الديمقراطية .. (26)

 

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail

 رسالة العلماء :

 في كل زمان ومكان العلماء كثار وقليل منهم العاملون والاقل الدعاة الواعون واندرهم رجال الاصلاح والفكر الملاحظ ان الامة الاسلامية خرجت الوف مؤلفة من العلماء ومن مختلف الاعراق والاجناس وفي مختلف الوان المعرفة والثقافة والعلم لكن اصحاب الاستقامة وحاملي راية التغير والتجديد وتسفيه التحجر والتصدي للطغاة وكما تعرضه الاحداث وتسفر عنه الازمات الاشخصيات معدودة وان ما نعدمه ونفتقر اليه ولحد الان هو الثائر المصلح المبطل لكل ماعلق بالدين من زيف ونفي كل ماليس من الشرع من بواطل ويبدد عروش الظالمين وفتح ابواب الدين في استيعاب التغير والاجتهاد بمواكبة التطوير والتشريع لمصالح الناس اجمعين باليسر دون العسر فكل ماترنوا اليه ثائر مصلح يكسر قيود الظلم ويبدد الظلام ويداويها مماتعانيه وينقذها مماتقاسيه ويطرح مشروعا يلبي طموحات وامال الناس

..لان البشرية في العصر الحاضرلاتثيرها المعاجزواصبحت بغير حاجة الى المعجزة لكثرة الاختراعات والانجازات العلمية ولكنها تعيش ازمة حقيقية في موارد التشريع والنظم والعدالة والسلام ..

الصفوة النادرمن العلماء هم الذين امتحن الله قلوبهم للايمان ويواجه الخلفاء مستنكرا لظلمهم ومحتجا على فسقهم على الرغم من سطوتهم وجبروتهم .ويعرف الامة بحقوقها ويوقضها من سباتها وينبهها من غفلتها ويبين لها رسالتها بامانة وصدق واخلاص لذلك ومن هنا اصبحت مهمه رجل الدين العامل الواعي مهمة وخطيرة بمقدار اداء مهامهم وفق الصراط المستقيم

فهي كذلك من ناحية البلاغ شديدة الصعوبة اذ هي ليست في مجرد تخويف واقناع الناس فحسب بل في التفكير معهم !!.. لان الفكر طريق الى ايقاظ الراي..ليكون مكملا للداعي ينهض ليبحث معه ولا يكتفي بان يتلقى منه و يتثاءب وينام !.. ان المهمه ليست في تخذير النفوس بل في تحريك الرؤوس! الداعي مفتاح للذهن يعين الناس على اكتشاف الحقائق والمعارف بانفسهم لانفسهم !.. ان مهمة الداعي في نظري هي تربية الراي وكل داعي لايثير في الناس فكرا يدفعهم الى التطوراوالنهوض اوالسمواعلى انفسهم ولا يحرك فيهم غير المشاعر السطحية ولا يقر فيهم غيرالاطمئنان الرخيص ولا يوحي اليهم الا بالاحاسيس المبتذلة ولا يمنحهم غير راحة الخاطر الفارغة والا يغمرهم الا الابالاخبار الهزيلة والخرافات السخيفة التي الاتكون فيهم شخصية ولا تثقف فيهم ذهنية ولاتربي فيهم شعورا علويا لهو رجل خداع واطماع يقضي على الفكر ويجمد المجتمع ويخدر النفوس !!..

 ان واجب التبليغ يحتم عليه ان يحدث اثرا سامي الهدف في الناس خير اثر يمكن ان يحدثه عمل في الناس هو ان يجعلهم يفكرون تفكيرا حرا ساميا ان يدفعهم الى تكوين راي مستقل وحكم ذاتي ويحرك فيهم الفكر !.

وهو لايستطيع ان يؤدي هذه الرسالة الا في اجواء رحبة ومحيط حر !..

لذلك نرى ان التبليغ لايزدهرعادة الا في محيط او مجتمع بزغت فيه عوامل الاحساس بحرية الراى ونرى التبليغ والبلاغ لايموت عادت الا في اجواءمجتمع خنقت فيه حرية التعبيرعن الراى او تمجد الانغلاق وتتمسك بالتقليد . الان المبلغ يجد عمله معطلا عند ئذ من ناحيتين : من ناحيتة هو- الذي لايستطيع ان يبلغ رسالاتة بتفكير حر ومن ناحية الناس - الذين وقفت عقولهم في هذا الجو الخانق المحصي للانفاس !! فالجو الخانق اذن يصيب بالعطب والعطل في الوقت عينه : اداة الارسال واداة التلقي !.. وبهذا يحصل الشلل الفكري والجمود الذهني في الامة وتكف سشخصيتها عن النمو والنضج وتظل - بلا حراك - في طور بدائي من الفهم لما يجري حولها من اجل ذلك ارى انبل جهاد لرجل الدين هو ان يكون بمستوا الاحداث والمستجدات والظروف العالمية ويتعامل معها على اسساس ثوابت الشريعه واسس العقيده وبتحكيم الاجتهاد والعقل واولويات مصالح الامة . ويسعى في سبيل المحافظة على نقاء الدين وصفاء الرسالة من عبث العابثين وصيانة اداة الفكر والرى .لان هذه الامور في الكيان المعنوي بمثابة القلب : مضخة يجب ان تعمل حرة على الدوام بعيدا عن هيمنة السلطات وارهاب لخلفاء لتكفل النموالسليم للاداء في التبليغ والنضج السديد في مراقي الاجتهاد .

ومن هنا فما من رجل دين يثير في نفسك احساسا علويا حقا : الا اذا كان في طريق حياته مستقيم السلوك سليم الاسلوب روحاني الهدي يذكرك الاخرة !.. بغير ذلك يختل التناسق بين الغاية والوسيلة وبهذاالاختلال يدخل النفس شعورالشك في حقيقة رجل الدين !..و لوعلم رجل الدين خطرمهمته لفكردهرا قبل ان يتفوه بقول اوان يخط سطرا !..

ولكن الوحي يهبط عليه ان شيئا ينزل عليه من اعلى .وشان المصطفين من اهل الدين

!..وهل يمكن ان يهبط من اعلى الا على كل مرتفع سامي ؟ لان السماء منبعه!.

ولعل النبي يخص هذه الصفوة من العلماء بحديثة الصحيح :(ان الله ىيقيض لهذا الدين في كل خلف عدول ينفون عنه زيف الغالين وتاويل المبطلين).

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com