|
ضياء من ضياءات ادعية الصحيفة السجادية الكاملة - دعاء يوم الجمعة .. تعليق على ادعية الصحيفة السجادية للامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام .. سلسلة من الحلقات – الحلقة السادسة – رمضانيات 2008 كان الله قبل ان يوجد اي شئ فاوجد الموجودات فهو الاول ولايوجد غيره انشا السموات والارضين من دون عون ولاحاجة، ولو تاملنا قليلا في الكون والحياة لوجدنا عظمة الخالق تتجلى من خلال مخلوقاته وفي كل يوم جديد نكتشف اشياء جديدة واسرار جديدة، فالكون يمتلا بالمخلوقات العجيبة على مختلف احجامها واشكالها ونمط حياتها واختلاف طبيعتها وطبائعها مما نراه ومما لانراه من الملائكة والجن وعالم الذرة والمخلوقات الصغيرة المتناهية في الصغر والتي تمكن الانسان من اكتشاف بعض الاسرار بسبب التقدم العلمي والعقلي من معرفة اثارتلك المخلوقات كالبكتريا والفيروس. ولازال امامنا الكثير من المجهولات الحسية من عالم الفضاء والكون ومايكمن من اسرار في باطن الارض وسطحها. وقد منح الله الحياة لمخلوقاته من نظام وحركة شملت حتى مايعرف بالجمادات التي تتالف من منظومات ذرية تتحرك في مجالات واسعة دون ان نراها وفي ازواج حتى عرف الانسان معاني الالكترون الموجب والالكترون السالب مما يسمى بالبوزترون وكذا عرف الانسان اسرار الطاقة في حجمها الكبير او حجومها الصغيرة كطاقة النيوترينو وطاقة الفوتون. ولقدكتب الله سبحانه وتعالى ان يبقى هو، ويفنى كل شي، يبقى وحده يسال لمن الملك هذا اليوم فيجيبه الملك لله الواحد القهار فيقبض الله روح هذا الملك، ثم يحيي الله ملكا ينفخ النفخة ليحيي الخلق من جديد. علم الله وفيضه علم الله احاط بكل شئ، فهو سبحانه وتعالى يعلم الجهر ومايخفى، ويعلم الجهر واخفى، وهو بكل شئ عليم لانه هو الخالق وهل يعلم عنها غير خالقها، فهو الذي لاينسى ولايحتاج الى تذكير، يسمع ويرى ماتحت الثرى، يسمع من ذكره ن ويجيب دعوة المضطر اذا دعاه، ويكشف عنه السوء. شهادة الامام عليه السلام لله بالربوبية والوحدانية لما كان الامام عليه السلام معصوما متقدما على بقية الخلق من الناس اختاره الله اماما قائدا ومعلما ربانيا فهو القريب من الله سبحانه وتعالى، ويعرف الله حق معرفته، شاهدا مكتفيا عالما ان الله غير محتاج الى شهادة، ومشهدا على ذلك جميع اهل الطاعة من قبائل الملائكة، وحملة العرش الذين يسبحون لله ويستغفرون للذين امنوا، كما يشهد الامام جميع الانبياء والرسل على عددهم ممن بعث كنبي وعددهم مائة واربعة وعشرون نبيا، وممن بعث كرسول وعددهم ثلاثمائة واحد عشر رسولا، واشهد الامام كذلك بقية خلق الله مما لايعد ولايحصى بان الله هو هو لاغيره مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين، انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والارض واليه ترجعون. شهادة الامام عليه السلام لمحمد صلى الله عليه واله بالنبوة والرسالة يشير الامام عليه السلام في هذا الدعاء الى عظمة شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم والى امتيازه بلقب العبد وهي اشارة لطيفة الى طاعة الرسول الكاملة لله، واشارة الى عصمته صلى الله عليه وسلم، كما يقر له بالرسالة التي تحمل عبئها وتاديتها للناس، وينبه الامام عليه السلام الى الادوار القيادية التي اداها رسول الله من الجهاد، وتبيانه لامور الدين والدنياه على احسن وجه، وبما يقرب العباد من الله والجنة، وتحذيرهم من العقاب والعذاب في النار في حالة عصيانهم وارتكابهم المعاصي، ويلاحظ في هذا الدعاء وغيره ان الامام عليه السلام عندما يذكر النبي محمد صلى الله عليه واله فانه يعضد الصلاة بذكر ال محمد وهي الصلاة الكاملة على النبي الاكرم لاالصلاة البتراء التي لايذكر فيها ال بيت النبوة الاطهار وهو تاديب وتذكير باهمية ذلك الاقتران. الثبات على الايمان وطلب الرحمة ان من ادب دعاء المعصوم عليه السلام انه يعلم الناس كيفية الدعاء والتادب لحظة الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى بطريق اياك اعني واسمعي ياجارة فالامام عليه السلام هو معصوم كاباءه الاطهار كجده النبي وابيه امير المؤمنين وابنيه الحسن والحسين عليهم السلام، وكعمه الحسن وابيه الحسين عليهم السلام، لكنه في نفس الوقت يتواضع في دعاءه عليه السلام بين يدي الله سبحانه وتعالى ويرى في نفسه التقصير في العبادة تجاه ربه رغم عدم وجود هذا التقصير وهو كلام تعرض له العلماء من ترك الاولى بسبب الظروف والعوامل الخارجية كالمرض والسفر وضيق اليد وغير ذلك مما لايتسع له المجال هنا لذكره. والامام يشدد على ضرورة الثبات على الايمان لانه يشكل العامل الاساس للاستقرار النفسي والسير على الطرق الصحيح الذي سار عليه الانبياء والرسل من قبل، ويحتاج هذا الامر الى التفاعل القلبي مع الاتجاه السليم فبدون هذه العواطف الايمانية لايمكن ان يكون هنالك استقرار، ولن يكون الانسان داخلا في رحمة الله ورضوانه بدون هذا التفاعل الذي هو ضرورة ملحة تتاكد من خلال تعظيم شعائر الله. تاكيد الصلاة على محمد وال محمد عليه الصلاة والسلام يلاحظ ان الامام زين العابدين عليه السلام في جميع ادعيته يربي الناس على ذكر الصلاة على محمد وال محمد سواء في بدء الداعاء او اثناءه وعند ختمه وهو دليل على عظم شان هذه الصلاة لما فيها من الاثر الجميل في تقبل العمل واستجابة الدعاء والحصول على المزيد من الثواب من هذه الصلاة، وتدريب للمؤمنين على هذا الاسلوب الذي يخفي وراءه اسرارا الهية لانستطيع ان نحيط بجميعها. اتباع خط محمد وشيعته بسبب خطورة الاوضاع التي عاشها الامام زين العابدين عليه السلام وشدتها بعد مقتل ابيه الحسين عليه السلام وتشريد اسرته عليه السلام، مارس التقية وابتعد عن الخطب العامة، واهتم بدروس التفسير والفقه والاخلاق، وكان من دابه عليه السلام انه مارس حياته السياسية والعقائدية من خلال ادعيته هذه التي حاول ان يبث من خلالها كل مايحفظ الاسلام ويعزز من وجوده بالشكل الذي يتوازى مع تعاليم الله سبحانه وتعالى ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهج القران. لذلك التف حول الامام عليه السلام الكثير من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم من اهل الدين والتقوى الذين طلبوا القرب من الله بالقرب من الامام عليه السلام والتقرب منه، وبذلك اسس الامام عليه السلام اول مدرسة علمية وفقهية ودينية بعد مدارس اجداده محمد وعلي عليها السلام ومدرسة ابيه الحسين عليه السلام تلك المدارس الجهادية الخالدة، والتي نحن من ثمرتها نستقي تلك العلوم الربانية ومنها علوم زبور ال محمد التي نحن بصدد التعليق على ادعيتها التي لايمكن ان نحيط بفوائدها كلها لكن ذلك لايمنع من التزود بنفحاتها. فرض الجمعة للجمعة فروض متعددة منها غسل الجمعة وصلاة الجمعة وقراءة سور محددة من القران وتجد تفصيل ذلك في كتب العبادات المفصلة لصلاة الجمعة، بالاضافة الى قراءة الادعية الماثورة ومنها هذا الدعاء الذي يختص بيوم الجمعة،الى غير ذلك من المستحبات الوارد ذكرها من الاعمال المستحبة في هذا اليوم ويمكن مراجعة تلك الاعمال في كتاب مفاتيح الجنان للشيخ المرحوم عباس القمي وغيره من كتب الادعية والاخلاق. يوم الجمعة يوم الصلاة والدعاء والعطاء يعتبر يوم الجمعة يوم متميز في حياة المسلمين حيث يؤدون فيه صلاة الجمعة في المسجد الكبير ، ويجتمعون لسماع الخطبة التي يذكر فيه الخطيب بالله سبحانه وتعالى ويوجه الناس الى طاعته ويتداول فيها امور المسلمين من اجل صيانتهم وحفظهم لاجل ان ينالوا الثواب وينجون من العقاب يوم يعز الله المؤمنين بالجنة ويذل العصاة والمعاندين في نار جهنم. الاسماء الحسنى يحاول الامام عليه السلام من خلال الادعية ان يتوسل بالاسماء الحسنى يدعوه بها ليؤدبنا ويعلمنا ان هذه الاسماء هي التي بها يدعو المخلوق خالقه، فهي مفاتيح الرحمة، ومفاتيح الحصول على الاجابة، ونعمت الاسماء ومنها العزيز والحكيم، فالله هو العزيز يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو الحكيم وراس الحكمة مخافة الله. المصادر الصحيفة السجادية الكاملة للامام زين العابدين علي بن الحسين عليها السلام
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |