|
مولدات وطائرات مهند السماوي!!! قد لا يختلف العراقيون من شمال البلاد إلى جنوبها حول ضرورة حل مشكلة الكهرباء المستعصية في بلدهم، ووجوب أن تقوم الحكومة بإجراءات عاجلة من شأنها توفير الحلول المناسبة لهذه المسألة وغيرها من القضايا التي تدخل في صلب احتياجات المواطن العادي، من توفير الماء الصالح للشرب وإعادة تأهيل وبناء البنى التحتية للعراق التي إما دمرت بفعل الحروب أو تهالكت نتيجة عدم صيانتها ولسنين طويلة في عهد النظام السابق، إلا أن العراق يحتاج أيضا إلى بناء جيش قوي قادر على الدفاع عن العراق في حال تعرضه لأي اعتداء سواء كان داخليا من خلال دك أوكار الإرهابيين أو الذود عن أرض العراق في حال تعرضه لهجوم من دولة أخرى، من دون الاعتماد على القوات متعددة الجنسيات. وربما يكون ما جاء في هذه المقدمة معروف إلا أنه أيضا محل اختلاف بين العراقيين بسياسييهم ومثقفيهم وعموم المواطنين. لقد أثار مقال لأخي وزميلي مهند حبيب السماوي، نشر مؤخرا في العديد من المواقع الالكترونية إعجابي لما تضمنه من أفكار قد تكون صحيحة فيما لو تم تطبيقها آنيا وليس بعد سنين عديدة، أو لو أن العراق يعيش بسلام وأمان، فالمقال الذي جاء بعنوان "طائرات F16 أم مولدات كهرباء !!!" احتوى على الكثير من الحقائق منها عزوف اعداد كبيرة من العراقيين عن صيام شهر رمضان بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي عن مناطقهم، إلا انه اغفل حقيقة مهمة وهي صون الكرامة العراقية.. فإلى متى يبقى العراق معتمدا على المتعددة الجنسيات في حل مشاكله الأمنية الداخلية أو الذود عن البلاد في حال تعرضه إلى اعتداء خارجي، وهذا ما حصل فعلا عندما اقدمت تركيا وإيران على قصف المناطق الحدودية بينها وبين العراق بحجة ضرب المتمردين الأكرد. فلو كان للعراق جيش قوي وقوة جوية هي الأخرى قوية لما أقدمت هاتان الدولتان على الاعتداء على العراق بهذه السهولة ولكانت حسبت ألف حساب قبل أن تقدم على هكذا فعل. قد يقول قائل أن هذا الرأي يذكرنا بما كان يروج له في وسائل الإعلام العراقية قبل سقوط النظام السابق حول ضرورة بناء جيش قوي قادر على الذود عن الأمة وما شاكل ذلك تعبيرات رنانة سئم المواطن العراقي منها وكانت سببا في إفقاره وحرمانه من ابسط مقومات الحياة الاعتيادية، إلا ان ما نريد أن نقوله هنا إذا كانت بعض القوى السياسية العراقية المؤثرة ترفض عقد اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة تضمن سلامة العراق من أي اعتداء سواء كان داخليا أم خارجيا، مثل التيار الصدري وجبهة التوافق التي أكد يؤكد أعضاؤها ومن ضمنهم الدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي أن الاتفاقية الأمنية مع أمريكا لن تمر في مجلس النواب، وإذا كان السيد مهند السماوي قد نوه في مقاله إلى ضرورة إلغاء فكرة شراء الطائرات وهذا يجر أيضا إلى إلغاء شراء بقية الأسلحة و التجهيزات للجيش العراقي، فمن الذي سيحمي الوطن... هل القوات متعددة الجنسية التي يرفض الكثير من العراقيين عقد اتفاقية أمنية معها كما أسلفت، أم الميليشيات والمجاميع المسلحة التي ذاق ما ذاق العراقيون منها؟؟ إن دولا عديدة عقدت اتفاقيات أمنية مع الولايات المتحدة، ولاسيما اليابان التي أشار لها مقال السماوي، وحققت ازدهارا اقتصاديا في تلك الدول، ولعل مقال للأستاذ عبد الرحمن الراشد، نشر في صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان " الاتفاقية الأمنية.. هل العراق اليابان؟"، يعزز ذلك، حيث جاء في المقال "أن ثنائية الاتفاقية والوجود العسكري اديا الى استقرار المانيا واليابان، وتبعه ازدهار نافسَ اميركا نفسها في ما بعد"، لكن الوجود العسكري الأمريكي وفقا لاتفاقية أمنية طويلة الأمد مع العراق يفسر من قبل منتقديه على أنه تكريس للاحتلال أو وجه آخر من وجوه الاحتلال. أما حان الوقت ان تعمل الحكومة العراقية بكل طاقتها من أجل تحقيق مبدأين أساسيين، وعلى نحو متواز، وهما تقديم أفضل الخدمات للمواطن العراقي الذي عانى وصبر كثيرا وحان وقت قطف ثمار صبره ومعاناته، من خلال توفير فرص العمل والعيش الكريم وتقديم الخدمات الأساسية لحياته اليومية بضمنها الكهرباء والماء الصالح للشرب، إلى جانب الحصول على السيادة الكاملة للعراق وإنهاء وصاية الأمم المتحدة عليه، والعمل على إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في البلاد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |