المخدرات طريق مؤلم بدايته هلاك ونهايته موت

 

عباس السعيدي/ الديوانية
Abbas1985@hotmail.com

المخدرات مشكلة اجتماعية خطيرة تواجه المجتمعات البشرية بكافة اشكالها النامية منها والمتطورة، وتشكل حلقة متواصلة مترابطة بين طرفي الانتاج والاستهلاك، وتنتشر بين كافة شرائح المجتمع الا ان فئة الشباب تبقى محور الاستهداف في كثير من المجتمعات وتنبهت المجتمعات الى خطورة هذه الظاهرة فوضعت الاستراتيجيات والخطط لمواجهتها والمجتمع العربي كغيره من المجتمعات بدأ يدرك خطورة المشكلة ويعمل على تعزيز الجهود في محاولة لدرئ مخاطرها وتحدياتها.

ان اضرار المخدرات عديدة ومتنوعة على افراد المدمنين وعلى المجتمع عامة، فالفرد الذي يتعاطى المخدرات ويدمن عليها يصاب باضرار عديدة في جسمه ونفسيته، ويصابون بانهيارات نفسية وعدم احساس بالمسؤولية، والعديد منهم ينتهي الى الانتحار والموت البطيء، كما ان المخدرات تؤدي الى انهيار وتفكك اسرة المدمن وانحراف افرادها نحو ارتكاب الجرائم عدى عن الاثار النفسية على افراد الاسرة. كما ان للمخدرات تاثيرها على المجتمع الذي يعيش فيه المدمن وبما ان الشباب هم الشريحة الكبرى في أي مجتمع، وهي المستهدفة، فان الضرر سيكون كبيرا جدا عليهم باعتبار ان الشباب يؤدي الى اضعاف المجتمع واهدار طاقته من الشباب دون الاستفادة منها، ويصبح الشباب دون الاستفادة منها، ويصبح الشباب عالة على المجتمع بدلا من ان يكونوا قوة وسندا له.

ان على المؤسسات محاربة المخدرات على اثر تزايد ظاهرة انتشار المخدرات، وازدياد الخطر المحدق بالشباب والمجتمع عامة، اصبح من الضروري ان تقوم المؤسسات الدينية والشبابية والاعلامية والتعليمية والاسرية بوقف هذا الخطر وحماية الشباب منه لما يجر على الجميع من وبال ودمار.

والمسجد له دور كبير في التاثير على الجماهير وكلما كان امام المسجد وخطيبه على دراية واسعة في العلم والاسلوب كانت استجابة الناس اقوى واسرع، فيجب ان تتوافر فيهم خاصية التمكن في اسلوب عرض مواعظهم وقوة الاقناع لديهم خاصة في صلاة الجمعة، كما ان للمؤسسات الشبابية وخاصة الاندية دورا كبيرا في هذا المجال من خلال اقامة البرامج والندوات الارشادية التي تتحدث عن المخدرات واضرارها، ومن خلال اقامة النشاطات الشبابية والرياضية والثقافية والفنية والكشفية والتطوعية لملء اوقات فراغ الشباب واشغالهم بما هو مفيد،

للاعلام بكل انواعه اثاره الخطيرة على الناس وله مكانته في كل بيت وما يصدر عنه ينعكس على أبناء الامة ويكون له صدى واسع بينهم وكلما سما الاعلام فيما يقدمه فانه يسمو باخلاق الجماهير وتصرفاتهم والعكس كذلك، فكثير من الانحرافات التي وقع فيها ابناؤنا كانت بسبب تاثرهم بالاعلام وخاصة التلفزيون. فينبغي ان يفسح الاعلام المقروء والمسموع والمرئي مساحات كبيرة لعلماء الدين والاجتماع والاطباء والمختصين لمواجهة المخدرات وكشف القناع عن اضرارها الخطيرة، كما يجب ان يمتنع التلفزيون عن عرض افلام الجن والبرامج التي تثير الغريزة الجنسية في الشباب والاعلانات التجارية التي تعرض بطريقة منافية للاداب والقيم فهذه من اسباب هروب الشباب الى المخدرات التي يخيل اليهم انها تنسيهم واقعهم.

وعليه فان الاعلام مطالب بان يتناول الظاهرة باعتبار التصدي للمخدرات واجبا قوميا يقع على عاتق جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وكذلك على كل فرد من افراد المجتمع لتحقيق الهدف المنشود من الوقاية والعلاج، وعلى الاعلام صياغة خطة اعلامية بصدد المخدرات وذلك بالقاء الضوء على حجم المشكلة والبحث عن حلول لها من خلال البرامج التي يتناولها ويبثها عبر وسائله من خلال عدة محاور يمكن ان يكون من بينها،  

فيجب استمرار البرامج الدينية في ابراز وجهة نظر الدين وحكم الدين في من يتعاطى المخدرات ويروجها والتركيز على التمسك بالقيم والمباديء الدينية كاحد اهم اسباب التصدي لمشكلة المخدرات والقضاء عليها، وتكثيف التوعية عبر وسائل الاعلام باضرار المخدرات والتحذير من اثارها الضارة ومواجهة الافكار والاراء المنحرفة التي تبرر تعاطيها، وتنويع البرامج الهادفة مثل الحوار والندوات والتعليقات والمسلسلات الدرامية والافلام السينمائية التي تبرز حجم المشكلة وايجاد الحلول لها بشكل وباخر. اجراء حوارات مع المدمنين الراغبين في الشفاء او الذين تم شفاؤهم مثلا بابراز تجربتهم مع الإدمان وما خلفه من اثار سلبية عليهم . التنبيه على ان المخدرات هي جزء من مؤامرة تستهدف الشباب العربي كونهم نصف الحاضر وكل المستقبل. ان يقوم الاعلام بتعزيز الدور الشعبي في الوطن للاسهام في مكافحة المخدرات جنبا على جنب مع رجال الشرطة حتى يمكن القضاء على اوكار تجار المخدرات.

كما يجب ان يواكب دور المدرسة او الجامعة لرسالة البيت في تنشئة ابنائه سويا يسهمون في بناء المجتمع ونهضة الامة فالمدرسة مسؤولة مسؤولية كبيرة عن ابراز المعاني الجميلة في النشء وكذلك تنميتها وكذلك بتحذيرهم من الوقوع في الافات التي تذهب بالعقل كالكحول والمخدرات ومن الوقوع في براثن الانحرافات الاخلاقية في علاقات غير شرعية. وعندما يتحقق التعاون بين المؤسسات الشبابية والاسرة والمدرسة والمسجد يكون اجيالا عصية على كل انحراف ولا تستطيع المخدرات ان تخرق صفوفهم. وكذلك كانت العناية بالاسرة من اهم القلاع والحصون التي تحمي المجتمع من انتشار المخدرات، ويتحقق ذلك بالتعاون بين الزوجين لتربية الابناء على القيم النبيلة والاعراف الطيبة لضمان مجتمع خال من المخدرات والوقاية خير من العلاج.

ان رعاية الاسرة وتجنيبها عوامل التفكك والتصدع وتنشئة الابناء في اسرة متماسكة يجب ان يكون من اهم الاهداف الاولى التي تساعدنا في حربنا على المخدرات. فكثير من الابناء وكما تظهر الدراسة سقوط في شرك المخدرات بسبب الخلافات العائلية. بالاضافة الى مسؤولية الابوين في توفير جو عائلي تسوده الالفة والمحبة والحنان خاصة مع الفتيات الاطفال، لهذا فان تنشئة الفرد التربوية والاجتماعية تبدا من محيط الاسرة وتمر في المؤسسة التعليمية وتنتهي بالمجتمع ليكتسب من خلالها القيم والعادات السلوكية التي تبقيه بعيدا عن الوقوع في شرك المخدرات والانحرافات السلوكية الشائعة.

فيجب ان تكون موضوعات مكافحة المخدرات جزءا من المناهج التعليمية المستخدمة في مراحل التعليمية المستخدمة في مراحل التعليم النظامي وغير النظامي، على ان تحدد الطريقة التي يتم بها تضمين هذه الموضوعات هذه المناهج واسناد المواضيع المتعلقة بمكافحة المخدرات الى فريق عمل مكون من المختصين الذين لهم خبرة ودراية في هذا المجال (اطباء، خبراء نفسين، اجتماعيين، رجال القانون) جنبا الى جنب مع التربويين. وان يكون موضوع مكافحة المخدرات جزءا من البرنامج التدريبي للمعلمين في مراحل التعليم المختلف.  

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com