|
علي بن أبي طالب .. شمس لاتغيب
الشيخ د. خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق/ فرع الجنوب قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) الحديث عن سيدنا علي بن أبي طالب(رضوان الله عنه والسلام) إنما يعني الحديث عن الإسلام كله والمبادئ كلها والقيم برمتها، فعلي بن أبي طالب( رضوان الله عنه والسلام) رجل ليس كباقي الرجال وقائد ليس كباقي القادة وإمام ليس كباقي الأئمة فهو ابن عم رسول الله وحبيبه وربيب حجره وأول من اسلم من الشباب وشهد المواقف كلها إلا تبوك فقد خلفه رسول الله مكانه وهو زوج فاطمة سيدة نساء العالمين. ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى أن نستخرج سيرة علي بن ابي طالب تعالوا لنقرأ في بعض مواقفه ومن خلال هذه المواقف نتعرف على قوة شخصيته وقوة إيمانه وقوة إلتصاقه بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، روى الإمام الحسن بن علي عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) انه كان جالسا في بيته فقال لي ادعوا لي سيد العرب ( يعني علي بن أبي طالب ) قالت عائشة ( رضي الله عنها ) الست سيد العرب فقال أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب،فلما جاء ....... أي علي ....... قال أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم : يامعشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا فقال رسول الله : هذا علي فأحبوه بحبي !وأكرموه بكرامتي فان جبريل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل فأي كرامة هذه وأي منزلة هذه ولما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الهجرة خلّف عليا بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده من أهل قريش وأمره أن ينام على فراشه وقال له اتشح ببردي الحضرمي الأخضر فانه لا يخلص إليك منهم مكروه أو قال لن يصلوا إليك ففعل ذلك ونام بفراش رسول الله (صلى الله علية واله وسلم) وهو يعلم انه يواجه موتا محتما المهم أن عليا نام في فراش رسول الله وأوحى الله إلى جبريل وميكائيل (عليهما السلام) أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر أيكما يؤثر صاحبه بالحياة ( يفدي نفسه لأجل صاحبه) فختارا كلاهما الحياة فأوحى الله عز وجل إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب !!!!!!!!!! آخيت بينه وبين نبيّ محمدٍ فبات على فراشه ويفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فحفظاه من عدوه فنزلا، فكان جبريل عند رأس علي وميكائيل عند رجليه وجبريل ينادي بخ بخ !! من مثلك يابن أبي طالب يباهي الله به الملائكة ؟؟ فانزل الله عز وجل على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي قوله تعالى ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) وآيات كثيرة نزلت في حقه قوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ) قال العلماء نزلت في حق علي ابن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم فانفق بالليل واحدا وبالنهار واحدا وبالسر واحدا وبالعلانية واحدا وحين نزل قول الحق تعالى ( فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكفرين ) حين نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين وقال اللهم هؤلاء أهلي أما مواقفه والتي يتبين فيها شجاعته فيوم احد سقطت الراية من مصعب ابن عمير فأخذها سيدنا علي ورفعها وعمل بها وقال رسول الله مستبشرا فرحا لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو القفار وفي خيبر قال لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه قالها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) بعد أن تعطل فتح الحصون على المسلمين وفي اليوم التالي قال أين علي بن أبي طالب فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال لتغدوا على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وهكذا فمواقفه عديدة وحين اخذ الخلافة وكان أميرا للمؤمنين ابتليت الأمة في زمانه بالخارجين عن الدين والمنهج القويم وهو ثمار المرحلة السابقة فتآمروا عليه وجندوا ابن ملجم على قتله وهم يتوقعون خطأ أنهم يتقربون إلى الله تعالى! فترقبوه في صلاة الفجر فضربه ذلك اللعين على رأسه وحين ادخلوا عليه القاتل فماذا عساكم أن تتوقعوا من قول علي وهو يسبح في دمه قال: أطيبوا طعامه! والِنوا فراشه! فان اعش فانا ولي دمي، عفوا أو قصاصا، وان مت فألحقوه بي ( أي اقتلوه) أخاصمه عند رب العالمين فهو مع خصومه ومع قاتليه يطبق قانون الله سبحانه وتعالى فهذه أم كلثوم تدخل عليه من وراء حجاب بعد أن أصيب وقد عصب رأسه فبكت فقال لها اسكتي فلو ترين ما أرى لما بكيت ،فقلت يا أمير المؤمنين ماذا ترى ؟ قال هذه الملائكة وفود والنبيون وفود وهذا محمد صلى الله عليه واله وسلم قال ياعلي ابشر فما تصير إليه خير مما أنت فيه وذهب شهيدا إلى ربه يعد تاريخا حافلا من النضال والفداء والجوع والفاقة وكأني به وهو يقول إلى كُميل ابن زياد ياكُميل: القلوب أوعية فخيرها أوعاها وأحفظ ما أقوله لك : الناس ثلاثة فعالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاء أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق وفي الثالثة (وهمج رعاء) كان يشير للمتطرفين المتشدقين المتشددين الذين يظهرون في كل زمان وهم يقتلون المؤمنين ظانين خطأ أنهم بهذا القتل يتقربون إلى الله عز وجل وما أحداث العراق عنا ببعيد حينما أراد التكفيريون والإرهابيون أن يفتكوا بالعراقيين قتلا وتشريدا عبر سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وعبوات قاتلة ورصاصات صامتة ظنا منهم أن العراقيين سيهزمون ولكنهم ارتدموا في إرادة الشعب العراقي وتماسكه فاندحر الإرهاب وولى وخابت آمالهم إلى الجحيم كما ولى ابن ملجم قاتل علي إلى جهنم وبئس المصير وبقيت شمس علي بازغة وستبقى شمس العراق بصمود أهله بازغة إلى يوم الدين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |