|
الامام علي نفحة قدسية وهبة الله لهداية البشرية ... (5)
هلال آل فخرالدين الامام علي نفحة قدسية وهبة الله لهداية البشرية ... ( الامام علي في الذكر الحكيم) علي الشارى نفسه لله جاء في الذكر الحكيم قال تعالى:(ومن آلناس من يشري نفسه آبتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد) البقرة:207 روى العلامة الهندي في مناقب أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عن حجة الاسلام الغزالي والعلامة الثعالبي في تفسيره في هجرة النبي(ص) وخلف في فراشه ببيته بمكة علي ابن ابي طالب ولقضاء ديونه ورد الودائع والامانات ليلة خروجه وقد احاط المشركون بالدار فنهض علي وخرج اليهم غير مبالي بجموعهم فاديا النبي (ص) بنفسه ما دام فيه سلامة المصطفى (ص) وحفظ الرسالة وهو المعنى :(ومن آلناس من يشري نفسه آبتغاء مرضات الله)اخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين عن ابن عباس ج3ص:4 وذكره هذا الامر العظيم معظم ارباب التفسير وشيوخ الحديث ورجال التاريخ منهم محمد بن السائب الكلبي في تفسيره( التسهيل لعلوم التنزيل ) ج1ص:94 والقرطبي في تفسيره ج3ص:347 والنيسابوري بهامش تفسير الطبري ج1ص:281 وابن الاثير الجزري في (اسد الغابة) ج4ص:25 والمحدث الكنجي الشافعي في(كفاية الطالب) ص:114 والعلامة محمد الدين الطبري في(ذخائر العقبى) ص:88 والشيخ عبد الرحمان الصفوري في (نزهة المجالس) ج2ص:168 وحجة الاسلام الغزالي في(احياء علوم الدين) ج3ص:238 والعلامة سبط ابن الجوزي الحنبلي في(تذكرة الحفاظ) ص:21 الهم الاكبر للامام علي الاسلام وكان الهم الاكبر للامام علي الإسلام حتى بعد أن أُبعد عن حقه في الخلافة صحيح انه لم يبابع الخليفة الاول الابعد ستة اشهر حسب ماتذكره المصادر لكن لم تكن الخلافة بمعنى الولاية الرسمية همه وإن كانت حقه وقد بايعه الصحابة من قبل في (غدير خم) وباجماع المصادر السنية وكان الامام علي يقول كلمته المعروفة في بيعة الاول بعد احجام عنها لمدة ستة اشهر : (فما راعني إلا انثيال الناس على أبي بكر يبايعونه فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمّد فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان كما يزول السراب أو كما يتقشع السحاب فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق واطمأن الدّين وتنهنه)..وكان الامام علي يكرر قائلا : (لأسالمن ـ أو لأسلمنّ ـ ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن بها جور إلا علي خاصة).سلام الله عليك يابن ابي طالب لم تغرك الدنيا بغرورها انما كان جل همك الاسلام وكان الامام علي يقول عن تحمله المسؤلية : (لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوملألقيت حبلها على غاربهاولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز).ومرة يقول اهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ..او اهون من شسع نعله في اخرى مبين هوانها عليه مالم يقيم الحق هكذا كانت روحية الامام علي حتى عندما بُويع بالخلافة وبدأ الكثيرون يثيرون الفتن والانشقاق لصده عن تطبيق حركته الاصلاحية وثنيه عن مشروعه لما عرفوه عنه من صلابة في الحق وكما قال المصطفى (ص):(الاخيشن في الله) وهو الذي يملك أسس نجاح مشروع الدولة الإسلامية قال(ع): (فلما نهضت بالأمر، نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً). ختامها فوز .. لقد كان الامام علي الإنسان الذي نذر نفسه لله وعاش لله في كل أموره وباع نفسه لله وكما اسلفنا في تفسير آية: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد) أنها نزلت في الامام علي. وهكذا اعمت الانانية والاطماع الجهل والحقد والتحجر لكل من خرج عليه وخصوصاً الخوارج الذين أغلقوا عقولهم عن معرفة الحق ومعرفة الإسلام ومعرفة ما معنى الامام علي واستجابوا لابليس وحزبه وتآمروا على أن يقتلوه وعندما ضرب في الحراب وهو ساجد يرتل الذكر الحكيم في الشهر الكريم كان الامام علي يتحدث عن هذا الواقع الجديد بعد إصابته وممّا ورد في بعض حديثه: (أيها الناس، كل امرىء لاق ما يفر منه في فراره والأجل مساق النفس ـ النفس تمشي والأجل يمشي وراءها حتى تصل إلى مقرّها ـ والهرب منه موافاته كم اطَّردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله إلا إخفاءه. هيهات! علم مخزون...) وكان الامام يردد بتشوق متى يبعث اشقاها فيخضب هذه من هذا ..؟حتى عندما استيقن انه مقتول في ذلك اليوم عندما خرج وترقب النجوم وقال الامام والله انها اليلة اليلة التي اخبرني بها حبيبي رسول الله (ص) وعندما خرج من الدار صاح الاوز فقال صوائح تتبعها نوائح الا ان الامام ظل على نهجه رابطا للجأش مطمئن لقضاء الله ومسلم لقدره وفي خروجه انفتح ازاره فقال : اشدد حيازيمك للموت ان الموت لاقيك ولاتجزع اذا حل بواديك الامام الشاري نفسه لله استمر على منواله فدخل المسجد الجامع في الكوفة وأذن للصلاة ونفتل الى محرابه يناجي ربه في خشوع المتحنث الصابر للقاء رب البيت في سكينة الراهب المتبتل في محراب التهجد ..فيهوي سيف الجهل والتطرف والبغي لاغتال روح الاسلام وقيم السماء والمباديء الرسالية والنفس الانسانية السامية.وختامها ما سعى اليها وجاهد في سبيلها (الشهادة) وختمها بترنيمة (فزت ورب الكعبة) وشاء الله ان تكون في نزول الذكر وخير من الف شهر سلاما هي حتى مطلع الفجر (مدت فرعنة طواغيت بني امية) واستمرت مسيرة امام العدالة والهداية والتسامح حتى مع من فلق رأسه وعممه بسيفه ابن ملجم فقال :ضربة بضربه ولاتمثلوا به لاني سمعت رسول الله (ص) يقول :لاتمثلوا حتى بالكلب العقور فتلاحظ هذا الالتزام الصارم بالحق وتطبيقه من غير تسوسف او تزيف انها الاستقامة التامة وحكم القاضي العادل وبسط العدالة المطلقة وصية خالدة لامام خالد وصية الامام علي وهو في لحضات احتضاره وقرب لحوقة بالرفيق الاعلى كانت هي حفظ الاسلام والكيان الاسلامي وهذا ما جاهد في سبيله بكل عزيمة واصرار وما كان يؤرقه ويشغله دأما وحتى وهو في حال الاحتضا: (ما وصيتي فالله لا تشركوا به شيئاً، ومحمد(ص) فلا تضيِّعوا سنّته ـ وصيّتي الإسلام وهو التوحيد، والعمل بسنّة رسول الله(ص) (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ـ أقيموا هذين العمودين، وأوقدوا هذين المصباحين )كتاب الله وسنّة رسول الله (الله الله في القران لايسبقكم للعمل به غيركم ..الله الله في الصلاة فانها عمود دينكم …. وغداً ترون أيامي ويُكشف لكم عن سرائري –تتكشف لكم الأسرار التي كنت أختزنها في إخلاصي وورعي وتقواي لله ولرسوله وللمؤمنين - وتعرفونني بعد خلو مكاني وقيام غيري مقامي عندما يأتي معاوية ويزيد واظرابهم من الطغاة . والمؤسف جدا ان الامة اخفقت كثيرا وضيعت حظها وما رعت للامام حقه وقد سار بهم بما يسر الانبياء في اممهم واخلص لهم النصح ودافع عن مصالحهم وحرص على حقوقهم وحقق العدالة ولكن هذا قدر الامم الجاهلة النزقة المتعصبة التي تفرط بالافذاذ وتنقاد الى الاوغاد وتمجد الارجاس تنتهي حياة بطل الاسلام ورباني هذه الامة لكن تبقى مدرسته خالدة عطرة مدى الدهر ونهج ينير الدرب لكل مصلح واسوة لكل انسان حيث يبقى نهج البلاغة ارثا للانسانية تسترفد منه الكثير وتكتشف من مناجمه في كل يوما كنزا معرفيا ومنهجا حياتيا وخلقا حضاريا يبين عظمة الاسلام وصلاحه لكل زمان ومكان وسموا مقام الإمامة ... فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |