بعد معاناة طويلة تذكرت أن هناك مشكلة اسمها الكهرباء .. الائتلاف تجتمع بوزيرها "كريم وحيد" لمعرفة المعوقات

 

واثق زيباري

muafaqzebari@gmail.com

والمضحك في الأمر أن الاجتماع سيبحث أسباب تراجع عمل الوزارة!. ومتى عملت الوزارة أصلاً، منذ سنين ونحن ننام تحت هجمات البعوض المؤلمة فنذهب إلى أعمالنا صباحا وكأننا سكارى، ناهيك عن بكاء وصراخ الأطفال الذين لا يعرفون ما يدور سوى أنهم يُحملون إلى داخل البيت ساعة ويسمعون كلمات " إجتي الكهرباء" ثم يحملون إلى السطح مرة ثانية سامعين كلمات "انطفت الكهرباء" وهكذا على مدار الليل. هذا في أحسن المناطق حالا أما في مناطق كثيرة من بغداد والمحافظات فلا تأتي الكهرباء ولا تنطفي.

ومما يزيد مأساتنا وحقدنا أننا نسمع من مهندسي الكهرباء وغيرهم من ذوي الخبرة أن الحل ليس صعبا ولا هي معجزة يتطلب تنفيذها سنين من الاجتماعات والبحوث، الأمر كله متعلق بالمال وما دام فائض الميزانية في هذه السنة 60 مليارا كما يصرح حسين الشهرستاني على الفضائيات وما دام العراق لا يحتاج الى مساعدات مالية كما يقول علي الدباغ ما دام الأمر كذلك إذن اشتروا محطات لتوليد الطاقة الكهربائية أو انشئوا محطات وانتهى الأمر.

هناك وزارات تسمى وزارات وليس لها من عمل الوزارة من شيء على أرض الواقع ومنها وزارة الكهرباء ووزارة النفط والوزارات الخدمية حيث أن العراق يصنف من أسوأ البلدان من ناحية تردي الخدمات وليس أدل على ذلك من هجرة ملايين العراقيين خارج العراق ولجوء آخرين الى الحدود حيث تحملوا أجواء الصحراء على أن يبقوا داخل العراق، ولا يمكن أن نقول أن عودة بعض المهاجرين جاءت نتيجة تحسن حال الحكومة وتقدم مستوى الخدمات ولكن ما حدث هو تحسن أمني قليل وتعب أولئك المهاجرين من التغرب لقلة الموارد المالية وشضف العيش فعادوا مقهورين وليس مختارين ولو توفرت لكثير منهم فرصة جيدة للحياة لما عادوا إلى البلاد.

لقد ولدت أزمة الكهرباء حقدا في أنفسنا، ويكفي أنها جعلت مني كاتبا في هذا الشأن حيث كتبت مقالات عديدة عن الكهرباء في العراق ولست بمختص بهذا الشأن، ولو عرف رئيس الوزراء القيمة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للكهرباء وقيم أخرى كثيرة لجعل الكهرباء مستمرة دون انقطاع وبأي ثمن ولخصص لها ميزانية تفوق ميزانية أربع وزارات مجتمعة.

وهذه بعض آثار انقطاع التيار الكهربائي أو قلته :

1-   أوقف الانتاج في مصانع كثيرة وخفض مستواه في أخرى.

2-   قلت كفاءة الموظفين في المؤسسات المختلفة لعدم نومهم في الليل بشكل مريح.

3-  أثر على مستوى الدخل الفردي للمواطن حيث يلجأ المواطن لشراء البنزين للمولدات فضلا عن الزيت وشراء وصيانة المولدات الصغيرة، كذلك لجوئه للاشتراك بالمولدة المحلية التي يصل سعر الأمبير الواحد فيها الى 15000 ألف دينار شهريا أي ما يعادل 11 $، فيكون سعر 10 أمبيرات لعائلة متوسطة 150000 ألف دينار شهريا أي ما يعادل 125 $.

4-  ضعف اطلاع المواطنين بكافة مستوياتهم الثقافية على آخر المستجدات وضعف تواصلهم مع العالم الخارجي حيث أن ادوات الاتصال من انترنت وتلفاز وغيرها تعمل على الطاقة الكهربائية.

 وغير ذلك من الآثار التي لو دققنا أو عملنا استبيانا لوجدناها كثيرة ومتنوعة.

وهل يعلم رئيس الوزراء أو وزير الكهرباء أن الدول المتقدمة كاليابان كان أحد أهم أسباب تقدمها هو إدامة التيار الكهربائي دون انقطاع؟، وهل يعلم أن المصانع في اليابان مثلا لا تضيع دقيقة واحدة من العمل إذ يتناوب على العمل وإدارة تلك المصانع موظفون وعاملون يعملون بنظام (الشفتات النهارية والمسائية) وكل ذلك بفضل وجود التيار الكهربائي المستمر؟ هل يعلم أن تطور البلد مرهون بإدامة التيار الكهربائي؟ إعلم إن لم تكن تعلم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com