كيف يدافع الشعب عن نفسه يا مرجعية !؟
 

غفار عفراوي
iafrawi@yahoo.com

في آخر خطبة لصلاة الجمعة دعا ممثل المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني في كربلاء المواطنين للدفاع عن أنفسهم أمام تردي الخدمات وخصوصا الكهرباء، معتبرا وعود بعض المسؤولين العراقيين عن المشاريع وعودا "غير صادقة" ومشاريعهم "مشاريعا على الورق".

إن هذا الكلام ينمّ عن حرص المرجعية واهتمامها بكل صغيرة وكبيرة تهم الفرد العراقي وأهمها في الوقت الحالي وخصوصا شهر رمضان المبارك مسالة الكهرباء ووزيرها العجيب الغريب في التصريحات والأفعال حيث انه استطاع أن يجعل من شهر الخير شهر وبال على العراقيين بسبب ساعات القطع (المبرمج ) التي زادت إلى حد غير معقول ولا يصدق . ونحن إذ نشكر المرجعية على نزولها للشارع والاهتمام بأدق التفاصيل الحياتية فإننا نتساءل أيضا واعتقد انه سؤال مشروع وليس تعدي على الخطوط الحمراء ، كيف يستطيع المواطنون أن يدافعوا عن أنفسهم ؟ وبأية وسيلة ؟ سلمية أم غير سلمية ؟ ومن الذي سيقود العملية الدفاعية ؟ هل يقوم أفراد الشعب بحملة كبرى لشراء (المهفّات) وتوزيعها على العائلة فيقوم الكل بعملية (التهفّي) فيبرد البيت ! أم هل يزيد أبناء شعبنا الباسل من عدد اللعنات والشتائم التي يكيلها يوميا لإفراد وزارة الكهرباء ابتداء من وزيرها حتى آخر عامل على (القطع المبرمج) الذي يقوم بعمله في ساعة الفطور وساعة السحور وبكل روح تكنوبعثية ؟

أم أن المرجعية تقصد القيام بالتظاهرات ضد الحكومة والوزارة وهي لا تعلم أن التظاهرات قد منعت منذ فترة بعيدة إلا باستحصال موافقات تكسر الظهر ومن عدة مراجع أكثر من معاملة انجاز جواز سفر نوع (جيييييي) وحتى لو تمّت المعاملة وخرجت تلك التظاهرات فإنها ستعاقب بتهمة التحريض على الإرهاب (وتصير السالفة عوجة كلش).

قولي بربك يا مرجعيتنا العليا ، ما هي الطريقة المثلى للدفاع عن النفس وهل هناك شخص معين من قبلك للقيام بمهمة القيادة فالناس كما تعلمين تبحث دائما عمن يسيّرها فهلاّ قمتي بهذا العمل وأنت الأولى به من غيرك لأنه ليس من المعقول أن تكون الحكومة كلها على بابك والعملية السياسية متوقفة على جرّة فتوى منك والاتفاقية الأمنية لا توقع إلا بإذنك والرواتب لا تصرف حتى توافقين والأضرحة المقدسة تنال تطويرها من قبلك كل ذلك وليس لك رأي في مسالة الدفاع عن النفس ضد وزارة الكهرباء؟ ألا تستطيعين أن ترسلي رسولا إلى رئيس الوزراء وتطلبي منه إقالة وزير الكهرباء بسبب التلكؤ والتباطؤ في العمل رغم صرف المليارات من أموال الشعب الذي يتلوى ليلا ونهارا ..

شكرا لك مقدما من الشعب العراقي الذي ينتظر منك الكثير...

وعذرا إن أوصلت آلام الشعب بهذه الطريقة لمقامك العالي......

والعذر عند كرام الناس مقبول...

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com