {فمن تطوع خيرا فهو خير له}.

أنني اشد على الأيادي البيضاء وكل من وهب نفسه، وطاقته، وماله، ووقته من أجل قضية يؤمن بها، وما هو إلا منفعة لبناء مجتمع موحد متعاون خال من أي فساد.

الأستاذة غالية المحروس التي تقوم يومياً بتدريس اللغة الإنكليزية، تطوعت لتدريس هذه اللغة لبنات مجتمعها، منهن الطالبات، ومنهن من يعملن في القطاع التعليمي، ومنهن الموظفات، ولم تكتفِ في اختيار منزلها ليكون مدرسة لهن، بل تقدم دورات وذلك بالتعاون مع الجمعيات الخيرية في المنطقة وأيضا مع المستشفيات، فهي ليست معلمة، بل كانت موظفة في شركة ارامكو السعودية تقاعدت قبل ست سنوات، بعد خمس وعشرون سنة من العمل فيها.

لن تكن الأستاذة غالية المحروس وحدها المكرمة الليلة، بل ستكون القطيف هي المكرمة في ثوب بنت  من بناتها الناشطات اجتماعياً.

أنها بحق رادة التعليم التطوعي،  وأماً للقطيف.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً للعمل من أجل خدمة الوطن والمجتمع.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com