|
طارق الهاشمي يدعو (عمليا) إلى الوحدة الوطنية
محسن الكاظمي إن ما يقوم به نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي بين الفينة والفينة من مشاريع وطنية (عملية ونظرية) – بصراحة - يحرك الأقلام والعواطف ويخرجها جميعا من سكونها وإحباطها من أداء المسؤولين العراقيين الذين يتميز أغلبهم بالخطاب الأجوف الذي يفتقر إلى تطبيق فهو نظري (تعمدا) وليس قصورا في الأدوات إذ لو طبق المسؤولون (الخطباء النحارير) ما يقولون لوجدتهم يعملون لمدة 48 ساعة في اليوم ومع ذلك سوف لن يستطيعوا تطبيق ما يقولون لكثرة ثرثرتهم ووعودهم. وجميل أن نجد من بين أولئك من يترك منبر الخطابة ويترجل بين الناس متجاوزا الحواجز الطائفية والمذهبية المصطنعة، ولعل الاعتراف بالجميل لهذا الرجل الذي جسد الوحدة الوطنية في مشاريع ومبادرات عديدة – أمر لا بد منه فدور القلم هو مباركة الأعمال الجيدة التي تصب في صالح الوطن والشعب وذم الأعمال التي تؤدي إلى نتائج عكسية فدور القلم هنا دور الناصح والموجه والمرشد وهو يحمل أمانة لا بد له من أدائها. بالأمس كان طارق الهاشمي يوزع بيديه منح زواج مضاعفة (1500$) للشباب السنة الذين يتزوجون من شيعيات، والشباب الشيعة الذين يتزوجون من سنيات فيما يسمى بمشروع المصاهرة الوطنية، بينما تتسلم الزيجات من المذهب الواحد سني وسنية وشيعي شيعية نصف هذا المبلغ. ومع بداية رمضان كان مكتب الهاشمي يبعث بكميات من وجبات الإفطار يوميا إلى الكاظمية والأعظمية وإلى الآن نحن في الكاظمية تصلنا هذه الوجبات. وما كان الرجل منقطعا عن عمل الخير ومحاولات التوحيد فقد صلى الهاشمي يوم أمس في جامع الخلاني خلف إمام شيعي وهو رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري بعد أن أفطر في الجامع معهم مواطنون سنة وشيعة. وبصراحة أكثر أنا أريد في كلماتي التي أسطرها الآن أن أجعل المسؤولين الطائفيين يشعرون بالغيرة فأنا لن أكتب لهم ما داموا طائفيين وسأسخر قلمي لكل وطني أو على الأقل من له مواقف وطنية.كما أدعو زملائي الكتاب إلى انتهاج هذا النهج لكي نؤدي دورنا باتجاه الوحدة ورقي البلد وتساميه على العادات المتخلفة التي تقف حاجزا منيعا بين البلد وبين التطور والتقدم. وما دامت الطائفية تنهش بأنيابها أوصال العراق فإنه باقٍ أبد الدهر بين الحفر، ولتكن مقالتي هذه دعوة لثورة عارمة بوجه الطائفية وهبة شعبية لنصرة الهوية الوطنية ورفع شعار (عراقيٌّ أنا). وثقوا سنستطيع تحقيق انتصارات في هذا المجال إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر لا بد للإرهاب أن يندحر، لا بد للأجندات التخريبية الخارجية والداخلية أن تندحر، وللديمقراطية أن تنتصر. إن في العراق عوامل للنهوض وعوامل للوحدة حاول من حاول تجميدها حين لم يستطع اجتثاثها، وإننا لنأمل أن ينبري رجال كأمثال طارق الهاشمي يعيدون الحياة لهذه العوامل، كي تصبح فعّالة، وتأريخنا الحضاري العميق يبعث كذلك فينا الأمل أن نعود من جديد والأيام دول، ودوام الحال من المحال.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |