|
أمنيات المواطن والوعود المؤجلة
عبدالكريم الكيلاني الإخفاقات السياسية التي حالت دون تنفيذ العديد من المشاريع السياسية والإصلاحات الاقتصادية أثرت وبشكل سلبي على تناغم الفرد مع الواقع الجديد والاندماج فيه وزرعت فيه نوعا من اليأس والقنوط والقلق حول مستقبل العراق المنظور، تلك الإخفاقات كان من الممكن لها أن لا تكون، لو حاول قسم من سياسيينا التغلب على المصالح الشخصية والحزبية والطائفية التي يضعونها نصب أعينهم بدلا من المصالح الوطنية العليا للشعوب العراقية، فمحاولة مجلس النواب الأخيرة في الالتفاف على النظام الداخلي له لتمرير قانون مجالس المحافظات على حساب المادة 140 من الدستور الخاصة بكركوك والمناطق المتنازع عليها ومشكلة خانقين التي أجهضت قبل أن تستفحل وتصبح معضلة توأد العملية السياسية برمتها وإشكالية زيادة رواتب الموظفين والتردد في منحها بحجة ممانعة صندوق النقد الدولي لإقرارها بسبب الديون المترتبة على العراق، والتعامل السلبي مع القضايا الكوردية كمسألة الموازنة ونسبة إقليم كوردستان منها وقضايا أخرى، كل هذه الإشكالات وضعت المواطن في بوتقة الحيرة والترقب، ناهيك عن حرمانه من ابسط مستلزمات حياته اليومية كالكهرباء وشحة الوقود وتفشي البطالة وووو الخ ! إن المواطن بحاجة إلى المزيد من الاهتمام والعناية من قبل الحكومة فمثلا الانشطار السكاني الهائل والمستمر سببت غلاء في الأسعار ودعت الحاجة إلى بناء وحدات سكنية توزع على موظفي الدولة بأسعار زهيدة لاستيعاب هذا الكم من البشر والأسر الجديدة التي لاتستطيع شراء البيوت أو استئجارها، وهذا الأمر سيساهم مساهمة جدية في تحسين دخل الأسرة وتبعد الكثيرين عن الأمور التي تساهم في زعزعة الأمن، وتؤدي إلى تقوية أواصر الثقة بين المواطن والحكومة، إضافة إلى أن بناء المجمعات السكنية ستقضي على جزء كبير من البطالة في المجتمع العراقي، كما أن محاربة الفساد الإداري أمر مهم ينبغي متابعتها بجدية دون تمييز بين شخص أو آخر ومحاسبة الفاسدين بقوة القانون الذي ينظم الحياة الاجتماعية للبلدان المتقدمة دون ظلم، أن المواطن بعقليته الجديدة ينتظر من مرشحيه الكثير، أهمها إرساء ثقافة الثقة وتطبيق الوعود الكثيرة التي ينتظر المواطن ترجمتها على ارض الواقع ومن أهمها القضاء على الإرهاب وطي هذه الصفحة إلى الأبد، سيما وان العراق بلد غني يمتلك اقتصادا قويا، فلا بديل عن الالتزام بالوعود وجعل المستحيل ممكنا وتحقيق أمنيات المواطن البسيط الذي يتطلع إلى مستقبل أفضل.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |