كركوك .. المدينة المكتوية بنارها الأزلية

 

منظمة بوينت لأستطلاعات

الرأي والدراسات الأستراتيجية

pointorg@yahoo.com

المقدمة 

كركوك.. هي قلب كوردستان النابض حسب وصف القائد الكوردي الأشهر مصطفى البارزاني لها، وهي مدينة عراقية حتى النخاع حسب العرب، وهي مدينة لاغبار على تركمانيتها حسب التركمان، وهي مدينة بنيت على أطلال مدينة آشورية حسب الآشوريين والمسيحيين عموما، وهكذا تجد كركوك نفسها ضائعة بين كل هذه التجاذبات التي يبدو بأنها لن تنتهي قريبا.

في عام 1927 حدث تدفق تلقائي عظيم للنفط في منطقة بابا كركر بالقرب من مدينة كركوك مما حدى بشركة النفط العراقية لاستخراج النفط بصورة منظمة في سنة 1934، وتقدر كمية المخزون الاحتياطي لحقول النفط في كركوك بأكثر من 10 مليار برميل بقدرة إنتاجية قدرها 750 ألف برميل إلى مليون برميل يوميا.

 يسكن كركوك مزيج متجانس من قوميات مختلفة من الكورد والعرب والتركمان والآشوريين والكلدان والأرمن، وقد عرفت كركوك منذ القدم بتجانس قومياتها المختلفة لكن هذاالتجانس طرأت عليه تغيرات منذ ثمانينيات القرن المنصرم؛ حيث قامت حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بإجبار الكورد والتركمان على الرحيل من ديارهم وقراهم في مدينة كركوك كجزء من سياسة منظمة عرفت بسياسة التعريب.

 لسنوات طويلة كانت كركوك بمثابة البوتقة التي انصهرت فيها مختلف القوميات؛ لكن الأمر أصبح شائكا بعد الإطاحة بحكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين حيث تسعى القوميات المختلفة في كركوك لإثبات حقوقها التاريخية، وهكذا يحاول الكورد من جهتهم إلحاق كركوك بإقليم كوردستان العراق بينما يحاول التركمان والعرب إبقاء كركوك ضمن الحكومة المركزية في بغداد، وهذه الخلافات تم التعبير عنها بالعنف المسلح في بعض الأحيان وبالخلاف السياسي في أحيان أخرى. 

في 11/3/1970 تم التوقيع على اتفاقية الحكم الذاتي بين الحكومة العراقية والبارزاني مصطفى، وفيها اعترفت الحكومة العراقية بالحقوق القومية للكورد مع تقديم ضمانات لهم بالمشاركة في الحكومة العراقية واستخدام اللغة الكوردية في المؤسسات التعليمية ولكن لم يتم التوصل إلى حل حاسم بشان قضية كركوك التي بقيت عالقة.

 تحت إشراف بول بريمر جرت أول انتخابات بلدية في مدينة كركوك في 24/5/2003 لاختيار مجلس بلدية المحافظة حيث اختارت القوات الأمريكية 300 مندوب عن الكورد والعرب والتركمان والآشوريين كمجمع انتخابي قام بانتخاب مجلس المدينة المكون من 30 عضوا، وجاءت هذه الخطوة في ظل مساع ترمي إلى تخفيف حدة التوتر العرقي السائد في المدينة، وقد قررت القوات الأمريكية منح الطوائف الأربع نفس عدد المقاعد داخل المجلس الجديد!! وتألف المجلس من ثلاثين عضوا، انتخب أربعة و عشرون منهم بمعدل ستة مقاعد لكل طائفة، وعين الأمريكيون ستة أعضاء مستقلين، أما الآن فقد توسع مجلس محافظة كركوك في جولته الثانية ليضم 41 عضوا.

 كركوك.. المدينة التي يشبهها الكثيرون بعراق مصغر، هي حقاً كذلك، فبالإضافة إلى التكوينات العرقية التي ذكرناها، يمكن أن تجد أفرادا من الصابئة المندائيين وأتباع الديانة الإيزيدية أيضا، وينقسم العرب والتركمان عرضياً ما بين سنة وشيعة، وينقسم السنة ما بين تيارات ومذاهب أيضاً والشيعة كذلك، ولا أحد يعرف إلى أين يصل هذا التجزء الفسيفسائي!!.

 في هذا الأستطلاع الذي أجريناه بحيادية تامة وبعلمية دقيقة؛ والذي شمل (1000) شخص من كافة الأعمار والطبقات والأديان والمذاهب والطوائف والقوميات (الكوردية، التركمانية، الكلدوآشورية، العربية وغيرها) ومن كلا الجنسين في (5) محافظات هي (أربيل، السليمانية، كركوك، دهوك، الموصل) حاولنا أن نقرأ رأي الشارع الكوردستاني أزاء أشكالية كركوك التي يبدو بأنها تؤرق العملية السياسية في العراق منذ عقود طويلة، في محاولة جادة منا لفهم طبيعة هذا الرأي والأسباب التي تقف وراءه، مساهمة منا في بلورة فهم واضح لهذه الأشكالية التاريخية.

 النتائج

 01- هل كركوك هي مدينة مقدسة؟

نعم: 49.7%

لا: 46.2%

لا أعرف: 04.1%

 

02- هل كركوك هي أهم من أية مدينة عراقية أخرى؟

نعم: 41.8%

لا: 43.7%

لا أعرف: 14.5%

 

03- هل كركوك هي مدينة يغلب عليها الطابع الكوردي؟

نعم: 50.9%

لا: 47.4%

لا أعرف: 01.7%

 

04- هل كركوك هي مدينة يغلب عليها الطابع العربي؟

نعم: 33.7%

لا: 58.2%

لا أعرف: 08.1%

 

05- هل كركوك هي مدينة يغلب عليها الطابع التركماني؟

نعم: 42.4%

لا: 47.5%

لا أعرف: 10.1%

 

06- هل تعمل الأحزاب الكوردية بأخلاص من أجل كركوك؟

نعم: 35.8%

لا: 33.3%

لا أعرف: 30.9%

 

07- هل القيادات الكوردية متطرفة في طريقة مطالبتها بمدينة كركوك؟

نعم: 44.9%

لا: 42.2%

لا أعرف: 12.9%

 

08- هل تستغل الأحزاب الكوردية قضية كركوك من أجل مصالحها الضيقة؟

نعم: 50.2%

لا: 31.1%

لا أعرف: 18.7%

 

09- هل كانت الأحزاب الكوردية ستصر على المطالبة بكركوك لو أنها لم تكن مدينة نفطية؟

نعم: 37.9%

لا: 49.2%

لا أعرف: 12.9%

 

10- هل ستقاتل قوات البيشمركة أذا ما قررت كوردستان أخذ كركوك بالقوة؟

نعم: 48.8%

لا: 39.1%

لا أعرف: 12.1%

 

11- هل سيتحسن وضع كركوك من الناحية الأقتصادية أذا ما ألحقت بأقليم كوردستان؟

نعم: 53.3%

لا: 21.4%

لا أعرف: 25.3%

 

12- هل سيتحسن وضع كركوك من الناحية الأمنية أذا ما ألحقت بأقليم كوردستان؟

نعم: 57.1%

لا: 32.2%

لا أعرف: 10.7%

 

13- هل تضرر الكورد كثيرا على مدى تاريخهم بسبب أصرارهم على ضم كركوك الى أقليم كوردستان؟

نعم: 58.9%

لا: 31.7%

لا أعرف: 09.4%

 

14- هل تستحق كركوك كل تلك التضحيات التي قدمها الكورد بسببها؟

نعم: 36.5%

لا: 38.3%

لا أعرف: 25.2%

 

15- هل سيقرر معظم مواطنوا كركوك الألتحاق باقليم كوردستان في حال جرى أستفتائهم؟

نعم: 44.6%

لا: 43.1%

لا أعرف: 12.3%

 

16- هل سيقرر معظم مواطنوا كركوك الألتحاق ببغداد في حال جرى أستفتائهم؟

نعم: 40.1%

لا: 41.7%

لا أعرف: 18.2%

 

17- هل سيقرر معظم مواطنوا كركوك اقامة أقليم خاص بهم في حال جرى أستفتائهم؟

نعم: 57.7%

لا: 32.4%

لا أعرف: 09.9%

 

18- هل من الأفضل أن تكون كركوك أقليما قائما بذاته يتبع المركز في بغداد؟

نعم: 52.6%

لا: 10.7%

لا أعرف: 36.7%

 

19- هل ستتنازل بغداد يوما عن كركوك لصالح الكورد؟

نعم: 35.5%

لا: 32.6%

لا أعرف: 31.9%

 

20- هل ستقبل الدول الأقليمية بضم كركوك الى أقليم كوردستان؟

نعم: 15.3%

لا: 64.9%

لا أعرف: 19.8%

 

21- هل ستقبل الولايات المتحدة بضم كركوك الى أقليم كوردستان؟

نعم: 20.5%

لا: 20.7%

لا أعرف: 58.8%

 

22- هل توافق على تقسيم كركوك بين القوميات العراقية؟

نعم: 49.7%

لا: 31.2%

لا أعرف: 19.1%

 

23- هل ستظل مشكلة كركوك عالقة لسنوات أخرى طويلة؟

نعم: 52.1%

لا: 37.2%

لا أعرف: 10.7%

 

24- هل من الأنسانية ترحيل الوافدين الى كركوك عنها بعد كل هذه السنين الطويلة من مكوثهم فيها؟

نعم: 31.3%

لا: 58.4%

لا أعرف: 10.3%

 

25- هل من الأفضل تدويل قضية كركوك ووضعها أمام محكمة العدل الدولية للبت فيها؟

نعم: 67.9%

لا: 30.2%

لا أعرف: 01.9%

 الخلاصة

 رغم تلك الماكنة الأعلامية الضخمة التي تعمل منذ سنوات عديدة وتحاول بكل جهدها أضفاء هالة من القدسية على مدينة كركوك ألا أن هذا الاستطلاع أظهر بأن هناك أختلافا شديدا وخلافا كبيرا على مسالة قدسية هذه المدينة، ومن هنا فقد أكد (49.7%) من المشاركين في هذا الأستطلاع بأنها مدينة مقدسة؛ فيما عارض (46.2%) منهم وجود هذه الصفة على مدينة كركوك، وظل هذا الأختلاف قائما بين الفريقين عندما تعلق السؤال بمدى أهمية هذه المدينة، فقد أتفق (41.8%) من المشاركين في هذا الاستطلاع بأن مدينة كركوك هي أهم من أية مدينة عراقية أخرى، فيما رفض (43.7%) منهم هذا التفضيل، وربما تكون هذه أشارة واضحة الى وجود تيار قوي ومنافس يبني افكاره على اساس أن مدن العراق جميعا هي بنفس الأهمية رغم وجود الثروة النفطية في بعضها مثل كركوك وعدم وجود تلك الثروة في أخرى مثل معظم مدن العراق.

 لقد أظهر هذا الاستطلاع بأن التنافس والصراع الدائر بين القوميات الثلاث الرئيسية في العراق حول كركوك وعائديتها مازال مستمرا بل ومستعرا!! ومن هنا فقد أكد (50.9%) من المستطلعة آرآئهم بأن كركوك هي مدينة يغلب عليها الطابع الكوردي، في حين رفض (47.4%) منهم هذا الراي، فيما أكد (33.7%) منهم بأنها مدينة يغلب عليها الطابع العربي، بينما أكد (42.4%) منهم بأنها مدينة يغلب عليها الطابع التركماني، وهذه أشارة واضحة الى وجود هذا الصراع المستميت بين هذه القوميات الثلاث، والذي يبدو بأنه سيستمر طويلا!!.

 لقد أظهر هذا الاستطلاع وجود أختلاف شديد بين أوساط الشارع الكوردستاني أزاء مدى أخلاص الأحزاب الكوردية لقضية كركوك، فقد جاءت نسب المؤيدين لوجود هكذا أخلاص والمشككين بوجوده والمحتارين بشأنه متقاربة، في اشارة واضحة الى عدم ثقة معظم الشارع الكوردستاني، أذا ما أضفنا نسبة المحتارين الى نسبة المشككين والتي تصل الى (64.2%) بنوايا الأحزاب الكوردية أزاء كركوك، وأستمر هذا الأختلاف بل وبشكل أشد عندما تعلق السؤال بمدى (تطرف) القيادات الكوردية في طريقة مطالبتها بمدينة كركوك، فقد أكد (44.9%) من المشاركين في هذا الأستطلاع بأن هذه القيادات متطرفة، فيما أكد (42.2%) منهم بأنها ليست كذلك.

 ورغم ذلك عادت الأحزاب الكوردية لتكون محل شك عند معظم المشاركين في هذا الأستطلاع، حيث أكد (50.2%) منهم بأن هذه الأحزاب تستغل قضية كركوك من أجل مصالحها الضيقة، وأزداد الأمر سوءا عندما تعلق السؤال بنفط كركوك، حيث أكد (49.2%) من المشاركين في هذا الأستطلاع بأن الأحزاب الكوردية لم تكن لتصر على المطالبة بكركوك لو أنها لم تكن مدينة نفطية، في أشارة واضحة الى وجود أعتقاد راسخ عند معظم الشارع الكوردستاني بأن الدافع الحقيقي وراء المطالبة بكركوك من قبل الكورد وربما العرب والتركمان أيضا هو دافع أقتصادي بحت!! ورغم ذلك أعتقد (48.8%) من المستطلعة آرأئهم بأن قوات البيشمركة الكوردية ستقاتل أذا ماقررت القيادات الكوردية أخذ كركوك بالقوة؛ ولكن علينا أن لاننسى أيضا بأن نسبة كبيرة من هؤلاء و صلت الى (39.1%) أعتقدوا عكس ذلك.

 لقد أظهر هذا الأستطلاع بأن نسبة كبيرة من الشارع الكوردستاني وصلت الى (53.3%) تعتقد بأن وضع كركوك من الناحية الأقتصادية سيتحسن أذا ما ألحقت بأقليم كوردستان، وربما سبب هذا التحسن حسب المستطلعة أرأئهم هو أن (57.1%) منهم يعتقدون بأن وضع كركوك من الناحية الأمنية سيتحسن أذا ما ألحقت بالأقليم الأمر الذي سينعكس ايجابا على الحركة التجارية والأقتصادية بشكل عام.

 كان أمرا متوقعا بعض الشئ أن يعتقد (58.9%) من المشاركين في هذا الأستطلاع بأن الكورد قد تضرروا كثيرا على مدى تاريخهم بسبب اصرارهم على ضم كركوك الى أقليم كوردستان، فمعظم المراقبين للشأن العراقي على أمتداد تاريخه المعاصر يتفقون على هذه الحقيقة، ولكن المفآجأة كانت عندما أعتقد (38.3%) منهم بأن كركوك لم تكن تستحق حقا كل تلك التضحيات التي قدمها الكورد بسببها!! في اشارة واضحة الى وجود نسبة غير قليلة من المستائين من تكرار سيناريو فشل الكورد في تحقيق أهدافهم القومية في كل مرة بسبب هذه المدينة وأصرار كل طرف من أطراف الصراع على ضمها اليه دون غيره!!.

 لقد أظهر هذا الأستطلاع وجود خلاف كبير في أوساط الشارع الكوردستاني أزاء القرار الذي سيتخذه مواطنوا كركوك بخصوص ألتحقاقهم باقليم كوردستان، حيث أعتقد (44.6%) من المشاركين في هذا الاستطلاع بأن هؤلاء سيقررون أنضمام مدينتهم الى أقليم كوردستان فيما أعتقد (43.1%) منهم بأنهم لن يقرروا ذلك، وظل هذا الخلاف على نفس الوتيرة عندما تعلق السؤال بقرار مواطني كركوك الألتحاق ببغداد في حال جرى أستفتائهم، حيث أكد (40.1%) من المستطلعة آرآئهم بأن أهالي كركوك سيقررون ألتحاق محافظتهم بالمركز في بغداد، فيما أعتقد (41.7%) منهم عكس ذلك، لكن المفآجأة الكبيرة التي أظهرها هذا الاستطلاع كانت أعتقاد (57.7%) من المشاركين فيه بأن أهالي كركوك سيفضلون اقامة اقليم خاص بمحافظتهم في حال جرى استفتائهم، في اشارة واضحة الى تخوف أهالي كركوك من الألتحاق بأي أقليم لعدم وجود ضمانات حقيقية تحفظ لهم حقهم في التمتع بالثروات النفطية الهائلة التي تقبع تحت سطح أرآضيهم، وربما كان هذا هو سبب أعتقاد (52.6%) من المشاركين في هذا الاستطلاع بأنه من الافضل أن تكون كركوك أقليما قائما بذاته يتبع المركز في بغداد شأنه في ذلك شأن أي اقليم عراقي آخر.

 رغم دخول العراق في (مرحلة ديمقراطية) منذ سنوات، ألا أن هذا الاستطلاع أظهر بأن الشارع الكوردستاني مازال غير واثق من القائمين على الشأن السياسي العراقي في بغداد! ومن هنا فقد أنقسم هذا الشارع الى ثلاث فرق متساوية تقريبا؛ فنسب المعتقدين بأن بغداد ستتنازل عن كركوك لصالح الكورد والذين رفضوا تأييد هذا الأحتمال وأؤلئك الذين وقفوا والحيرة تغلبهم جاءت جميعها متقاربة بشكل غريب، لكن الأمر أختلف بشكل كبير عندما تعلق السؤال بموقف الدول الأقليمية من ضم كركوك الى أقليم كوردستان، حيث أكد (64.9%) من المشاركين في هذا الأستطلاع بأن هذه الدول لن توافق ولن تقبل بضم كركوك الى كوردستان، في أشارة واضحة الى معرفة الشارع الكوردستاني بموقف هذه الدول من مسالة كركوك ومصيرها، لكن ذلك الأجماع لم يبقى على حاله  عندما تعلق السؤال بموقف الولايات المتحدة الأمريكية من مسألة ضم كركوك الى أقليم كوردستان العراق، حيث أظهر هذا الأستطلاع بأن الشارع الكوردستاني غير مطلع على الموقف الأمريكي!! ومن هنا فقد أكد (58.8%) بأنهم لايعرفون أذا ما كانت واشنطن ستقبل بهكذا أنضمام أو سترفضه!! في اشارة واضحة الى عدم وجود موقف أمريكي رسمي وواضح أزاء مسألة كركوك!!.

 لقد أظهر هذا الأستطلاع بأن الشارع الكوردستاني قد تعب حقا من مسألة كركوك ويريد أن تنتهي هذه المعضلة بأية طريقة، ومن هنا فقد وافق معظم المشاركون في هذا الأستطلاع وبنسبة (49.7%) على تقسيم كركوك بين القوميات العراقية وأنهاء هذه المشكلة المستعصية بطريقة نهائية، فبدون ذلك وحسب (52.1%) من المستطلعة آرآئهم ستظل هذه المشكلة عالقة لسنوات أخرى طويلة، وهو الامر الذي بات يقلق الكثيرين.

 لقد أظهر هذا الاستطلاع نزوح الشارع الكوردستاني نحو النزعة الأنسانية وحرصه على عدم أنتهاج سياسة خاطئة كانت حتى وقت قريب تمارس ضد السكان الأصليين لكركوك من الكورد والتركمان، ومن هنا فقد أكد (58.4%) من المشاركين في هذا الاستطلاع بأنه ليس من الأنسانية أن يتم ترحيل الوافدين الى كركوك عنها بعد كل هذه السنوات الطويلة من مكوثهم فيها، ولكن يبدو بأن هذا الشارع لايثق كثيرا بأجراءات الساسة من جميع القوميات العراقية وربما كان هذا الشارع يعتقد بأن هؤلاء الساسة سيلجئون الى جميع الطرق مهما كانت منافية لحقوق الأنسان لتنفيذ سياساتهم بخصوص السيطرة على كركوك؛ ومن هنا فقد أكد (67.9%) من المشاركين في هذا الاستطلاع بأنهم يفضلون تدويل قضية كركوك ووضعها أمام محكمة العدل الدولية للبت فيها، فهذه الخطوة وحسب هذا الأستطلاع من شأنها ضمان عدم تعرض أي عراقي مهما كانت قوميته الى الترحيل القسري أو الترهيب أو الترغيب من جهة؛ ومن جهة أخرى ضمان نهاية مشرفة وملزمة لجميع الأطراف لهذه المشكلة التي طالما كانت أحدى الأسباب المهمة للعديد من الصراعات والحروب التي قصمت ظهر هذا البلد.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com