|
جائزة القطيف للإنجاز .. مجرد تساؤلات
فوز الضامن - القطيف قد تكون المشاركة في تفسير سورة الحجرات لبعض الفتيات الصغيرات لا يعتبر إبداع بالنسبة للعالم، ولكن فوز متسابق في مسابقة غنائية في برنامج أمريكي يعتبر إبداع، ويستحق التكريم، والشهرة، والمكافئة، و أيضا رعاية هذا المتسابق من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات وتعريف المجتمع به وفرضه على العالم أجمع. ماهي المقاييس التي اعتمدت في الحالتين؟ نجد أن المقياس الذي اعتمد عليه في الحالة الثانية هو مقياس قوة المال وسلطة الإعلام (الكيل بمكيالين)، إما ان ما يصح للعالم لا يصح لنا فنجد الدول المتقدمة ترعى جميع أنواع الإبداع - وأنا لا أعيب عليهم رعاية المغنيين أو الممثلين أو حتى الراقصين فهذا مشروع ضمن ثقافتهم ودياناتهم ومبادئهم- فإبداعهم يكون ضمن مقاييس قد تم رصدها من قبلهم وتتناسب مع طبيعة مجتمعات لها خصوصياتها وثقافتها، وان كانت تريد أن تعمم هذه الثقافة ضمن تمريرها تحت بوابة العولمة. دائماً نحاول أن نكون ملكيين أكثر من الملك نفسه، فدائما ما نربط تقدمنا بعجلة الواقعية، والمنطق، والدول المتقدمة التي لم نأخذ منها شيء أكثر مما تأخذ الريح من البلاط، ولم تصدر لنا أكثر مما تستغني عنه أو يدعم الوضع الاقتصادي لديها، ونعول وبقوة على أراء العالم، لا نقول أن الدول المتقدمة لا تهمنا، ولدينا اكتفاء، وإننا مستقلين، ولكن على الأقل يجب أن لا نقلل من كفاءتنا ونلغي وجود الإبداع في مناطقنا، سواء بكلمة أو بجرة قلم أو بحكم مسبق. آلا يوجد إبداع على مستوى الشباب في المنطقة؟ كان لقائنا بالأستاذة منى الشافعي في جلسة حوارية في الاجتماع الأسبوعي (لمهرجان تكريم القطيف)، وهو ما أثار بعض التساؤلات التي كانت منها ما هي مقاييس الإبداع ؟ وهل الأسس واقعية ومنطقية؟ وهل نحن نمتلك تلك الطاقات الشابة المبدعة؟ لست أنا هنا في موضع وضع إجابات للأستاذة منى الشافعي، بل على العكس فقد أثرت الاجتماع بعرض تجاربها، وطرح تساؤلاتها وفتحت لنا باب للنقاش، ووضعتنا أمام تحدي مع أنفسنا "انتم مجموعة من الشباب ولديكم الحماس، ولكن فلندرس الواقع ونرى حكم المنطق". عندما نقرأ التاريخ نجد إن أكبر المشاريع وأعظم الاختراعات جاءت من قبل فئة الشباب، فلم يتم تأسيس المواقع العالمية مثل " face book, ebay "، وكذلك آلاف الإنجازات الجديدة إلا من قبل شباب، الذين لم يسلكوا الخط التقليدي بل سعوا إلى التجديد والتغيير، لان لديهم مجتمع يؤمن بالإبداع بدون قيود وحدود ولدينا مجتمع يؤمن بالواقعية وبالقيود. نحن ينقصنا أن نؤمن بأنفسنا وبالمجتمع الذي ننتمي إليه، ونحاول أن نتحرك ضمن ما هو متوفر فـ "جائزة القطيف للإنجاز" تحقق لنا ذلك، فأن لم يكن اكتشاف مبدع ورعايته فهو طرق باب الوعي في أنفسنا، واكتشاف الموهوبين من أبنائنا، وصقل مواهبهم قبل أن يقضى عليها، فلنكسر قيد القناعات السالبة لدينا حول ذواتنا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |