أضغاث أحلام

 

كريم الثوري/ استرايا

Ka8rem@yahoo.com

هكذا هي الحياة

     دموع بمعنى

       ودموع دون معنى

 هكذا هي الحياة

        بلا معنى

                ......دموع

 من معاني الحياة معنيان:

 معنىً يبحث عن معناه  الذي افترضه تواصلاً مشغوفاً بهوس العلياء فطوباويةُ هذا من خُفية ذاك , لعبة المطاردة هذه تُغذي الحواس فاقدة الحس وهذا بحد ذاته معنى يستحق الحياة .

 ومعنىً أقرب أرضية من أفُق المعنى ,كلاهما يستدل على الحواس ويسترزق منها

فاستكانا قناعة الى اشباع يتغذى بالاحتكاك والممارسة .

 ما يربط المعنيين هو ما بين الوهم والتوهم فالاول مجبول بالسماء تتوسم المشاعر والحواس منهُ علوها والثاني محكومُ بالمنظور.

 المعنى الاول : يستوطن الذاكرة وملؤها هيام ووجد فهو يعتاش على المتخيل , يحتكر الالتصاق والإنجاب لنفسه ويفر من تدجين اللحظة , يسترشد بنداءات دفينة تعنيه ولا يهمه الاخرون قولاً وفعلاً , يتقوى ويغلظ عوده بمنأى عن التجسيد , فهو وملهمه خفيان كأضحوكة الطبيعة وبكائها الدفين .

 المعنى الثاني :يُدجن بالمزاولة والاستدلال عليه مشاع , تلمّـسه قريب وهو ليس

عقورا ..إنه ينجب اسماء وتواريخ مرئية ومقرونة بحوادث تنشد الحواس بها سلباً او ايجاباً وهو في متناول الجميع , يكشف عن حضوره من خلالنا فهو منا سواء .

 المعنى الاول : إفتراضي خصوبتهُ الخواص الذين يرون ما لا يراه المبصرون ويسمعونه , لكنهُ بعيد المنال بالمران والممارسة والدربة يترطب بالفواد فينزف شعراً او موسيقى او فنونا (اقرب الاقربين لمدعاته) , يكفي المريدون التغني به ويكفيه أنهُ ضالتهم , لاجسماني غير مجسد يطوفون من حوله ملائكة او شياطين مقربين .

 المعنى الثاني : لهُ خصوبة الارض بتلوثها ورُقيها ينساق بجعجعة مسبوقة بصهيل  جلجلة تُرى وتُسمع فهو يعمل بالتضاد مع معنى المعاني (جامع الاثنين) , يغار من معناه المترفع عنه بفعل تفاوت المتزنين .. وهو يتربص بالاخر ويحاول استدراجه مدعوماً بجاذبية الاشياء ،  رواده اهل العوام والسياسيون ورجال الاعمال وشغيلة اليد , مداده لعابهُ الذي يقطرُبلا استحياء ينجب فقراء واغنياء ومخبرهُ يتنامى بالاسلحة والمعدات وتقنيات الموت السريع .

أشتهاءاتنا واياه السبيل لاستمرارية كريهه تنمي عجلة الزمان ورحابها الارض .

 المعنى الاول حرية بلا قيود , قيودها مطاردات بلا معدات عجلاته تتحرك بلا وقود

وقوده أنها خارج دائرة التكوين وهي في حاضره , لكنها احيانا تمارس الفصام تحت وابل المرئيات والمسموعات فينزلق المريدون لكنهم سرعان يعودون الى سكينة أرواحهم فالزمن لم ينصفهم كما يزعمون , من اوحى لهم بذلك : معناهم ؟!

  المعنى الثاني :حرية بشروط المنظور, تتكفل باشباع حواسهم التي تتخيل فتُشبع تخيلها  بالملامسة لا بالخيال , يُمنون النفس لا بالامال وانما بالاكتفاءوالاكتناز فهم أرضيون وان ترفعوا .

 في ساعة غفلة ينتقلون الى ضفاف المعنى الاول من باب البطر والاسفاف واللهو يغذون أخيلتهم التي لم تشبعها الملامسة والمشاهدة يغمضون أعينهم ثم يفتحونها فيصدمهم السقف  ومنبه الوقت فيهرعون الى مشاهدهم يروًنها ويرتوون  منها .

 ما بين المعنيين جنة ونار

 المعنى الاول يحترق ليُبعث

المعنى الثاني يُبعث ليحترق

كلاهما جنة

      كلاهما نار

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com