|
فلان "بن" فلان
راشد الغائب يُصر بعض المسؤولين الحكوميين وقيادات بالمجتمع المدني على إضافة جرعة من الوجاهة الاجتماعية لهم بإضافة "بن" تلي أسماءهم. إضافة الـ "بن" جرت بشكل عرفي وعفوي لبعض الشخصيات الطاعنة في السن، وهو نهج الأجداد القدماء وكبار السن، ولكن في البحرين يوجد تنظيم بروتوكولي لهذا الأمر، ومن المهم التوعية بهذا الموضوع، إذ يقتصر وضع "بن" بعد الاسم على شخصيات وأصحاب مناصب مُحدِّدين، وهم: شيوخ وشيخات العائلة الملكية، والوزراء "وليس الوزيرات"، وأيّ شخص يصدر مرسوم ملكي ينص اسمه على إضافة "بن". أما ما دون هؤلاء فإضافة الـ "بن" لهم ليس سليما بروتوكوليا. ما استدعاني للكتابة حول هذا الموضوع هو تنامي ظاهرة الـ "بن" بمجتمعنا في الآونة الأخيرة، مثل: مسؤول بلدي لم يرقَ لدرجة وكيل وزارة مساعد يبعث تصريحاته الرسمية للصحافة ويُدّبج باسمه: "المهندس فلان بن فلان بن.."، ورئيس جمعية يُفضل محاكاة نفسه بالشخصيات "المهمة" فيكتب اسمه: "الأستاذ فلان بن فلان"، حتى بعض البرلمانيين وشيوخ الدين راقت لهم إضافة الـ "بن"!. ومن المهم الإشارة لتجربتين عربيتين تعمِّمان استخدام الـ "بن" في أسماء "جميع المواطنين دون استثناء"، وهما سلطنة عُمان وجمهورية موريتانيا. وحسب رواية الصديق "يعقوب ولد باهداه" من موريتانيا، التي إنقلب فيها العسكر مؤخرا على الرئيس المدني المنتخب شعبيا، فإن إضافة "ولد" أو "بنت" بالأسماء هي أمر عرفي جرى تداوله منذ قرون، وسنته القبائل العربية المهاجرة من اليمن إلى موريتانيا. هذه القبائل نقلت هذه الميزة في الأسماء للأقلية البربرية، وتوجد "ولد" و"بنت" (أحيانا تُكتب منت) في جنوب الجزائر، والصحراء الغربية، وجنوب المغرب، وهي تعيش نفس التركيبة الاجتماعية بموريتانيا. في شهادة الميلاد بموريتانيا يضعون ملاحظة في الأسفل بخط صغير، تفيد إن الخيار متاح بين: "ولد" أو "بن" أو "ابن" أو بدون أي منهم، وخيارات الأنثى: إما "بنت" أو "منت" أو بدون أي منهما. وفي جواز السفر فلا توجد به أي منهم. ويُكتب الاسم الثلاثي متتاليا. شكرا للصديق "ولد باهداه".. و"الله يهدي" هواة الـ "بن" في بلدنا!. حكمة "لا تستل سيفك لتقتل.. بعوضة!". "مثل كوري"
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |