|
السنة قلقون، والكرد متفائلون، والشيعة بين بين صور أقمار صناعية تكشف عن تفاصيل الخارطة المذهبية لبغداد
عمر علي كتب محمد عبد الجبار الشبوط: كشفت صور التقطتها الأقمار الصناعية في الليل ان الأحياء العربية السنية الكثيفة السكان في بغداد بدأت تخلو من سكانها قبل نشر القوات الأمريكية الاضافية في عام 2007 وهو ما اعتبره خبراء وكالة رويترز دليلا واضحا على ان تطهيرا طائفيا حدث قبل تراجع اعمال العنف، في وقت تظهر استطلاعات الرأي ان العراقيين السنة يشعرون بالقلق على مستقبلهم، ومستقبل عوائلهم، ولا يملكون ثقة كبيرة بأن الأوضاع يمكن ان تتطور بشكل ايجابي. ويبلغ عدد سكان العراق، 27499638 مليون نسمة، ينقسمون قوميا ودينيا ومذهبيا اى مكونات شتى. ولاتوجد احصائيات رسمية قاطعة تبين عدد نفوس كل مكون، لكن توجد ثمة احصاءات غير رسمية، يمكن الركون الاولي لها. ومن بين هذه الاحصائيات الارقام او النسب التي توردها دراسة لمكتبة الكونغرس الأمريكي LoC) (صدرت عام 1988، واخرى ل اي بي سي ABC ، وثالثة لوكالة المخابرات الأمريكية CIA . ويبين الجدول التالي النسب المئوية الواردة بهذه المصادر. ويعيش العراقيون في مدن وحواضر وقرى وارياف العراق. واذا كان الكرد يتركزون في كردستان، ومناطق اخرى يسميها الدستور المناطق المتنازعة، مثل خانقين وكركوك، فان بعض الشيعة او بعض السنة يعيشون في مناطق من لون مذهبي واحد (%54)، ويعيش بعضهم من الطرفين في مناطق مختلطة (%15)، فيما تعيش اقلية منهم في منطقة يغلب عليها مذهب واحد مخالف (%31). وتدعم الصور وجهة نظر المنظمات الدولية للاجئين وخبراء في شؤون العراق بأن تحولا كبيرا في التركيبة السكانية كان من العوامل الاساسية في تراجع العنف الطائفي لا سيما في العاصمة العراقية بؤرة العنف الذي حصد ارواح مئات الالاف من الاشخاص. وتعرضت الاقلية العربية السنية في الكثير من الأحياء السكنية للطرد على يد متشددين شيعة اغضبهم بشدة تفجير مسجد سامراء في فبراير 2006. واثار الحادث الذي تشير فيه اصابع الاتهام الى تنظيم القاعدة السني المتشدد موجة من العنف الطائفي. ونسبت رويترز الى استاذ الجغرافيا جون اجنيو من جامعة كاليفورنيا لوس انجليس الذي قاد الدراسة قوله«مع بدء زيادة القوات كان العديد من اهداف الصراع قد قتلوا او فروا من البلاد واطفأوا الانوار عند رحيلهم». واضاف اجنيو الذي يدرس الصراعات العرقية ان تفسيره في الاساس هو ان العنف تراجع في بغداد لان كان قد بلغ ذروته مع بدء زيادة القوات. وتقدم الدراسة التي نشرت في دورية انفايرونمنت اند بلانينج المزيد من الادلة على الصراع الطائفي في العراق والذي بلغ الذروة قبل قليل من اصدار الرئيس الأمريكي جورج بوش اوامر بنشر حوالي 30 الف جندي أمريكي اضافي. وثار جدال حول المدى الذي ساهمت فيه زيادة القوات في منع انزلاق العراق في هوة حرب اهلية طائفية خاصة في الولايات المتحدة حيث يقول انصار زيادة القوات انها كانت العامل الرئيسي في خفض العنف بينما يقول اخرون انها لم تكن سوى احد العوامل. وقال فريق اجنيو في تقريره «تشير نتائجنا الى ان زيادة القوات لم يكن لها تأثير ملحوظ باستثناء انها ساعدت في اعطاء موافقة على عملية للتجانس الطائفي... بين الأحياء والذي تحقق الان بشكل كبير». واستخدم فريق اجنيو علانية الصور الليلية التي التقطها بالاشعة تحت الحمراء قمر صناعي للطقس يشغله سلاح الجو الأمريكي. وقال التقرير «تزايدت على ما يبدو الانوار الليلية في بغداد منذ الغزو الأمريكي في الفترة ما بين 2003 و2006 ثم انخفضت بشكل كبير من 20 مارس 2006 وحتى 16 ديسمبر 2007». واضاف الفريق ان الانوار الليلية لحي الصدر الذي يهيمن عليه الشيعة ظلت ثابتة وكذلك الانوار في مجمع المنطقة الخضراء الذي يضم مقر الحكومة والبعثات الدبلوماسية بوسط بغداد. وزادت الانوار في منطقة بغداد الجديدة بشرق البلاد وهي جيب اخر من جيوب الشيعة. واستخدمت دراسات الأقمار الصناعية ايضا للمساعدة في توثيق عمليات التهجير الجبري في ميانمار والتصفية العرقية في اوغندا. الانقسامات المذهبية وينعكس التنوع المذهبي والعرقي العراقي الى سنة وشيعة وكرد، على التصورات والمواقف والتوقعات السياسية لكلٍّ من الطرفين. اولا، التوقعات: وفي استطلاع تضمن ثلاثة خيارات هي: حياتي الشخصية تسير نحو الافضل، والوضع العراقي يسير نحو الاسوأ، وأتوقع حياة أفضل لاولادي، عبر %33 من السنة عن اعتقادهم بان حياتهم الشخصية تسير نحو الافضل، فيما عبر %62 من الشيعة و %73 من الكرد عن ذلك. أما في الاجابة عن اذا ماكانت يعتقد ان الوضع العراقي يسير نحو الاسوأ، فقد قال نعم %83 من السنة، و %39 من الشيعة و %53 من الكرد. وتوقع %12 من السنة خيارا افضل لأولادهم، مقابل %50 من الشيعة و %59 من الكرد. ثانيا، الثقة بالمؤسسات الوطنية: وقال %43 من السنة انهم يثقون بالجيش العراقي، مقابل %75 من الشيعة، و%78 من الكرد. وقال %10 فقط من السنة انهم يثقون بالحكومة العراقية، مقابل %67 من الشيعة والكرد. وقال %22 من السنة انهم يثقون بالقادة المحليين، مقابل %55 من الشيعة و %76 من الكرد. اما فيما يتعلق بالرضا عن سياسة رئيس الحكومة نوري المالكي، فقد عبر %8 من السنة عن رضاهم، مقابل %52 من الشيعة و %68 من الكرد. وبصورة عامة لا تحظى المليشيات المحلية بثقة غالبية الناس في العراق من مختلف التكوينات. فقد عبر عن الثقة بها %5 من السنة، و %28 من الشيعة و %38 من الكرد. ثالثا، الوجود العسكري الأمريكي وتختلف مواقف العراقيين من الوجود العسكري الأمريكي تبعا لانتماءاتهم الاثنية والمذهبية. فقد اعتبر %5 من السنة ان غزو العراق كان عملا صحيحا، مقابل %65 من الشيعة، و %87 من الكرد. واعتبر %62 من السنة ان الهجمات على القوات الأمريكية مقبولة، مقابل %43 من الشيعة، و %2 فقط من الكرد. وينعكس هذا على موضوع الانسحاب المباشر للقوات الأمريكية من العراق، فمع ان %38 من عموم العراقيين تؤيد الانسحاب المباشر، الا ان النسبة ترتفع لدى السنة لتصل الى %61 وتنخفض عند الشيعة الى %33 وتصل ادنى مستوى لها عند الكرد حيث لا تتحاوز %10. ------------------------------------------ منقولة عن جريدة الوطن الكويتية
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |