الذكرى الثالثة لأستشهاد اللواء البطل / عدنان عبدالحمزة*

 

جلال جرمكا

tcharmaga@hotmail.com

 كلما حملت القلم لأرثيك بكلمات أو أسطر جمل أو عبارات يتوقف القلم ويمتنع عن الكتابة ومواصلة العطاء ، لسبب واحد وهو عدم قناعته برحيلك ألأبدي !!.

كلما أريد أن أودعك وأسطر بعض الجمل تليق بمقامكم ولكن الذاكرة تتوقف وتعلن ألأضراب وتصرخ بوجهي :

ماذا تقول يارجل ؟؟ من يقول أن البطل المغوار / عدنان عبد الحمزة قد أستشهد؟؟؟ .

أنه حي يرزق ولايزال بكامل نشاطه وحيويته وحبه وعشقه لوطنه وناسه وأحبته وأصدقائه وجيرانه .. أنه في أجازة كلها أيام ويعود .

عزيزي عدنان /

ياترى ماذا أفعل.. ؟؟؟؟ وكيف أتصرف أمام أصرار القلم بعدم الكتابة وأضراب الذاكرة بأعطائي أية معلومات صحيحة عنكم ؟؟؟ .

ياترى ماذا أكتب عن ثلاثة عقود من العلاقة ألأخوية والروحية الى حد المبالغة ؟؟؟.

ياصديق الطفولة والشباب وأيام المحن والصعاب :

عرفتك شهما كريما وفياً لكل الناس .. لم ولن تنقطع عني .. ولم تبخل علي بأتصالاتك الهاتفية والبريدية بنوعيها .. ولكن عجبي أنت أبو الوفاء حينما تنقطع عني ثلاثة سنوات بأشهرها وأسابيعها وأيامها وساعاتها...........  اليس من العجب ؟؟؟.

هل زعلان مني ؟؟؟.. أم ماذا ؟؟؟.

هل أسمعك أحدهم شىء عني ولم يرضيك كلامي وتصرفي ؟؟؟.

كنت صريحا معي في كل ألأوقات والمناسبات.. لماذا هذا السكوت بحق الباري؟؟؟ رد علي ياعدنان أكاد أجن من سكوتك !!!.

ياترى هل الحياة الوظيفية أبعدتك عنا يا أعز الناس؟؟ أم ماذا؟؟.

كنت في أرقى الوظائف ولم تنساني.. مالك اليوم يا الغالي؟؟.

ياترى هل أن مسؤلية ـ مدير العاب الشرطة ـ قد أخذت كل أوقاتك بشكل تنساني وتنسى ذكرياتنا بحلوها ومرها ..؟؟؟.

لم تنقطع عني .. هل تتذكر :

حينما زرتني في معتقل / أبوغريب ودموعك التي كانت كالسيول الجارفة ؟؟؟.

هل تتذكر يوم شدنا الرحال الى ديار الغربة وتوديعك لنا وكلماتك التي لاتزال ترن في آذاني؟؟.

يا أبو الوفاء:

لماذا لم تخبرني بسفرك؟؟؟ على ألأقل كنا قد بعثنا لك عدد من الكلمات.. اليست هذه شيمة العراقيين؟؟ أم تغير كل شىء مع أحتلال العراق ؟؟؟.

ياعدنااااااااااااااااااااااااااااااان :

قطعت ألأصابع التي ضغطت على الزناد وأغتالتك .

قطعت السن التي تفوهت وأمرت بأغتيالك .

كلما يرن جرس الهاتف أتصور أنك على الطرف ألأخر ... طال ألأنتظار ياعدنان وأنت لم ولن تتذكرني !!.

ياعدنان :

ياترى ماذا أقول لأختي / الست سميرة إذا ما سألتني عنك ؟؟؟.

كيف أرد على أشجار ونبتات وخضراوات وطيور وورود مزرعتك ؟؟ الكل يرفضون السقي وشرب قطرة واحدة من المياه إلا أن تحضر شخصيا !!!.

إذا ما تأخرت ستتحول المزرعة الى مزرعة للأشواك والعاكَول  .. عد الينا ياعدنان لم هذااللغز المحير وطول الغياب ؟؟؟.

ليس لدي أي رد.. وغير مستعد أن أسمع مايقوله ألأخرون عنك.

عدنان.. أنت حي.. من يقول أن الشهداء يموتون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

صورتك على منضدة مكتبي أصبح وأمسي عليك كل يوم وكل ليلة .

عدنان :

الى اللقاء القريب لأكحل عيوني برؤيتكم ولو لمرة واحدة ..

عدنان .. يشهد الباري لم ولن أنساك ولايوم

بعد سفرتك قطعت عهدا على نفسي أن :

  • لا أسمع المقام العراقي .

  • لا أسهر في المزارع وغيرها .

  • أن لا أضحك بصوت عال .

ياعدنان .. رحلت عنا والعراق وأهل العراق كانوا بأمس الحاجة اليك ..

عدنان ..أطمئن سيكون عراقنا بخير أنشاءالله تعالى ..

المخلص الى يوم الدين

   جلال جرمكَا

سويسرا / زيورخ

-----------------------------------

* أحد أبرز أبطال العراق في رفع ألأثقال .. خريج كلية الشرطة.. أخر منصب ورتبة له : لواء ومدير العاب الشرطة أستشهد على يد المجرمون والقتلة أعداء العراق في 11/ 9 / 2005 .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com