بنت الرافدين

دولة الحرب والانقلابات

د.واثق الزبيدي

الجميع يؤكد على ان الحكومة سائرة نحو الانفلات عن الديمقراطية ولان الحكومة تدفع المجتمع نحو التعسكر بل نحو الانقلاب فهي تشكل وعلى قدم وساق يوميا مجالس عشائرية وتنفق المليارات من اجل ان تسيطر على تلك العشائر بل تشتريها والحقيقة هي طريقة قديمة من طرق القضاء على الديمقراطية وان زعماء الوزارات الامنية او الوزراء صاروا زعماء لاحزاب لكن شهر العسل لن يطول بين العسكرة والحكومة فرئاسة الوزراء تعمل على عزف مغايير وتذهب نحو تحشيد المجتمع العشائري نحو العسكرة التي يقصد منها تحديد شراء الاصوات لانتخابات في الوقت الذي يتأمر وزيرا الداخلية والدفاع في تشكيلهما حزبا اسموه بالدستوري رغم ان وجوده انتهاك للدستور العراقي الذي يرفض ان يكون قادة الوزارات الامنية متحزبون وهذه الاقطاب الثلاث تنتهك الدستور وتسير نحو العسكرة في وقت غفلوا عن ان عبود كنبر قائد خطة فرض القانون والمتحدث الرسمي باسم الخطة قاسم عطا وضعوا ايديهم بيد الامريكان وصاروا يعملون علانية للاستخبارات الامريكية وهو مايفسر تصريحات بعض السياسين وتحذيراتهم من ان انقلابا سيحدث او توقع حدوث انقلاب لكن الجميع لايعلم ولم يفقه اللعبة الحقيقة فان حدوث انقلاب عسكري لن يثني الوسادة لاي طرف من هذه الاطراف فعراق اليوم يختلف عن عراق الامس لان عراق اليوم لن يدين لاحد من هذه الاطراف بل لن يستكين كما استكان من قبل لحكومة البعث فعراق اليوم سيكون واحد من اثنين اما ان يقف العراقيون جميعا مقابل الانقلاب وسيقومون بطرد المتأمرين واما سيندفع العراق نحو حروب ومطاحن لن يكون لاحد ان يحكم العراق بعدها والحروب التي ستندلع كثيرة عشائرية عشائرية ومذهبية وعنصرية وقومية وحزبية وهكذا ولن يكون الا حكومات عصابات ومليشيات متوالدة لاتنتهي وهذه المرة المخطئون هم اولئك الذين يحكمون باسم الوطنية وبدل ان تحارب الحكومة ذلك الارهاب ستعيد الارهاب وعمل الوطنيين خلال الفترة المنصرمة من الممكن ان يكون في مهب الريح بل من الممكن ان يكون قشة في مهب ريح عالية .

اذا على الجميع ان يعرف ان امان العراق صار اليوم بالسير على المنهج الديمقراطي الانتخابي لانه السبيل الوحيد لادارة دولة اليوم لان العراق اصلا كمواطن انعتق من سطوة الخوف بل صار الخوف دافع نحو الدفاع عن الحرية والديمقراطية .

العودة الى الصفحة الرئيسية