|
الامام علي نفحة قدسية وهبة الله لهداية البشرية ... (3)
هلال آل فخرالدين الامام علي نفحة قدسية وهبة الله لهداية البشرية ... ( الامام علي في الذكر الحكيم) حدث فريد وشرف مؤبد حدث فريد لم تكن له سابقة في سجل الانبياء حيال اوصيائهم ولم يخبرنا التاريخ ولا الرواة ان حصل لوصي من اوصياء الانبياء ما فاز به سيد الوصيين الامام علي من مكرمة ألهية عظمى باقتران اكمال الدين به وكذلك تمام نعمة الدنيا اي خلافته جامعة للدين والدنيا معا ولايتم الاسلام ويرتضى من قبل الباري الابولايته جاء في الذكر الحكيم :(آليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا )المائدة:3 ثلاث مفردات عظائم جمعت الدين والدنيا والاخرة اكمال الدين واتمام النعمة والرضى عن الرسالة اخرج العلامة الحنفي موفق بن أحمد الخوارزمي في (مقتله )عن ابي سعيد الخدري قال:إن النبي (ص) يوم دعا الناس إلى علي في (غدير خم) وذلك يوم الخميس ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضيعه ثم رفعه حتى نظر الناس الى بياض إبطيهما ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الاية (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فقال رسول الله(ص) :(الله اكبر على اكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي) ثم قال:(اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ) ثم ذكر جماعة من الصحابة الذين روى الحديث منهم عمر ابن الخطاب وسعد بن ابي وقاص وطلحة وابن مسعود وابو ايوب الانصاري وابو هريرة وزيد ابن ارقم وانس والبراء بن عازب و32 صحابي الخوارزمي في مناقبه ص:80 ومقتل الحسين للخوارزمي ج1ص 47-48 الامامة لطف الالهي في الاصطفاء ان مفهوم الإمام ، الأئمة قد ورد ذكره في القرآن الكريم في( اثني عشر) مورداً والذي يشير إليه القرآن وبكل وضوح وجلاءلا لبس فيه ان مفردتي ( الإمام، الأئمة) قد جاءت مسبوقتين غالبا بالجعل الالهي التشريعي،حيث جاء في الذكر الحكيم: (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) البقرة، الآية : 124. و( جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً) القصص:41. ( وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) الأنبياء، الآية :73. وَ (اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) الفرقان، الآية : 74( وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً يدعون الى النار) القصص الآية :5. ويقول الطبري في تفسير قوله تعالى (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) البقرة :124 (أي يؤتم بهم في الخير في طاعة الله في اتباع أمره ونهيه ويقتدى بهم ، ويتبعون عليه)الطبري،جامع البيان1/87. ويقول محمد رشيد رضا:( الخلافه الاسلاميه هي الحكومه المثلى التي بدونها لا يمكن ان يتحسن حال البشريه ) فهي ( خير دوله ليس بالنسبه للمسلمين فحسب ولكنه بالنسبه لسائر البشر )رشيد رضا -الخلافه او الامامه العظمى-مطبعه المنار بمصر 1341 ص116-128 وان النصوص تؤكد ان لكل نبي وصي من اهله يكمل مشواره ويقوم مقامه فقد صرح القران بخلافة سليمان لداود ..لكن المستغرب ان علماء السنة لايولون هذا الامر اهميته ولا يعطونه احقيته بل يجعلونها هلامية وفوضى وفي دائرة تصريف الوصي لامور النبي الخاصة من بعده اوفي اهله و العائلة حتى لايصطدم مع ما تفانوا في اثباته بكل وسيلة من ان النبي (ص)ترك امر الامامة الى الامة لتبريرشرعية من قفزعليها من الخلفاء ...! والمؤاخذة على علماء السلف انهم يجعلوا للامامة او الخلافة هذه الميزات السامية وانها الحكومة العادلة المثلى ليس بالنسبة للمسلمين فحسب بل لسائر البشر فهل يمثل هذه الامامة او هذه الخلافة معاوية او يزيد او مروان او عبد الملك او المنصور او هارون او المتوكل او سليم و اضرابهم ممن ولغوا في دماء المسلمين وعاثوا في الارض فسادا وفرطوا باموال المسلمين وانفقوها على الشهوات واستباحوا الحرمات ولم يتركوا اي حرمة الا وانتهكوها حتى بزوا باجرائمهم كل فرعون وكل نيرون ..؟ وهنا سؤال خطيريطرح نفسه :ان هؤلاء العلماء والفقهاء والقضاة كيف يجيزوا لانفسهم ان يسحبوا ذلك الناموس المقدس على هؤلاء المردة الفجرة الذين اشاعوا الرعب والخوف الارهاب في امصار المسلمين وظلموا وعتوا وامعنوا في الجور والضلال والفساد بما لايصدق..؟ أهؤلاء هم حقا حملة الرسالة والمبلغين وحمات الدين وأئمة المسلمين وخلفاء الرسول الامين ؟؟ أهؤلاء صدقا أئمة الشرع الحنيف وخزان علم الدين وأهل الذكر..؟؟ أهؤلاء أئمة عدل تجب طاعتهم والتسليم لهم والانقياد لاوامرهم ولايجب الخروج عليهم ..؟؟ ان هؤلاء الذين يجعلون الجبابرة والمتسلطين بالقهر والسيف علماء دين وفقهاء شرع وقضاة عدل بما يضلون ويضلون ويبدلون كلام الله ويحرفون الكلم عن مواضعه ويشترون به ثمنا قليلا (انظر كيف كذبوا على انفسهم ) الانعام: 24 انهم يغشوا الامة والغاش لها لايشم ريح الجنة ويكون لجهنم حطبا .حطب جهنم ؟ ان هؤلاء ويوصمهم المصطفى بالنفاق بقوله (ص):( اني لا اخاف على امتي مؤمنا ولا مشركا ،اما المؤمن فيقمعه الله،واما المشرك فيقمعه شركه، ولكني اخاف عليكم كل منافق عليم اللسان يقول ماتعرفون ويفعل ماتنكرون )نهج البلاغه ج2 ص27 لكن الحق يأبى الا ان يظهر على لسان احد شيوخ السنة الواعين العلامة الشيخ على عبد الرزاق مصرحا بالحقيقة الدامغة في بيان واقع اولئك الخلفاء :(ان الخلفاء والسلاطين استبدوا بالمسلمين وحجبوا عنهم نور الحق واذلوهم باسم الدين وحرموا عليهم النظر في امور السياسه باسم الدين وخدعوهم وضيقوا على عقولهم في فهم الدين فصاروا لا يرون غير الدين مرجعا حتى في امور الاداره الصرفه والسياسه الخاصه وادى ذلك الى موت ملكه التفكير الرصين عند المسلمين ) مما جعله يدين ذلك النظام ويدعوا الى التخلص من كابوسه وشروره بقوله: (لا شيئ في الدين يمنع المسلمين من ان يدينوا ذلك النظام العتيق -الخلافه - الذي ذلوا به واستكانوا اليه وان يبنوا قواعد ملكهم ونظام حكومتهم على احدث ما انتجت العقول البشريه)الشيخ علي عبد الرزاق -الاسلام واصول الحكم -القاهره ص36 ألامامة منصب إلهي باعتبار الإمامة من الواجبات الرئيسية بعد النبوة ومن الأمور المفروغ منها والمسلمة لدى عامة المسلمين ويرى أكثرهم بان ما كان من عقل ونقل على النبوة بالذات يصلح لأن يكون من الأدلة على الإمامة لأن النبوة بدونها لاتتفق مع جوهر الإسلام ولأنها استمرار حي للنبوة فيما جاءت به وانطلقت من أجله فلو جوزنا أن تكون الرسالة محدودة ولفترة لا تتعدى حياة الرسول ولم يحتط لها من بعده بوصي أمين وخبير بأهدافها وأسرارها يعمل بأمانة وإخلاص وخبرة وتجرد على انتشارها إلى حيث إرادة الله لها بحسب الزمان والمكان لم تحصل الغاية منها ولم يقدر لها البقاء والانتشار الواسع الذي يوفر للبشرية على امتداد العصور ما أرادها الله لها من الكرامة والسعادة وجميع مقومات الحياة وقد صح عن النبي (ص) انه كان يقول : (في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وزيف المفترين ) ومؤدي قوله هذا إن عدول أهل بيته هم الذين يحرسون الدين وينفون عنه تحريف الضالين والملحدين والمحرفين والمشعوذين وينقلونه إلى الأجيال على واقعه حيا سلميا جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وبناء على ذلك فالإمامة بمعناها الصحيح السليم ليست إلا امتدادا للنبوة في واقع الأمر جيلا بعد جيل من أجل ذلك كانت من الأصول الإسلامية التي رافقت مطلع الإسلام وقد نص النبي (ص) عليها كما نص على غيرها من الأصول منذ فجر الدعوة وظل يؤكدها على المسلمين إلى قبيل وفاته كما أكدت ذلك النصوص الكثيرة المنتشرة في مجاميع الحديث وعلى لسان الثقات من الرواة والمحدثين بألاضافة إلى ذلك فالعقل يؤكدها لدى ابسط تأملاته لواقع النبوة وأهدافها التي نريد من الإنسان أن يكون خليفة الله في أرضه يمثل إرادته ومشيئته التي جاءت الرسالات من أجلها . والامامة الهادية الحقة هي جعل الهي وارادة للباري وليست راجعة لراي الامة او لقرار الشورى انما هي جعل لله سبحانه وما على الناس الا الامتثال لامره لمافيه خيرهم قال سبحانه :(الله اعلم حيث يجعل رسالته ) الانعام 124 والى هذا المعنى يؤكد المصطفى في دعوته قبيلة عامر بن صعصعة للاسلام فاشترطوا دخولهم في الاسلام على ان يكون لهم الامر من بعده فقال :هذا راجع لاشائت الله سيرة ابن هشام واذا كانت شورى فلماذا لم يلتزم ويمتثل للشورى الخلفاء الراشدين انفسهم كما في تولية وتنصيب الثاني للخلافة من قبل الاول وفي كتاب (مختوم) وما على الامة الا السمع والطاعة لماجاء فيه ...!!اي ان الامامة ليست بالشورى والاختيار البشري وهذا يدلل ان الامامة والخلافة كالنبوة منصب الهي مجعول منه سبحانه وليس للانسان فيه اي دخل او اختيار قال تعالى:(اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمن) ..وما على رسوله (ص) الا الامتثال وإبلاغ ما امر الله به بنصب الامام علي اميرا على المؤمنين بامر من الله سبحانه ويوكد ذلك رسول لله (ص)مصرحا ومعلنا في تلك الجموع التي قدرت ب120 الف قائلا :( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) انظر حديث بيعة الغدير في امهات مصادر السنة كما اثبتها المحقق العلامة الاميني في (الغدير) بلغت حدا فاقت التواتر وقد ذكر العلاة الاميني في الغدير مائة وعشرة من اصحاب النبي(ص) تروي هذه الحادثة سئل سائل بعذاب واقع لكن تابى النفوس المريضة الا الردة والنفاق والكيد حسدا والاستكبارا علوا فنفخ ابليس في حزبه حتى سولت لهم انفسهم فانكروا ذلك الامر الرباني العظيم وتمردوا عليه وكان أول القوم هذا فقال في ذلك :(وإذقالوا آلهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو آتنا بعذاب أليم ) الانفال 32 ويذكر اصحاب التفسير فما ان اتم ذلك الرجل قوله حتى انزل الله حجر اصاب راسه وخرج من دبره فصارا جثة هامدة . وهذا لم يمنع احد المجترئين على ذلك انكارا لهذا الحق فقال :فامطر علينا كسفا من السماء فما ان اتم كلامه حتى اصابته حجاره من السماء كما اصابت اصحاب الفيل من قبل وجاء ذكرها في الكتاب العزيز قال سبحانه (سأل سائل بعذاب واقع *للكفرين ليس له دافع *من الله ذي المعارج) المعارج 1و2و3 ولم يتعض القوم بل استمر مسلسل المكائد والغدر وبادروا لفتل الفتنة الكبرى والمؤامرة العظمى باقصاء من امر الله باتباعه وإطاعته حتى اسف بمنصب الخلافة وتنازل الى الحضيض وتقمصها الطلقاء وابناء الطرداء وكل جبار عنيد وغشوم سفاك للدماء ولازالت فتاوى ائمة ألضلال والإضلال تؤكد شرعنة هؤلاء وتستبيح كل محرم قال تعالى:(ومن الناس من يشترى لهو آلحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أؤلئك لهم عذاب مهين)لقمان :6 عظم الله لك الاجر ياسيدنا يارسول الله وال بيتك الاطهار بوصيك وابن عمك المرتضى على ايدي الاشقياء واحسن لك العزاء وانا الله ونا اليه راجعون سلام الله عليك يا امام الهدى وخليفة المصطفى ايها القران الناطق و(آلنبا آالعظيم *ألذي هم فيه مختلفون) النبإ:2و3 ما اعظم الرزية بفقدك سيدي يا امير المؤمنين باغتيالك اغتالوا الذكر..اغتالوا الحق ..اغتالوا العدالة ..اغتالوا السلام .... فسلام عليك يارباني هذه الامة يوم ولدت ويوم استشدت وفزت ورب الكعبة ويوم تبعث حيا وعلى الحوض ساقيا ..(إن هذا كان لكم جزآء وكان سعيكم مشكورا) الانسان:22ونسأله سبحانه ان يوفقنا للتمسك بولايتكم والسيرعلى نهجكم والحشر معكم
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |