|
بناء القبور وتشييدها وجعل الضريح عليها مقدمة ابتدا المسلمون ومنذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة في المساجد بدا من المسجد الحرام الى مساجد مكة والمدينة كمسجد الخيف ومسجد نمرة في مكة، ومسجد قبا والمسجد النبوي ومسجد ذي القبلتين في المدينة، وفي مسجد الكوفة والبصرة في العراق، والمسجد الكبير في اليمن الى غير ذلك من المساجد المنتشرة في العالم، ويطلق لفظ المسجد او الجامع على المكان الذي يصلي فيه المسلمون. وهكذا داب المسلمون سنة وشيعة على الصلاة في المساجد، وبسبب الضغوط السياسية للحكام، والاختلاف الموجود بين الحاكم للدولة، والحاكم الشرعي في جمع الاموال والحقوق الشرعية واستلام الرواتب من الدولة للقائمين على المساجد والجوامع مما يتعارض ونظرة فقهاء الشيعة في جواز اعطاء هذه الحقوق للدولة والحاكم غير الشرعي، واشكال اخذ الرواتب من الدولة غير الشرعية فقد استقل الشيعة في تاسيس اماكن الصلاة ولم يتمكنوا من بناء المساجد والجوامع لعدم كفاية الاموال، بالاضافة الى امتناع الحكومات من بناء مساجد وجوامع للشيعة، واقتصار بناءها ومساعدتها للمتولين السنة، ضاق المجال على الشيعة للحصول على مساجد وجوامع الامر الذي دفع بعض الموسرين الى بناء اماكن اطلق على اسمها الحسينيات، وقد اشرنا الى ذلك في كتاباتنا السابقة، وهناك مشكلة خلافية اخرى يحاول البعض تاجيجهها بين فترة واخرى للوقيعة بين المسلمين الا وهي بناء القبور وتشييدها وجعل الضريح عليها حيث شكك البعض في عقائد الشيعة انهم يغالون في الاموات والاولياء الى حد وصفهم بالشرك والكفر والعياذ بالله، وعليه اثرنا ان نسلط الضوء على هذه الافكار بشكل علمي ومنطقي مدروس مبنيا على حقائق نعرضها بشكل مبسط ليتسنى للقارئ اخذ فكرة صحيحة مختصرة على نقاط الخلاف لكي يبتعد الباحث عن فكرة التكفير لاخوانه المسلمين وكشف مخططات اعداء الامة عن طريق بعث الروح والحياة في الثقافة الجماهيرية العامة. ونشير الى بعض اراء اخواننا من اهل السنة بخصوص بناء القبور وطبيعة هذا البناء: اولا: ان الشيعة لم يعطلوا المساجد لانهم يرون من الفرض على انفسهم عمارة المساجد واقامة ذكر الله تعالى. ثنيا: تسطيح القبور: ان الشافعي يستحب التسطيح لاالتسنيم كما روي من الامر بتسوية القبور وراى ان التسوية هي التسطيح. قال بعض الاصحاب ان هذا شعارا للرافضة فيكره ذلك وخالفهم جميع الاصحاب وقالوا بل هو المستحب وان فعله الرافضة. ثالثا: وصحيح الخبر كما في البخاري من رجحان جعل الاثر للقبر وتعليته عن الارض مسطحا. رابعا: عن الشافعي وغيره صح الخبر عن انه كان قبر رسول الله مرتفعا عن الارض لامساويا. خامسا: في كتب الحديث من انه جعل ىقبر ىابي بكر مثل قبر النبي (ص) مصطحا ورش عليه الماء واقامت عليه عائشة النوح ( البخاري – باب الجبائر ). جواز البناء على قبور الانبياء والصلحاء كما بودنا ان نبين رائ النبي صلى الله عليه واله الطاهرين في اقرار البناء وتجويزه على قبور الانبياء والصالحين كما سيتبين لنا من استقراء للواقع العملي والتاريخي لهذه المظاهر في عصر النبي (ص)، وبعد وفاته في عصر الخلافة الاول وهو اهم عصر واقرب الى مفاهيم الرسالة ووضوح تعاليمها لدى الصحابة والتابعين ايضا. اولا: ان النبي (ص) اقر بناء الحجر ولم يامر بهدمه مع انه مدفن اسماعيل وامه هاجر. ثانيا: اقراره (ص) واقرار الخلفاء الراشدين على بناء قبر ابراهيم الخليل وعلى بناء قبور ساير الانبياء التي هي حول بيت المقدس. ثالثا: ومما يدل على صحة الاعتماد عليها الجواز، البناء على قبور المؤمنين الحجرة الطاهرة النبوية حيث ان دفففنه في البناء، ودفن الصحابة من بعده فيه، ثم اقرار الصحابة على ذلك وعمارة عمر للحجرة المباركة دليل قاطع على جواز البناء على القبر.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |