(بغداديات ) .. (محاصصة مخاصصة _ الحلقة الرابعة) .. من الباب للمحراب

 

 

بهلول الكظماوي

 bhlool2@hotmail.com

يحكى ان معيدياً ( والمعدان هم أهلنا وناسنا الذين نعتزّ بهم ).

دخل هذا المعيدي الى الجامع قبل الشروع في الصلاة والتي لا يعرف اي شيئ عن ادائها، حيث لم يمارسها من قبل فتوجّه الى الله بمعيّة الآ خرين وأخذ مكانه خلف الامام مباشرة ثم بدأ بفعل وتقليد ما يفعله الآخرون .

فنوى وكبّر الامام ونوى وكبر الاخرون كالامام وأخينا المعيدي يفعل ما يفعلونه تماماً . 

ركع الامام ثم تبعه بقية المأمومين، فتبعهم أخونا المعيدي، سجد الجميع فسجد صاحبنا مثلهم .

كان يصلّي بالسطر الذي خلف صاحبنا المعيدي مباشرة شخصاً مكّاراً محتالاً كما هي امريكا الثعلبانية اليوم, فأراد هذا الشخص ( النغل ابن الحرام ) أراد أن يحدث ارباكاً في الصلاة، مستغلّاً بساطة أخينا المعيدي وطيبته بعد أن شاهد أخينا بدون لباس داخلي حيث عورته الظاهرة للعيان أثناء السجود .

مدّ ( النغل الملعّب ) الذي يجثوا ساجداً للصلاة بموقعه خلف اخينا المعيدي .

مدّ يده ليخمط خصية المعيدي بيديه ساحباً اياها للخلف بقوّة .

فما كان من أخينا المعيدي الّا ويمدّ يده ليقبض على خصية الشيخ ( امام الجماعة الذي يجثوا أمامه مباشرة ) ظاناً انها أيضاً من تعاليم الصلاة التي لم يكن يعرف عنها أي شيئ عندما دخل الى الجامع غير انه أخذ يفعل ما يفعله جميع المصلين .

حاول امام الجماعة ( الشيخ ) أن يفلت يد أخينا ويحرّر خصيته منها فلم يفلح، فأخذ يصرخ بأعلى صوته : الله أكبر .... ألله أكبر، فلم يفلح .

وبعد الصرخات الكثيرة بالتكبير فهمها صاحبنا المعيدي فقال له : لا تحاول يا شيخنا، فانا مثلك ( مكلبج ) فعندما يتركوني اتركك ( تراهي ملزّمه من الباب للمحراب ) أي ان الجميع متلازمين مثلنا أبتداءً من باب الجامع حتّى محرابه .

وألآن عزيزي القارئ الكريم :

المحاصصة مطلوبة في حالة وجود اشكاليات ادارية في توزيع الحصص المستحقة، وبالتالي فهي آلية واداة لاعطاء كل ذي حق حقه من الحصة التي يستحقها وفق ميزان شرعي وقانوني متعارف علية لتحقيق العدالة للجميع .

أمّا اعطاء اتاوات ( خاوة ) لدول الجوار ودول القرار على حساب شعبنا المسلوبة حصته الشرعية المخصوصة له شرعاً وقانوناً فلا وألف لا .

بربك ماذا نفسّر عزيزي القارئ الكريم ونحن الدولة العائمة على محيطات وبحار النفط أن يمسك شعبنا ادواراً ( سراوات على البانينخانات ) على محطات تعبئة الوقود في حال تنعم امارة شرق نهر الاردن بالنفط العراقي وبالسعر التفضيلي، ان لم يكن بالمجان مّما أسال لعاب  رئيس الوزراء اللبناني ( الوهابي فؤآد السنيورة ) ليحذوحذوالاردن ويحصل على السعر التفضيلي والمجاني لقاء زيارته الاخيرة لبغداد .

ثمّ ماذا نفسّر عزيزي القارئ الكريم من زيارة ( الفريخ ) سعد الحريري وهوزلمة آل سعود في لبنان، ماذا نفسر زيارته للسيد السيستاني في النجف الاشرف، ماذا نفسرها غير اقحام العراق قي أخذ دوره في المحاصصة الطائفية على مستوى المنطقة بكاملها وليس على مستوى الداخل العراقي فحسب, بل لا قحامنا في شؤون الصراع الدائر بين اسرائيل المدعومة من السعودية واميركا من جهة وحزب الله اللبناني المدعوم من ايران من جهة اخرى .

في حال اننا عندنا ما يكفينا من مشاكل وتمزقات وفتن استطاع شعبنا بشقّ الانفس والحمد لله من القضاء عليها واخماد اخطرها، ألا وهوالصراع الطائفي، والذي لم تخمد نار هذا الصراع الطائفي المفروض من دول الجوار والقرار لولا وعي الشعب العراقي وجهود المخلصين الواعين من الطاقات الشعبية والقيادات الواعية الدينية والعسكرية والعشائرية وكل الطاقات الوطنية العراقية المتعاونة والداعمة للعقلاء في الدولة العراقية الجديدة .

عزيزي القارئ الكريم :

الجميع اصبح يعلم  جيداً أن العراق اليوم هوأول بلد من حيث المخزون النفطي بالعالم ، لتأتي السعودية بالمرتبة الثانية بعد العراق رغم التعمية والتعتيم الامريكي لهكذا معلومة .

والجميع يعي جيداً ان الشعب العراقي هواكثر بكثير تحضراً وثقافة وتعليماً وأدباً من الشعب السعودي الذي هوفي ادنى مستوياته الثقافية والتعليمية والحضارية بين كافة شعوب الخليج العربي، فالعراق أقتصاده تكاملي تقابله السعودية باقتصادها التماثلي مع بقية اقرانها،هذا مما  يؤشّر لنهوض مستقبلي عراقي واعد يقتضي دق جرس الانذار السعودي لاستنهاض كل طاقات الحقد والنذالة فيها لوضع العصي في عجلات التقدم والنهوض العراقية القادمة، ويتجلى الحقد السعودي القذر باعدام كوكبة(  بقطع رؤوسهم بالسيف ) من شبابنا الموجودين في سجون آل سعود والذين يزيد تعداده عن الستمائة شاب مع عوائل عراقية اخرى لم تدخل في التعداد.

ونحن بالوقت الذي ندين فيه تصرفات آل سعود الحاقدة نقف مكتوفي الايدي وغير قادرين أن نفسّر ونبرر موقف السيد موفق الربيعي وهوما يسمى بمستشار الامن القومي المعين من قبل الحاكم الامريكي القذر بول بريمر، والذي من المفروض من مستشار الامن القومي هذا أن يدافع عن أبناء شعبه المظلومين، لا أن يذهب بنفسه وبطائرته الخاصّة وبمعيته احد عشر ارهابياً من السعوديين المدانين بذبح ابناء شعبنا العراقي ليسلمهم الى اهلهم وذويهم آل سعود معززين مكرمين في حال يتراخى مقابل ذلك في الدفاع عن ابناء بلده القابعين في سجون البغي والعدوان السعودي .

خلاصة القول عزيزي القارئ الكريم :

نرجع الى سالفة المعيدي لنختمها :

فالمعيدي فينا اليوم لم يعد كما هوبالامس تنطلي علية الحيل والاحابيل، فهوتعلم الصلاة على اصولها جيداً, وهواليوم يجيد التكلم بلغات حيّة متعددة، وهويمتلك الصحون اللاقطة للاقمار الصناعية وهويجيد استعمال جهاز الحاسوب ( الكومبيوتر )، فهويطلع على شتى أخبار العلم والعالم ( تازة ) واولا باوّل ويمتلك الخبرة في تحليل الصالح من الطالح منها وبالتالي فهويمتلك التلفون المحمول ويعرف كيف يتصل بالعالم عن طريق جهاز الفاكس والبريد الالكتروني .

المعيدي اليوم يعي جيداً كيف يتعامل مع خصمه التي يتجّجس عليه، وبالتالي فهوابتداء يعلم جيداً انه تشارك مرحلياً مع خصم نذل سوف لن يتركه بدون ان ينصب له الفخاخ، ومنها اجهزة الانصات والتجسس والتلصص . 

المعيدي فينا لم يعد تمر وتعبر عليه اليوم محاولات أعادة الاعتبار وتسويق الشخصيات المهترئة التي عفا عنها الزمن ولم يعد بالامكان تلميع صورتها كالملك فاروق في مصر ونوري السعيد ( الباشا ) رجل بريطانيا ومؤسس حلف السنتو_ بغداد الديناصوري في العراق.

انها سنن التأريخ والا أين الطغاة كيزيد وابيه معاوية من مقامات ومشاهد أئمتنا الذين عاشوا التواضع والتقشّف في حياتهم فخلدهم الله بقبابهم الشامخة التي يأبى لها الا أن تشاد من جديد رغم تعدد الهجمات وكميات القوة التدميرية للعبوات الناسفة للوهابية السعودية على يد عميلها الامريكاوي ( عفواً الزرقاوي ) المقبور وشلة اصحابة المخربين ألاقذار.

انهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .    

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com