|
لا نقول وداعا في هذه الحرب التي لم تنتهي بعد وانما "الى اللقاء"
ميادة العسكري وفي خضم تصريحات امريكية عن نهاية اللعبة في العراق وسحب 8000 جندي لتوزيع 4500 منهم في افغانستان حيث سيعاد فتح محل الاتاري هناك من جديد .. نجد ان فصل من فصول هذه الحرب التي هي في شهرها ال 66 اليوم، ستودع قائد فذ احب العراق كثيرا، ذاك هو الجنرال ديفيد بترايوس .. جنرال باربعة نجوم، جاء الى العراق مع اليوم الاول من التحرير في 9 نيسان 2003.. وسيغادره الثلاثاء القادم ليتسلم مسؤولية جديدة هو اهل لها بكل تاكيد.. العراق سيكون على قائمة مسؤوليات "ابو سليمان" كما نسميه فيما بيننا في اروقة الاعلام.. ماذا حدث في العراق منذ ان تولى ابو سليمان المسؤولية الاولى فيه؟ لنقارن من نموذج صغير هو عدد مخازن الاسلحة التي وجدت قبل واثناء وجود بترايوس كقائد عام للقوات المتعددة الجنسيات في العراق: في عام 2006 ، تم العثور على 2690 مخزنا للاسلحة، وفي عام 2007، عام بترايوس في العراق، طفر الرقم الى 6956 مخزنا ، ومنه الى رقم كبير هذا العام، عام وداع ابو سليمان وصولا الى شهر ايلول حيث تم الامسالك ب 6996 مخزنا.. وهذا ان دل على شيء فانما يدل على التعاون وعلاقة الدهن والدبس اللتي تطورت ما بين مجموعات ابناء العراق (التي يرفض ابو سليمان ان يسميها بالصحوات، فهم في نظره ونظر العراق كله من الوريد الى الوريد، ابناء العراق) ..وبين القوات العراقية. • في عام 2007 وضعت الخطط لتخفيض مستوى العنف في العراق.الا ان خطة بترايوس كانت تتعلق بامور غير عسكرية، ككسب الناس وقلوبهم. في ذهنه، كان الصلح والوئام اهم من القتل والدمار، لان هدفه كان ولا يزال عراق آمن ومستقر • القوات الامريكية التي اسميت بقوات "السيرج" او الصولة، كان لها دور في الهدوء النسبي الذي يشهده العراق اليوم، الا ان ما عمل على تهدئة الوضع بالدرجة الاولى يعود الى الطريقة التي كان يتعامل وفقها بترايوس عندما تقرر اي مجموعة كانت تساند اي شكل من اشكال الارهاب ان تنقلب على الاهاب..ربما لان الجنرال ابو سليمان ليس عسكري بحت، فقد درس العلاقات الدولية في جامعة برينستون، فتولد لديه بعد ثقافي وادراك للحاجات الانسانية الدقيقة للبشر. • عرف ابو سليمان متى يساوم وكيف يساوم. صحيح ان قوات الصحوة في العراق هي التي بسطت يد الصلح، الا انه هو الذي مد لها يده في المقابل، وكان يمكنه ان يتصرف بشكل اخر تماما، الا انه وبسبب ادراكه الكبير، فضّل ان يجنح الى السلم ما دام الطرف الاخر قد جنح لها. • وكنتيجة لمجمل خطة الاحتواء التي مارسها بترايوس صار العراقيون في مناطق التوتر يريدون خروج الميليشيات المتطرفة من أحيائهم. • بعض الناس يقول ما شاء الله لا قوة الا بالله، والبعض الاخر يقول "الشر بره وبعيد" الا ان بترايوس يقول "دق على الخشب" عندما ياتي الكلام الى منعطف الحالة الامنية الاكثر استقرارا في العراق اليوم، وهو يدرك بان المكاسب الامنية هذه هشة وبحاجة الى الكثير من "الشغل" لتدعيمها وتقويتها.. • كثيرون هم من سمع الجنرال يقول النصر العسكري لا يكفي، اذ لا بد من نصر سياسي يدعمه ويتوجه، وهذه حقيقة يعرفها الكثير من الناس. الحل يكمن بجلوس كل الفرقاء، الكل "بربطة المعلم" تحت شعار يردده الاستاذ علاء الطائي مسؤول العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية كثيرا واقتبسه منه هنا وهو "سلامة العراق" ، فما ان يتفق الجميع على هذا الخط العريض، تتداعى وتسقط الحواجز والمصالح الانية الصغيرة وتتلاشى.. • 48 شهرا قضاها ابو سليمان في العراق، وكانه في لعبه الرولر كوستر نزولا وصعودا، آخر من ينام واول من يستيقظ لمتابعة امر العراق الذي تولى مسؤولية قيادة القوات متعددة الجنسيات فيه.. قال لي احد الاخوة، العراق مبتلش بالكوليرا، كوني واقعية وله اقول: لو اننا انتظرنا وصبرنا قليلا قبل التحول الى المقاومة، لصارت العراق دولة لا مثيل لها بين الدول، الا اننا لم ننتظر، وتحولنا الى ابطال يقتل القوي فينا الضعيف ويستبيح ممتلكاته تحول جيش من اللذين كانوا مظلومين بالامس الى جيش من "العلاسة" وال" صكاكة" ..جيش يحمل اسم من اعز الاسماء ويمارس اقبح الافعال .. وتحول من اؤتمنت بيده هذه المسؤولية او تلك الى قاطع طريق وفي غمضة عين، تحول فدائي صدام الى تنظيمات اسلامية والى القاعدة ليؤسسوا دولتهم التي يسمونها من دون اي وجهة حق بالاسلامية .. قضي على جيل كامل من الاطفال، كان من المفترض ان يكونوا البنية التحتية واساس للموارد البشرية العراقية المستقبلية، فباتوا جهلة اميين، همهم التقتيل وزراعة المتفجرات لان اميرهم غير العراقي يامرهم بقتل الكفرة الملحدين من العراقيين ليتنا اعطينا هذا الاميركي "فنتك" ليبني لنا جسرا او يزرع لنا نخلة او يعيد للعراق كهرباء وماء ومدرسة .. الا اننا لم نصبر ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |