|
الكورد والصحون الطائرة .. شجون كوردستانية
عبدالكريم الكيلاني لطالما حاول الكورد في مختلف بلدات العراق وعلى مر السنين بناء علاقات قائمة على أساس الاحترام والثقة والعمل المشترك والوجود التاريخي للشعبين الجارين العربي والكوردي ، فالارضية المشتركة والجيرة التاريخية ساهمت في خلق الاجواء السياسية التي تعكّزت عليها تلك العلاقات بالرغم من كل المؤامرات والدسائس التي أحيكت لأجهاض التجربة الكوردية ووضع العراقيل أمام رغبة الشعب الكوردي بإقامة الدولة الكوردستانية كحق طبيعي أسوة بباقي شعوب الارض، فما كان للكورد الا ان يناضلوا ويقدموا القرابين والتضحيات الكبيرة من أجل الوصول للاهداف المرسومة بشتى السبل والطرائق، فمن حق الكورد الذين يبلغ تعدادهم أكثر من اربعين مليون نسمة اقامة دولة موحدة تحفظ كرامتهم وتحقق حلمهم اذا ماعلمنا ان نسبتهم تفوق نسبة شعب ارمينيا وقطر والبحرين والامارات والاردن وجزر القمر وغيرها من البلدان التي أعلنت استقلالها رغم قلّة عدد سكانها وتشكّلت دون ان ينبس أحد ببنت شفة، أفلا يحق لشعب عريق وكبير مثل شعب كوردستان اعلان الاستقلال وانشاء دولة كوردستانية أسوة بكل دول العالم ؟؟ هذا الحلم قائم وسوف يتحقق مهما طال الوقت وبعدت الساعة، لكننا الآن وككورد عراقيين نعمل من اجل اعتراف الأخوة العرب بمواطنتنا وشراكتنا الاختيارية على ارض العراق، فالقيادة الكوردية والشعب الكوردي العراقي كا له الدور الكبير والاساسي والفاعل في اسقاط النظام الدكتاتوري الفاشي من خلال النضال الطويل والمواقف الوطنية المشهودة له ومن خلال احتضان احزاب المعارضة العراقية آنذاك ومدّهم بمستلزمات الكفاح وتهيئة الاجواء المناسبة لمؤتمراتهم من اجل اسقاط النظام البائد ومنح الحرية للعراقيين وارساء مباديء الديمقراطية في هذا البلد، وهذا الامر يشهد له جميع المراقبين والمتابعين للمشهد العراقي، وبعد احداث 9 _ 4 _ 2003 وسقوط الصنم في ساحة الفردوس وحل الجيش السابق كان ابناء الكورد من السباقين للحفاظ على ممتلكات الدولة والمواطنين في مدن كثيرة كالموصل وديالى وحتى بغداد وكان اغلب حمايات المسؤولين الكبار من البيشمركة وابناء الشعب الكوردي لاخلاصهم ووطنيتهم ومصداقيتهم كما كان الكورد وقادتهم طوال السنين الماضية حجر الزاوية وعامل أمان واستقرار للمشاكل التي حدثت بعد ان كان العراق يعيش على شفا حفرة الحرب الاهلية، ولم يطلب الكورد اكثر من حقه في العراق الاتحادي الفيدرالي الديمقراطي الجديد، ورغم كل هذا فاننا نرى كل يوم كيف أن السادة في الحكم يريدون اجهاظ التجربة الكوردية وهضم حقوق الشعب الكوردي ومعاملتهم كمواطنين درجة ثانية وكأننا نشهد عودة النظام الدكتاتوري تارة أخرى، فمحاولة اجهاض المادة 140 من الدستور العراقي من قبل نواب في مجلس النواب العراقي وسلخ كركوك وخانقين عن هويتها الكوردستانية وتصريحات المالكي الاخيرة وتفردّه في القرارات المصيرية التي كان يجب ان يعلم بها القادة الكورد المشاركين الحقيقيين في العملية السياسية ويتشاور معهم في كل مايحدث، لأننا أسسنا دولة ديمقراطية ولم نؤسس دولة دكتاتورية ولن نقبل ابدا ان تهضم حقوقنا ولن نقبل ان نُعامل كمواطنين من الدرجة الثانية مرة أخرى، فاتحادنا مع الأخوة العرب في العراق الاتحادي كان حرا بمحض ارادتنا واختيارا لنا دون اكراه لأننا نشكل ككورد جزءا كبيرا من الخارطة العراقية والا فسوف تنهار العملية السياسية برمّتها فلاتهميش بعد الان للشعب الكوردي، لكننا نؤمن بحكمة القادة الكورد وقراراتهم ورؤيتهم الواضحة والسليمة للمشهد السياسي العراقي، اننا ككورد وجدنا انفسنا دائما محاربين من قبل الاخوة العرب ودول الجوار وكأننا هبطنا بصحون طائرة من كوكب آخر ولم نعش على هذه الارض منذ الاف السنين، ان الكورد عازمون على اجبار الآخرين باحترام مشاعرهم وتطلعاتهم وعدم استفزازهم بقرارات ومواقف غير انسانية وغير مقبولة، فالدولة الديمقراطية تحتاج الى قادة ديمقراطيين غير متطرفين والى عقول متحضرة تستوعب الشرائح والقوميات والاديان كافة والدستور هو قانون الشعوب ولايمكن بأي حال من الأحوال الغاءها او التجاوز على موادها وبنودها، والعراق الاتحادي الفيدرالي قائم على الدستور الذي يحدد مسار البلاد ويحدد مستقبلها فالأحرى ان نراجع أنفسنا ونعود الى الطريق السليم لمستقبل العراق والعملية السياسية وعدم اعادة اخطاء الانظمة السابقة التي دفع ثمنها الابرياء والحكمة اساس العقل .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |