|
العراق وبرلمانه.."النازي" سهيل أحمد بهجت شكل موقف الكتل البرلمانية الطائفية والقومية في الإجماع على نزع الحصانة عن السيد مثال الآلوسي ضربة قاصمة للعراق الديمقراطي اللبرالي الجديد، لقد كان ذلك إيذانا بعودة العراق إلى عهد محاكم التفتيش والإعدامات ومحاسبة المواطن على رأيه، كان هذا الإجماع بمثابة إعلان للشعب العراقي بأن من المحرم عليه التفكير وانتقاد السلطة وإيذانا بولادة دولة سجون واضطهاد جديدة لا تختلف عن سابقتها البعثية. ليس عجيبا أن يتفق اللصوص والقتلة والحرامية على طرد الشريف من البرلمان، فقد اختلفت هذه الكتل في كل شيء يتعلق بالعراقيين وبحياتهم ومعاشاتهم وغذائهم وحريتهم، لكنهم أجمعوا على أمرين وبشكل فضح اللصوص، فقد أقروا رواتبهم الخيالية وتقاعدهم الذي أنهك الخزينة العراقية والمرة الثانية كان إجماعهم على الالتزام بفكر الرفيق المقبور صدام حسين جلاد الشعب العراقي، وحقيقة فقد بت أستحي وأخجل من إعلان انتمائي العراقي بل وكأن كلمة "عراقي" أصبحت مرادفا للكراهية والعنصرية والسرقة وكل ما هومشين ومخجل، ولا أعرف كيف يكون الشعب العراقي راقيا بينما هوينتخب القتلة واللصوص والعمائم الملونة بألوان الكراهية؟ وإذا كان البعض سيعترض على تسميتي لمجلس النواب العراقي بأنه "البرلمان النازيReichtag " فإني أؤكد لهم أن اختياري لهذه التسمية لم يأتي اعتباطا ومن فراغ، فكثيرا ما تخطيء الشعوب في خياراتها الانتخابية وكمثال على كلامنا فقد وصل الحزب الإشتراكي القومي الألماني "النازي" إلى السلطة عبر انتخابات "ديمقراطية"!! وكانت النتيجة مقتل عشرين مليون ألماني من ضمنهم ستة ملايين يهودي، ونتساءل عن ماهية الفكر الذي يحمله شخص "برلماني" يتهم السيد مثال الآلوسي بأن أصوله يهودية – وشخصيا أنا لا أعتبر هذه تهمة لأن ثلاث أرباع الأنبياء هم يهود – ولكننا ننظر إلى الموضوع من زاوية إنسانية وعقلية، فكون الإنسان ينتمي إلى أي دين وأن أصوله تأتي من هنا وهناك، هذا المنطق لا يمكن أن يدل على شيء ثقافي يبشر بالخير بقدر ما يؤشر على نزعة عنصرية إجرامية لا تختلف قط عن منهج البعث الذي سيبدأ في المستقبل القريب في تصنيف العراقيين عرقيا ودينيا وبالتالي يحل قتلهم وتصفيتهم، إذا كان هذا البرلمان النازي يريد فعلا أن يكون فلسطينيا أكثر من الرئيس محمود عباس وعرفات نفسه، بينما إسرائيل إنما تعادي أؤلئك الفلسطينيين الإرهابيين من أمثال حماس والجهاد ونتذكر جيدا ما قاله المقبور الرنتيسي من أنه سيرسل 1000 إنتحاري ليفجروا أنفسهم بالعراقيين ونتذكر أيضا كيف رفع الفلسطينيون صور أسامة بن لادن وصدام حسين وأقاموا سرادق العزاء للمجرمين عدي وقصي وللمجرم أبومصعب الزرقاوي الذي ذبح العراقيين ذبحا والشيعة خصوصا وكانت تلك العزاءات مباركة معلنة لقتل الشعب العراقي وسؤالي للبرلمان النازي الذي يحكمنا الآن هو: هل رأيتم إسرائيليا واحدا يفجر نفسه ويقتل العراقيين وكم عدد الإرهابيين من الدول العربية والإسلامية.."؟، فذلك لا يدل إلا على أنهم تجار وهم يعلمون جيدا أن لا دولة ديمقراطية في العراق بدون الاعتراف بإسرائيل. والنكتة التي سمعناها من البرلمان هورفض النواب لزيارة الآلوسي إلى إسرائيل بحجة (الحفاظ على مشاعر العراقيين) مع أن هذا البرلمان لم يتميز إلا بتعطيل شؤون المواطنين وزيادة معاناتهم وإهمال معالجة الكم الهائل من الألم الذي يعانيه العراقيون، لوكان هؤلاء عراقيين فعلا لما انتهجوا نهج البعث – فهم يكرهون العراق ويحبون الأمة العربية ويحبون آل سعود الذين ملأوا العراق بالإرهابيين ويكرهون إسرائيل – ولتركوا هذا النهج العنصري الذي يصنف الناس لا على أساس الإلتزام القانوني وإنما الأصل العرقي والمذهبي، وهذا بالتأكيد أمر لا يبشر إلا بشر قد يطيح بكل هذا التغيير الذي جاء بفضل الولايات المتحدة والغرب وكل النظام الديمقراطي. بعد أن كشف البرلمان النازي عن انتماءه الحقيقي إلى العنصرية والكراهية والبحث عن أعداء (قد نحاربهم مستقبلا)!! لإلهاء العراقيين عن سرقاتهم وجرائمهم، فإننا لم نعد نطمئن على حرية التعبير ومزاعم الحرية والديمقراطية، وأرجومن الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة وكل العالم الحر أن لا يتعجلوا في إخراج العراق من البند السابع إلى أن يتحقق تغيير على أرض الواقع يكون التيار البعثي العنصري الطائفي فيه خارج المعادلة بل وفرض عقوبات على الحكومة العراقية الحالية بسبب تهديدها السلام العالمي ولقيامها باضطهاد مواطنيها على أساس الرأي ومحاكمتهم، وإذا كان مثال زار دولة عدوة حسب زعمهم فالأولى زج كل المسؤولين الذين زاروا آل سعود وإيران في السجن ولتسليمهم إرهابيين سرا إلى تلك الحكومات الإرهابية والتي أجرمت بحق العراقيين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |