ضياء من ضياءات ادعية الصحيفة السجادية الكاملة -  دعاء يوم الاربعاء .. تعليق على ادعية الصحيفة السجادية للامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام .. سلسلة من الحلقات –  الحلقة الرابعة –  رمضانيات 2008

 

محمود الربيعي/ كاتب وباحث عراقي

mahmoudahmead802@hotmail.com

نعمة الليل والنهار

 يبتدا الامام عليه السلام دعائه بحمد الله على نعمتي الليل والنهار، وفي هذا الدعاء يتقدم شكر نعمة الليل على النهار وقد يكون ذلك لعلة خلق الليل قبل النهار، او لاية علة اخرى، والامام يطلق على الليل لفظ اللباس والحقيقة ان الانسان في الليل يحتاج الى ان يلبس هذا الليل فهو في امس الحاجة الى الراحة والنوم، وفي نومه تتعطل الحركة والعمل ويكون في حالة انقطاع تام مع العالم الخارجي الا مايتعلق بالاحلام، وبعد ان يخلد الانسان للراحة والنوم ينهض لينتشر في الارض على ضوء الصباح وبعد شروق الشمس يسيح في الارض ليقضي حاجاته في طلب الرزق او انجاز المهمات.

ولعل عظم ايتي الليل والنهار تاتي من ان مساحة وحجم هاتين الايتين  انهما تحتلان جزءا كبيرا من  الكون ناتج عن  وجود عدد كبير من الشموس والكواكب، وبعد ان تهيا للانسان ركوب المحطات الفضائية، ووجود خلق اكبر مما نتصور استطاع الانسان ان يكون فكرة اكبر بكثير مما كان يتصور من قبل ذلك .. وهاتين الايتين والحق حق اجمل ايتين يتنعم فيهما الخلق.

هل ان كل شئ يحتاج الى الحمد ؟

لاشك انك ان اعطيت شيئا من احد فلابد ان تشكره مهما كانت تلك العطية صغيرة، فكيف اذا اعطيت كل شئ؟  افلاينبغي ان تحمد المعطي على كل ذلك الشئ!

 فنعمة الحياة ونعمة الصحة والشباب والقوة، ونعم البصر والسمع والذوق والاحساس والنطق، وانواع النعم من الطعام والشراب والملبس، ونعم الانهار والبحار والاشجار والسماء والكواكب والنجوم، ونعمة العقل والشهوة، وخلق الذكر والانثى، وانواع الطيور والاسماك والمواشي والاغنام الى سائر النعم التي لاتعد ولاتحصى تتطلب حمدا وشكرا،  بل ان الحمد بذاته يستحق الحمد والشكر وهو اقل الحمد وحمد باللسان ويتطلب حمدا بالافعال،  فعطايا الله سبحانه وتعالى بلا حدود وبدون مقابل،

افلايكون من الاولى ان نشكرالله تعالى من اجل ان تستمر عطاياه ونعمه علينا في الحياة الاخرة!

الخلق والتسوية

يهتم الامام عليه السلام بقضية الخلق واللطف فيه، ويبين اهمية العناية الالهية في تزويد الخلق بكل مايحتاجونه من تدبير امور حياتهم ومعاشهم، فلقد خلق الله سبحانه وتعالى الانسان في احسن تقويم ونشير هنا الى بديع صنع الله، فقد جعل الله سبحانه التناظر في الاجساد وتمام الخلقة ويظهر ذلك في خلق الانسان، فللانسان عينين ومنخرين واذنين وشفتين ويدين ورجلين ورئتين وقلب من بطنيين واذنين واصابع خمسة في كل من اليدين والرجلين الى سائر مانعرفه ومالانعرفه من خفيات الخلق من التناظر.

ولو ركزنا على نعمة واحدة من النعم كالبصر مثلا سنجد عظمة الخالق تتجلى في خلقه للعيون التي تحتوي على البديع من سر مخلوقات الله المودع عند الاحياء الباصرة، فكرة العين فيها اسرار عجيبة فمن مقلة العين، والقزحية، والبؤبؤ (او انسان العين)، والسائل المائي، والسائل الزجاجي، والشبكية، والعصب البصري، وفروع الاعصاب، ومجموعات الالوان، وصلتها بالدماغ تلك الصلة العجيبة التي تفسر حقيقة اجسام الصور في الخارج..  ومن ناحية اخرى فان نعمة البصر لها صلة وثيقة بالنور سواء كان ضوء الشمس او نور القمر او ضياء اي مصدر اخر طبيعي او صناعي،  والتبادل الذي يجري بين العين والنور هو سر الرؤية، كما ان الله سبحانه وتعالى اضافة الى كل هذه القدرات التي زود بها العين اضاف اليها الجمالية بتنوع لون القزحية، فجعل منها الزرقاء، والعسلية، والسوداء الى سائر التنوعات في نسب الالوان، عداجمالية سعتها، وموقعها من الراس فجعلها الله سبحانه في اعلى نقطة من الوجه وتحت الجبين، وحماها بالاجفان والرموش والحواجب وبشكل يتناسب ومواضع بقية اجزاء الوجه، وان اعظم وضع للعين ان تكون في اعلى الوجه من ان تكون في اسفل الرجل، وذلك يمكنها من القدرة على الرؤية من خلف الحواجز العالية، وجعلها في مامن من الضربات وانواع الاذى الى غير ذلك من الاسرار التي لاتعد ولاتحصى.

القضاء والقدر

ومن كتاب البيان في تفسير القران للسيد الخوئي الصفحة 387،388،389 في اقسم القضاء الالهي:

الاول : قضاء الله الذي لم يطلع عليه أحدا من خلقه، والعلم المخزون الذي استأثر به لنفسه، ولا ريب في أن البداء لا يقع في هذا القسم، بل ورد في روايات كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام أن البداء إنما ينشأ من هذا العلم .

روى الشيخ الصدوق في ' العيون ' بإسناده عن الحسن بن محمد النوفلي أن الرضا عليه السلام قال لسليمان المروزي : ' رويت عن أبي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إن لله عز وجل علمين علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء، وعلما علمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل بيت نبيك يعلمونه . . . ' ( 1 ) .

1 ) عيون أخبار الرضا باب 13 في ذكر مجلس الرضا مع سليمان المروزي، والبحار : باب البداء والنسخ ج 2 ص 132 ط كمباني .

الثاني : قضاء الله الذي أخبر نبيه وملائكته بأنه سيقع حتما، ولا ريب في أن هذا القسم أيضا لا يقع فيه البداء، وإن افترق عن القسم الاول، بأن البداء لا ينشأ منه .

قال الرضا عليه السلام لسليمان المروزي - في الرواية المتقدمة - عن الصدوق : ' إن عليا عليه السلام كان يقول : العلم علمان، فعلم علمه الله ملائكته ورسله، فما علمه ملائكته ورسله فإنه يكون، ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه يقدم منه ما يشاء، ويؤخر ما يشاء، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء ' ( 1 ) . 1 ) عيون أخبار الرضا باب 13 ورواه الشيخ الكليني عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر - ع - الوافي باب البداء ج 1 ص 113 .

الثالث : قضاء الله الذي أخبر نبيه وملائكته بوقوعه في الخارج إلا أنه موقوف على أن لا تتعلق مشيئة الله بخلافه . وهذا القسم هو الذي يقع فيه البداء : ' يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب 13 : 39 . لله الامر من قبل ومن بعد 29 : 4 ' .

وقد دلت على ذلك روايات كثيرة منها هذه :

1 - ما في ' تفسير علي بن إبراهيم ' عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ' إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة والروح والكتبة إلى سماء الدنيا، فيكتبون ما يكون من قضاء الله تعالى في تلك السنة، فإذا أراد الله أن يقدم شيئا

أو يؤخره، أو ينقص شيئا أمر الملك أن يمحو ما يشاء، ثم أثبت الذي أراده . قلت : وكل شئ هو عند الله مثبت في كتاب ؟ قال : نعم . قلت : فأي شئ يكون بعده ؟ قال : سبحان الله، ثم يحدث الله أيضا ما يشاء تبارك وتعالى ' ( 1 ) .

( 1 )  نقلا عن البحار . باب البداء والنسخ ج 2 ص 133 ط كمباني .

مامعنى البداء

والقول للعلامة الخوئي من نفس المصدر – البيان في تفسير القران ص 385.

بمناسبة الحديث عن النسخ في الاحكام وهو في أفق التشريع، وبمناسبة أن النسخ كالبداء وهو في أفق التكوين، وبمناسبة خفاء معنى البداء على كثير من علماء المسلمين، وأنهم نسبوا إلى الشيعة ما هم براء منه، وأنهم لم يحسنوا في الفهم ولم

يحسنوا في النقد، وليتهم إذ لم يعرفوا تثبتوا أو توقفوا كما تفرضه الامانة في النقل، وكما تقتضيه الحيطة في الحكم، والورع في الدين بمناسبة كل ذلك وجب أن نذكر شيئا في توضيح معنى البداء، وإن لم تكن له صلة - غير هذا - بمدخل التفسير .

تمهيد :

لا ريب في أن العالم بأجمعه تحت سلطان الله وقدرته، وأن وجود أي شئ من الممكنات منوط بمشيئة الله تعالى، فإن شاء أوجده، وإن لم يشأ لم يوجده .

ولا ريب أيضا في أن علم الله سبحانه قد تعلق بالاشياء كلها منذ الازل، وأن الاشياء بأجمعها كان لها تعين علمي في علم الله الازلي وهذا التعين يعبر عنه ب‍ ' تقرير الله ' تارة وب‍ ' قضائه ' تارة أخرى، ولكن تقدير الله وعلمه سبحانه بالاشياء منذ الازل لا يزاحم ولا ينافي قدرته تعالى عليها حين إيجادها، فإن الممكن لا يزال منوطا بتعلق مشيئة الله بوجوده التي قد يعبر عنها بالاختيار، وقد يعبر عنها بالارادة، فإن تعلقت المشيئة به وجد وإلا لم يوجد .

والعلم الالهي يتعلق بالاشياء على واقعها من الاناطة بالمشيئة الالهية، لان انكشاف الشئ لا يزيد على واقع ذلك الشئ، فإذا كان الواقع منوطا بمشيئة الله تعالى كان العلم متعلقا به على هذه الحالة، وإلا لم يكن العلم علما به على وجهه، وانكشافا له على واقعه .

فمعنى تقدير الله تعالى للاشياء وقضائه بها : أن الاشياء جميعها كانت متعينة في العلم الالهي منذ الازل على ما هي عليه من أن وجودها معلق على أن تتعلق المشيئة بها، حسب اقتضاء المصالح والمفاسد التي تختلف باختلاف الظروف والتي يحيط بها العلم الالهي .

موقع البداء عند الشيعة :

ثم إن البداء الذي تقول به الشيعة الامامية إنما يقع في القضاء غير المحتوم، أما المحتوم منه فلا يتخلف، ولا بد من أن تتعلق المشيئة بما تعلق به القضاء .(ص391البيان للخوئي).

الاماتة والاحياء.. (الموت والحياة )

خلق الله الموت والحياة، فكره المخلوق الموت، واحب الحياة..  وتتجلى قدرة الله في القضاء على المخلوق بالموت مهما سعى الحي الى ذلك سبيلا، ومهما تحايل المخلوق من اجل ان يطيل عمره، وجاء في دعاء الصباح لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ' فَيا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْعِزِّ وَالْبَقاءِ، وَقَهَرَ عِبادَهُ بِالْمَوْتِ وَالْفَناءِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَتْقِياءِ' ضياء الصالحين لمحمد صالح الجوهرجي..  كما وهب الله الحياة للمخلوق سواء كان انسانا او حيوانا او نباتا او غير ذلك من سائر المخلوقات، والموت والحياة نعمتان فلولا الموت لما عرف معنى للحياة، ولولا الموت لعجت الارض وفسدت الحياة وتزاحمت المخلوقات، ولولا الموت لتجبر اهل الارض وتنازعوا مع بعضهم، ولم يكن هناك قانون ينظم حياتهم، ولولا الحياة لما احسسنا بجمال الاشياء، اذ لايمكن للجماد ان يرى ويتحسس الجمال، فبالعين والاذن والقلب تدرك المرئيات والمسموعات ويتفاعل معها، وبالعقل ندركها.. ولولا الخالق الذي خلق الموت والحياة لما احسسنا باي منها، اذ عظمته مشت لتبلونا اينا احسن عملا.

وروي في موعظة: كما  جاء في الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن أسباط، عن ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :: ' اوحى الله تعالى الى عيسى بن مريم عليه السلام:  ياعيسى هب لي من عينيك الدموع ومن قلبك الخشوع واكحل عينيك بميل الحزن اذا ضحك البطالون وقم على قبور الاموات فنادهم بالصوت الرفيع لعلك تاخذ موعظتك منهم وقل اني لاحق بكم في اللاحقين' بحار الانوار ج69.

 المرض والشفاء -  العافية والابلاء

يعتبر المرض احد الامور التي تصيب المخلوقات ومنها الانسان ولعل المرض احد العوامل التي تهدد سعادة الانسان وراحته وامنه، ويختلف المرض بحسب شدته ونوعه، فقد يكون خفيفا او شديدا، وقد يصيب جزءا مهما من الانسان او جزءا غير مهم وان كان الالم هو الم بتعدد الامراض وباختلاف شدته ونوعه.

ومن الامراض التي تصيب الانسان الصداع والاسهال واوجاع الراس والصدر والظهر والمفاصل والدم والقلب والاسنان والكلى والرئتين والمثانة الى سائرالامراض، وقد تكون بعض الامراض معدية او غير معدية، وقد تكون بشكل اوبئة او ماشاكل ذلك كالطاعون اوالكوليرا.

ومن الامراض المشهورة الزكام او الانفلوانزا، والصداع، واوجاع المعدة، واما الامراض الصعبة الشفاء مثل امراض القلب،والدماغ، والسرطان على مختلف انواعه، والتدرن الرئوي.. الخ.

ان هذه الامراض وغيرها تسبب قلقا للانسان وتهدد حياته وعندما يمر الانسان بحالة المرض فانه يقترب من الله سبحانه وتعالى ويطلب الشفاء منه.

والله سبحانه وتعالى خلق العلاج مع المرض، فلا مرض الا وله دواء، ولقد علم الانبياء البشرية طرق العلاج وتحضيره كادريس عليه السلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، واشاروا الى الادوية المستخلصة من اجزاء النباتات والحيوانات، واعطوا الاساليب المختلفة لعلاج الكثير من الامراض، ومنها النفسية سواء كان عن طريق العلاج المادي او النفسي.

فالشفاء من المرض يحتاج الى ذكر وشكر لله الذي انعم وعافى وابلى واحسن الى عبده،والله سبحانه وتعالى انما امرض الانسان لعلة وفائدة،  وقد تكون هذه العلة منظورة، او غير منظورة،  ولكن المهم في الامر ان الله سبحانه وتعالى اراد بهذا المرض ان ينبه الانسان الى الكثير من الامور التي تصلح شانه واحواله.

الاستواء على العرش -  احتواء الملك

ومن الباحث العربي قاموس عربي عربي

من (لسان العرب): واسْتَوى أَي اسْتَوْلى وظَهَر.

وحوا: واحْتَواه واحْتَوى عليه: جمَعَه وأَحرزه. واحْتَواه واحْتَوى عليه: جمَعَه وأَحرزه.

والعَرْش المُلْك .

ان من صفات الله وحدانيته وعظمته وقوته وقدرته انه خلق كل شئ فاحسن خلقه، ودبره فاحسن تدبيره، فهو، المتفرد به والمسيطر عليه، فانظر الى ملكوته تعالى في السموات السبع والارضون السبع ومافيهن ومابينهن من افلاك وكواكب ونجوم وملائكة وجن وانس وانسان وحيوان ونبات في الجو والبحر والنهر وفي الارض فوقها وتحتها وفي باطنها من الطير والحوت والازهار والاغنام والفيلة والاسود والنمور والحمير والبغال والجبال والصخور وانواع التراب والهواء والاكسجين والنتروجين والذرة والنواة الى سائر الاشياء مما نراه ومالانراه فماذا ترى غير عظمة الخالق وجمال خلقه.

ولابد لنا ان نذكر شيئا فنقول ان الله جل جلاله ليس كمثله شئ وهو القوي العزيز فمعنى العرش ومعنى الكرسي ليس بالمعنى الذي نتداوله بيننا من الامور المادية لكن حقيقة معنى العرش هنا اشارة الى قدرته وملكه جل شانه الذي احاط بكل شئ.

الدعاء والوسيلة

روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ' الدعاء مخ العبادة '.. واما الوسيلة فهي متعددة فقد يكون التوحيد وعدم الاشراك بالله وقد تكون الوسيلة هي الصلاة على محمد وال محمد وقد تكون الطاعة وعدم المعصية الى سائر الشروط التي يقبل فيها الدعاء.

فضل الصلاة على محمد وال محمد.. الصلاة على محمد وال محمد سنة

قال تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلو عليه وسلموا تسليما)
عندما نزلت هذه الاية الكريمة جاء الصحابة الى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالوا:يارسول الله عرفنا السلام عليك ولم نعرف الصلاة
فقال:قولوا(اللهم صل على محمد وال محمد ) ولا تصلوا علي الصلاة البتراء فقالوا يارسول الله وماهي الصلاة البتراء قال : ان تقولوا اللهم صل على محمد وتمسكو ا ويشهد لهذ المعنى
روى البخاري في صحيحه ج6\ 156ص

المعاناة

وفي هذا الدعاء يوضح الامام عليه السلام على لسان العبد معاناته في ضعف وسيلته وما يترتب على هذه المعاناة المؤثرة في نفسية العبد على الشكل الذي يعرضه ذلك العبد وبالصور التالية:

 اولا: انقطاع الحيلة: وهي الحالة التي يصعب فيها على العبد شق طريقه ويتحير في الاهتداء الى حل مشاكله ومعاناته.

 ثانيا: اقتراب الاجل : تفكير العبد المستمر بامر اخرته في كل يوم يمر من حياته وفي كل لحظة من لحظات التفكير بامر اخرته.

 ثالثا: تداني الاجل: كما ان العبد الذي يفكر في امر اخرته ويخاف الله والاخرة ويوم الحساب يشعر بخطورة المراحل التي يعيشها بمرور الايام عندما يكبر شيئا فشيئا ويشيخ ويهرم بعد عيش مراحل الفتوة والشباب.

اشتمال المعاناة على صور عديدة من الوجوه

 اولا: اشتداد الفاقة الى الرحمة الالهية: وهل للعبد حاجة اشد من حاجته الى الرحمة الالهية وهو يعاني يوميا من العوز.

 ثانيا: عظم الحسرة للتفريط: وتشتد معاناة العبد عندما يحس بالتقصير في عبادة الله والعمل الصالح.

 ثالثا: كثرة الزلات والعثرات: ويعاني اكثر عندما يذكر اخطاءه وحماقاته وظلمه لنفسه ولغيره.

 رابعا: اخلاص التوبة: وبنتيجة كل تلك المعاناة يحتاج العبد لان يتجه لله خالقه بالتوبة والانقطاع اليه.

وبالصلاة على محمد واله فانه يتقبل الدعاء.

طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه واله وسلم  وطلب صحبته

يؤكد الامام عليه السلام في الدعاء اهمية طلب شفاعة النبي والصلاة والسلام عليه واله وتمني صحبته، علما ان شفاعة النبي اكبر شفاعة في حق امته، فله الشفاعة وله عند الله المنزلة الرفيعة، وباعتبار تلك المنزلة فان العبد المؤمن يتمنى ان يحشر مع الرسول صلى الله عليه واله وسلم في جنة الخلد التي وعد الرحمن عباده بالغيب وكان وعده ماتيا.

ويختم الامام عليه السلام دعاءه بطلب:

 اولا: القوة في الطاعة:  فالطاعة تستلزم قوة على الاداء ومن تلك الطاعات الصلاة والصيام والحج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الطاعة والصبر على المعصية، والصبر على مايحب العبد او على مايكره.

 ثانيا: النشاط في العبادة: كما يحتاج العبد الى التوفيق لاداء تلك الطاعات والعبادات من القوة الجسدية والصحة والعافية والاجواء الطيبة والطاهرة، والرغبة في اداء هذه الطاعات في اجواء ايمانية مع المؤمنين في المساجد والجوامع ودور العبادة والذكر وقراءة القران وتعلم الحديث وممارسة الدعاء.

 ثالثا: الرغبة في الثواب: ومن الجميل ان ينشط العبد في العبادات رغبة في الثواب وطلبا للزيادة في تحصيل الاجر ونيل الدرجة الرفيعة في الجنة.

رابعا: الزهد فيما يوجب الى اليم العقاب: كما ان الامام عليه السلام يشير الى اهمية الركون الى الله عز وجل والابتعاد عن المعاصي والذنوب التي توجب العقاب، ومنها الكبائر كالكذب والفجور والقتل والسرقة وترك الصلاة والواجبات او الاصرار على الصغائر.

اللطف الالهي

واخيرا فان الله سبحانه وتعالى لطيف بعبادة يعرف مصالحهم ويدرء عنهم المفاسد يوفقهم ماداموا يسيرون في طريق الحق يسددهم ويرشدهم كلما ساروا في طريق الله يغفر لهم ذنوبهم ويرحمهم ويدخلهم في رحمته الواسعة انه اللطيف الخبير.

 المصادر

 البيان في تفسير القران للسيد الخوئي

ضياء الصالحين لمحمد صالح الجوهرجي

صحيح البخاري ج  \ 6

لعودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com