|
الطواف حول مراقد الائمة وتقديم الذبائح والنذورات مقدمة رغم اننا بحاجة الى ثقافة تربوية ونفسية وعلمية وتنموية، الا ان بعض النداءات المتطرفة التي تدعو الى شق وحدة الصف الوطني والقومي والانساني تدعونا بعض الاحيان وليس دائما الى التصدي لمثل هذه النداءات ومنع تاثيرها على الناس بالشكل الذي يهتك حرماتهم ويؤدي الى ازهاق نفوسهم وهدر اموالهم وطاقاتهم والحد من حرياتهم في الوقت الذي تقتضي فيه الظروف الانسانية الى التعايش والحوار من دون استخدام العنف او اللجوء الى اساليب التهجم البدائية التي لاتتلائم ومبادئ السلم. لقد لاحظنا ان بعض اجهزة الاعلام المشبوهة تروج الى اشاعة الخلاف بين الناس وتتدخل في كافة تفاصيل شؤونهم العقائدية بشكل يدعو الى الالم ويدعو الى الكراهية بين اصحاب الدين الواحد، لذلك اثرنا ان نبين بعض الملاحظات السريعة حول بعض تلك النقاط الخلافية لغرض بث روح التسامح والاحترام بين اهل الدين الواحد ومنع ايجاد ثغرة في صفوفهم تجعلهم يتكارهون فيما بينهم ويؤدي الى اضعافهم واسقاط هيبتهم في اعين الاخرين. الطواف حول مراقد الائمة درج الناس ومنذ زمن طويل على الطواف حول كل ماهو مقدس حتى الحجر كما يجري من الطواف حول الكعبة، فالطائف حول الكعبة لايقصد عبادة الكعبة نفسها او الحجارة التي بنيت منها، وانما يقصد امرا اخر غير ذلك، فهو يقصد عبادة الله من خلال طقوسه وعباداته وذكره من الصلاة والقران والدعاء والتوجه الى الله سبحانه وتعالى، وهكذا فان الامر لايختلف عند الطواف حول قبر من قبور الانبياء والاولياء الصالحين، فانما يقصد من ذلك ذكر الله وقراءة القران وعبادة لله والدعاء الى سائر الذكر من دون عبادة لغير الله او الصلاة لغير الله.. وتعظيم هؤلاء انما هو تعظيم لشعائر الله ، ولما لهؤلاء من صلة بالله تعالى، ولو لم تكن لهؤلاء صلة بالله لما طاف طائف من المؤمنين حول قبورهم.. وهكذا يفعل المؤمنون عند زيارة قبر الرسول صلى الله عليه واله وسلم، فانهم بطوافهم لايعبدون النبي وانما يزورونه ويسلمون عليه ويذكرون الله عنده، ، ويحترمون النبي في موته كما لو كان حيا، فالشهداء والانبياء والصالحين عند ربهم يرزقون، فان كانوا في نظرنا اموات ففي نظر الله سبحانه وتعالى احياء يرزقون، فالطواف انما يقصد منه التبرك والتشرف لاقصد العبادة. تقديم الذبائح والنذورات ولايختلف الامر في مسالة الذبائح والنذور، فالذبح والنذر يتم وفق الاسس الصحيحية التي تتناسب مع العقيدة الاسلامية الصحيحة من التوجه لله وذكر اسمه، ويهدى ثواب العمل للميت سواء اهدي الثواب لنبي او ولي صالح اولميت عام من المسلمين، ونود ان نبين من خلال ذلك مايلي: اولا: ان كل مصنفات الامامية مصرحة بان النذر والعهد والاضحية لاتكون الا لله. ثانيا: ان المشاهد المشرفة هي ماوئ للفقراء والمساكين. اثالثا: لو صلى المصلي في حالة متجها نحو القبر يريد بها وجه الله تعالى وليس القبر فلا دليل على حرمة الصلواة نحو القبر اذا اراد المصلي بها وجه الله تعالى، علما ان المصلي لايصلي الا متجها للقبلة مع مصادفة وجهه للقبر. رابعا: ان قبر النبي (ص) ليس قبلة، وانما الكعبة هي القبلة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |