|
التحليل العلمي لخطبة الرسول الاعظم (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك
اسد حيدر – العراق ان الامم يقاس رقيها بمدى طاعتها لعلماءها ومفكريها والسير على توجيهاتهم و توصياتهم ، فلو نظرنا الى الامم السالفة وعلى سبيل المثال الروم والفرس وعاصرنا البعد التاريخي لكل منهما لوجدناهم امبراطوريات ضخمة وقوية يعصب هزيمتهما وهذا ليس تحليلي بل اجزم ان كل المؤرخين اكدوا هذه الحقيقة وان المحللين لهاتين الامبراطوريتين لم يكونوا يتوقعوا ان يهزم هذين المعسكرين على يد اقوى الجيوش والدول فضلاً ان يهزمهما نبي الاسلام محمد (ص) وجيشه الذي يعده المراقبون ( فئة قليلة ) ولكن كم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله . فأن ما جاء به الرسول محمد (ص) من قوة التأثير والاقناع وشحذ الهمم و ايضاح القيادة الحقيقية للناس والاخلاص في الدعوة والصدق في التطبيق ووحدة الموقف وشمولية الرأي و روحية العطاء و العطف للآ محدود والرحمة بالمؤمنين والشدة على الكافرين والطاعة الكاملة لله ، كل هذه العوامل ولدت مجتمع قوي او دولة قوية حاملة لرسالة الانسانية الخالصة ، حيث استطاعت ان ترهب اقوى امبراطوريتين انذاك ( الروم والفرس ) في بادئ الامر ثم ارغامهما للاعتراف بوجود قوى ثالثة على ارض الوجود ألا و هي ( الدولة الاسلامية ) . ومن المعيب على المسلمين ان لا يستذكروا الحكم والمواعظ التي قالها نبي الله محمد (ص) وان استذكروها لا يعملوا بها ومن المعيب ايضا ان ينسى المسلمون او يتناسوا بعدهم الحضاري وامتدادهم الطبيعي فنحن امة اسلامية عريقة ممتدة على طول الف واربعمائة وتسع وعشرون سنه ، امة اسسها الرسول الاكرم وحماها الائمة المعصومون من الانحراف والتيه وقام على ادارة شؤونها وولاية امرها العلماء المخلصون العاملون المجتهدون نواب الامام المهدي (عج) ليوصلوا المجتمع الى بر الامان وهو يوم الظهور الموعود يوم السعادة الكبرى للبشرية . فمحور مقاتي اليوم عن احدى عوامل النصر لدى المسلمين ألا وهي خطبة الرسول الاكرم محمد(ص) في استقبال شهر رمضان ، هذا الشهر الذي يحمل كل معاني القوة والغلبة على الشيطان والنفس الامارة بالسوء، فسأحلل الخطبة التاريخية الى قسمين:(الاول ) مميزات هذا الشهر و (الثاني ) التكاليف وما على المؤمنين عمله في هذا الشهر العظيم. القسم الاول : مميزات شهر رمضان : 1. شهر الله : وتخيلوا انكم تدخلون الى شهر رب العزة ماذا فية من نفحات وعطايا . 2. البركة : يمنحها الله لاحبائه بمختلف اوصافهم . 3. الرحمة : يرحم فيه العلي القدير جميع البشر ويشملهم برحمته وتحننه. 4. المغفرة : ليتصور الناس عظيم ذنوبهم والله يغفرها لهم أي فوز هم فيه . 5. شهر هو عند الله أفضل الشهور : من نعمة الله ان يوفقنا للعيش لندخل افضل شهر عند الله . 6. أيام شهر رمضان افضل الايام . 7. ليالي شهر رمضان أفضل الليالي . 8. ساعات شهر رمضان أفضل الساعات . 9. دعاكم الله الى ضيافته وجعلكم فيه من أهل الكرامة : وهذا شرف ما بعده من شرف . 10. أنفاس الناس فيه تسبيح . 11. نوم الناس فيه عبادة . 12. عمل الناس فيه مقبول . 13. دعاء العباد فيه مستجاب . هذه حوالي ثلاثة عشر ميزة ميّز الله تعالى شهر رمضان عن غيره من باقي اشهر السنة وهذا يعد بالمفهوم الفلسفي (ترغيب وتشويق واثارة ) وبالفعل فالشقي من حرم غفران الله تعالى في هذا الشهر العظيم والنظر عليه والرأفة به ورحمته ، وكم من اخواننا المسلمين الغافلين من هو فطّر نفسه بحجة العمل او الطقس الحار ونسى ما قاله رسول الله (ص) : ايها الناس،اذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه ، فأكيد امثال هؤلاء قد خسروا الخير الكثير وهم لا يعلمون. القسم الثاني : تكليف الناس وما عليهم عمله في شهر رمضان – حسب مفهوم الرسول الكريم(ص): 1. سؤال الله (بنيات صادقة وقلوب طاهرة )ان يوفقنا لصيام شهر رمضان . 2. سؤال الله (بنيات صادقة وقلوب طاهرة )ان يوفقنا لتلاوة كتاب الله المهجور ( القران ) . 3. التصدق على الفقراء والمساكين . 4. توقير الكبار . 5. الرحمة بالصغار . 6. حفظ الالسنة . 7. غض ألبصر عما لا يحل النظر اليه . 8. غض ألسمع عما لا يحل الاستماع اليه ، 9. التحنن على أيتام الناس حتى يتحنن على أيتامكم . 10. التوبة الى الله من الذنوب 11. رفع ألايدي الى الله بالدعاء في أوقات الصلاة : فانها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة الى عباده لانه يجيب عباده اذا ناجوه ويلبي اذا نادوه ويعطي اذا سألوه ويستجيب لهم اذا دعوه. 12. الاكثار من الاستغفار- يا أيها الناس ان انفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم . 13. كثرة السجود - وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، ويؤكد الرسول الكريم ان الله تعالى ذكره اقسم بعزته ان لا يعذب المصلين والساجدين وان لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين. 14. افطار الصائمين المؤمنين – حيث قال النبي محمد (ص) : أيها الناس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه... ولو بشق تمرة، ولو بشربة ماء. 15. تحسين الخُلق – فبيّن نبي الرحمة ذلك بقوله : أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام . 16. الخفيف عما ملكت يمينه : ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عنه حسابه . 17. كف الشر عن الناس : ومن كف فيه شره كف عنه غضبه يوم يلقاه . 18. اكرام اليتيم - ومن أكرم فيه يتيماً اكرمه الله يوم يلقاه . 19. صلة الرحم وعدم قطعها - ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه . 20. التطوع بالصلاة - ومن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار . 21. اداء الفريضة - ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور . 22. الاكثار من الصلاة على النبي محمد واله - ومن أكثر فيه من الصلاة على ثقل الله ثقّل الله ميزانه يوم يخفف الموازين . 23. تلاوة القران وختمه - ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور . 24. سؤال الله ان لا يغلق على الناس ابواب الجناب - أيها الناس ان ابواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة فاسألوا ربكم ان لا يغلقها عليكم. 25. سؤال الله ان لا يسلط الشياطين على الناس - والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم ان لا يسلطها عليكم . 26. الورع عن محارم الله من افضل الاعمال في هذا الشهر - فقال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، فقمت وقلت: يا رسوال الله ما أفضل الاعمال في هذا الشهر؟. فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا الحسن أفضل الاعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله .
فبالتالي على جميع الناس ( المسلمين و المؤمنين ) ان يمنهجوا حياتهم في هذا الشهر الكبير ويعرفوا ما لهم وما عليهم فهذه هي حقوقهم ومميزاتهم وهذه هي واجباتهم فلابد على كل واحد منا عرض نفسه وبرنامجه على هذه الستة والعشرين تكليف ( الواجب ) ولنحاسب انفسنا هل نحن المصداق التحليلي لهذه الخطبة العظيمة ولا يفوتني الذكر من ان المصلح والمفكر والمرجع العراقي الشيخ محمد اليعقوبي قد التفت الى امر في غاية الاهمية حينما بعث برسالة الى عموم المسلمين في داخل وخارج العراق بعنوان (مرحباً بشهر الله الاكبر) حيث دعا فيها الى التمعن في تفاصيل خطبة النبي العظيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في التي القاها في آخر جمعة من شعبان وأوردها صاحب كتاب (مفاتيح الجنان). كما حث الشيخ اليعقوبي المؤمنين ليقرأوا (دعاء الامام السجاد في وداع شهر رمضان) قبل حلول الشهر ليعظموا حق هذا الشهر من اول حلوله وليس عندما يفارقونه ، وهذه الخطوة الفريدة انا اعتبرها طفرة نوعية في الفهم والتفكير لان الشيخ اليعقوبي يريد ان يحرك المجتمع المسلم الى الاستفادة من عظمائه قبل فوات الاوان والاهتداء الى ما يريدون قبل خسرانهم ، فالقراءة والتمعن والتحليل في دعاء - يشرح صفات ومميزات شهر رمضان ويتحسر الامام المعصوم عليه- يضعنا امام هدف واضح المعالم ورؤيا معمقه للاحداث ، فبدوري اشكر المرجع اليعقوبي الذي يحاول في كل خطاباته تنوير الامة وهدايتها للطريق الحق وغاية الرشاد ختاما ولاعمام الفائدة يسرني ان اعرض لكم خطبة الرسول الاعظم (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك ورابط دُعاء الامام السجاد( عليه السلام ) في وداع شهر رمضان http://www.shiaweb.org/doaa/al-sajadia/pa45.html خطبة الرسول الاعظم (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك أيها الناس، انه قد أقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه افضل الايام ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل الكرامة، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعائكم فيه مستجاب، فأسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم وارحموا صغاركم، وصلوا ارحامكم واحفظوا السنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر اليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع اليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس حتى يتحنن على أيتامكم، وتوبوا الى الله من ذنوبكم فارفعوا اليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلاتكم فانها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة الى عباده يجيبهم اذا ناجوه ويلبيهم اذا نادوه ويعطيهم اذا سألوه، ويستجيب لهم اذا دعوه. يا أيها الناس ان انفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا ان الله تعالى ذكره اقسم بعزته ان لا يعذب المصلين والساجدين وان لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين. أيها الناس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل يا رسول الله وليس كلنا قادر على ذلك، فقال صلى الله عليه وآله: اتقوا الله ولو بشق تمرة، اتقوا الله ولو بشربة ماء. أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عنه حسابه، ومن كف فيه شره كف عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً اكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة على ثقل الله ثقّل الله ميزانه يوم يخفف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور. أيها الناس ان ابواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة فاسألوا ربكم ان لا يغلقها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم ان لا يسلطها عليكم... فقال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، فقمت وقلت: يا رسوال الله ما أفضل الاعمال في هذا الشهر؟. فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا الحسن أفضل الاعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله، ثم بكى. فقلت يا رسول الله ما يبكيك؟. فقال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |