تعلم الإنجليزية هاجس الشباب العراقي بعد الاحتلال والدافع الرئيسي لوظيفة جيدة

 

عباس السعيدي/ الديوانية
Abbas1985@hotmail.com

الجهل باللغة أقحم الكثيرين في مشاكل مع القوات الأميركية والمعاهد المختصة مغلقة بسبب الأوضاع الأمنية، مجموعة من الشباب العراقي هاجسهم الوحيد في الوقت الحاضر هو تعلم اللغة الانجليزية باتقان تام، لأنها وعلى حد قولهم المفتاح الرئيسي لآفاق المستقبل الزاهر الذي يتطلع لتحقيقه معظم شباب العراق. ويشكو هؤلاء الشباب من ان المناهج التعليمية المقررة من قبل وزارة التربية في المراحل الاولى من الدراسة الابتدائية والثانوية لا تساعد اطلاقا على تهيئة الطلاب لدراسة أعمق وأفضل في المراحل العليا بالنسبة لهذه المادة التي ظلت وعلى مدى سنوات تعاني من استخدام مناهج قديمة وغير عملية في عموم مدارس البلاد، على عكس ما يتم تدريسه في الدول المجاورة للعراق والتي تستخدم مناهج أكثر تطورا عمليا ونظريا وإدخال كل ما هو جديد في هذا المجال من أجل تدريسه ليعود بأفضل النتائج على مستوى الطلاب.

والمشاكل التي يواجهها العراقيون عند تعاملهم مع القوات الاميركية، خير دليل على المعاناة الكبيرة التي يتحملها ابناء الرافدين نتيجة ضعفهم في تكلم اللغة الانجليزية؛ فكثير من العراقيين اعتقلوا وتعرضوا للاساءة نتيجة عدم الفهم بينهم وبين قوات الجيش الاميركي، وخصوصا عند قيام تلك القوات بحملات مداهمة وتفتيش لمختلف مناطق ومدن البلاد الفقيرة والتي لا يتمتع ابناؤها بمستوى تعليمي مناسب.

سعد عبد الله/ طالب احد المعاهد الاهلية لتعلم اللغة الانجليزية: إن سبب الإقبال الكبير للشباب على تعلم اللغات وخصوصا الانجليزية، هو رغبتهم في الحصول على وظائف بمستويات عالية وذات مدخول مالي كبير في مؤسسات وشركات حكومية وأهلية وأجنبية. وانا احمل شهادة البكالوريوس في الاقتصاد التجاري الا ان الكثير من فرص العمل التي يتم الاعلان عنها في الصحف والاذاعات تشترط إجادة اللغة الانجليزية تكلما وكتابة والكثير من اصحاب الشهادات العليا لا يجيدون اصلا التحدث بهذه اللغة فبذلك تضيع عليهم هذه الفرص لذلك فتوجب على كل من يرغب بوظيفة جيدة وذات مردود مادي مناسب فعليه تعلم اللغة الانجليزية وإجادتها قراءة وكتابة، ومن المزايا التي يحصل عليها متقن الانجليزية كثيرة منها الاحترام والتقدير الذي يحظى به من قبل المجتمع والأولوية عند التقديم للوظائف فضلا عن الامتيازات الاخرى التي يحصلون عليها عند قبولهم في الوظائف.

زيد السلطاني/ طالب في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد: بعد ان تبين أن اللغة شرط اساسي للحصول على وظيفة، سارعت انا وبعض زملائي لإتقانها قبل ان نتخرج من الكلية، وبالتالي ستصبح لنا شهادة عليا ولغة ممتازة، وهذا كافية لضمان وظيفة في احدى وزارات الدولة او في اي شركة أو جهة أجنبية تعمل في البلاد وارغب في العمل بوزارة الخارجية و قال لنا احد اساتذة الجامعة ان الشخص الذي يمتلك لغتين يعتبر نفسه شخصين، فكل لغة تعني انسانا جديدا، وهذا الكلام أثر بي كثيرا وأخذت على نفسي أن اتعلم اللغة الانجليزية بإتقان عند تخرجي من الكلية العام المقبل، وبذلك سيسهل الأمر أمامي وسأقطع شوطا كبيرا في سبيل الحصول على وظيفة بعد تخرجي مباشرة من الجامعة. وأصدرت وزارة التربية العراقية مؤخرا قرارا ينص على تدريس مادة اللغة الانجليزية ابتداء من الصف الثالث في المرحلة الابتدائية بدلا من الصف الخامس لنفس المرحلة، بعد ان وجدت خللا في طريقة التدريس وعدم كفاءة النظام السابق وما نتج عنهما من نتائج سلبية ألقت بظلالها على الطلبة الذين تخرجوا من الكليات والمعاهد وهم بمستوى متدني في هذه المادة.

فخري الاعظمي/ مسؤول معهد دار المعرفة الاهلي: والمجاز من قبل وزارة التربية لتعلم اللغات، أن عددا كبيرا من الشباب تقدموا بطلبات دراسة اللغة الانجليزية في معهده، إلا انه لا يستطيع الموافقة على هذه الطلبات بسبب إغلاقه للمعهد مؤقتا لوقوعه بالقرب من احدى مقرات الجيش العراقي الذي يتعرض لهجومات مسلحة وأخرى بالصواريخ، مما تعذر عليه فتح ابواب المعهد أمام الراغبين بتعلم اللغة الانجليزية. وإن حال معهدي مشابه تماما لحال معاهد أخرى في عموم بغداد، فهي مغلقة تماما بسبب الظروف الأمنية التي تمر بها العاصمة وهجرة الاساتذة الذين يدرسون فيها الى خارج البلاد خوفا على حياتهم.

علي ومها/ موظفان والمتزوجان حديثا: ندفع المبلغ المطلوب من أجل تعلم اللغة بأسرع وقت وبطريقة ممتازة، لأن ذلك سيساعدنا في التقديم للدراسات العليا في اختصاصاتنا، اضافة الى التقديم للبعثات الدراسية التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي خارج العراق. وأضافا انهما يستخدمان أقراص (سي دي) وكاسيتات خاصة بتعلم اللغة الانجليزية ويشاهدان أفلاما اجنبية غير مترجمة ويقرآن قصصا وكتيبات انجليزية لتساعدهما على تعلم اللغة بأسرع وقت ممكن ويتلقيان دروسا في معاهد مختلفة، لأنهما وكل مرة يبدآن فيها بمعهد لتعلم اللغة يتم اغلاقه بعد فترة بسبب الظروف الأمنية، مما اضطرهما للبحث عن معاهد في أماكن بعيدة عن منطقة سكناهم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com