|
أمسية ٌُُُلا تُنسى
رشيد كَرمـــة عندما تتوحد الأماني، وعندما تضيق مساحة التعنصر ومغالاة المذهبية والتخندق الطائفي تكبر آمالنا ليس في خارج الوطن، وإنما في كل حارة من حارات وأزقة ومدن العراق . ولعل في تجربة النوادي والتجمعات العراقية، التواقة للحرية والإخاء والديمقراطية، مايعزز من ذلك ومن أن الطريق الى الأستقرار لايمر عبر الضغائن والإستعلاء والهيمنة، بــــــل أن خلاص الإنسان يكمن في تحرره من الإستغلال و الإستلاب والذي لايتم إلا من خلال الوعي المنظم، وعي الفرد بدوره ومــن ثم وعيه أزاء الجماعة ــ العائلة، الحزب، التجمعات ــ والتي سرعان ماتفرض هذه التشكيلات الإجتماعية أحقية الدفاع عن وجودها، الذي يتأتى عبر كم من التضحيات، والتي ستصبح مؤشراً حقيقياً على سلامة ونهج هذه الفئة أو الفصيلة . وهي ستلجأ حتما ً الى وسائل المعرفة، وستخلق في مجرى عملية النضال وسائلها التي ستفضي حتما الى مايعزز قيمها الأخلاقية، يقود هذا التوجه فئة المثقفين، الذين يأخذون بأهمية التجمعات البشرية ( العراقية ) مأخذاً جاداً وصادقاً، ولا تشكل التجمعات القومية إثراً سلبيا، طالما آمنت بحق الغير من القوميات . و ( الجمعية الثقافية التركمانية العراقية ) في مدينة يوتبوري \ السويد واحدة من هذه التجمعات التي تغرس مبادئ حب الوطن وتشكيلاته الأجتماعية بغض النظر عن الدين والقومية والمذهب . وهي بهذا تساهم في رفد التوجه العقلاني، لحل مشاكلنا المستعصية . ولقد كان للنادي العراقي في مدينة بوروس \ السويد شرف التعرف عن كثب لأعضاء الهيئة الإدارية للجمعية وكذلك لأعضاء الجمعية من خلال دعوة الأخيرة لحضور ( ليلة تركمانية ) فــي أحد مطاعم مدينة بوروس . نظمت هذا اللقاء الأخت ( خلود اوراهم )، والتي عكست صدق مشاعرها عن هذا القومية التي تعتز بالعراق وقد بدا ذلك واضحا ً من خلال لقطات مصورة ظهرت على شريط تلفزيوني ( فيلم وثائقي ) تظهر إيمان التركمان في كركوك بالوحدة الوطنية، إذ تتكرر مقاطع " أنا عراقي " كما تتكرر إعتزاز هذه القومية بعراقية كركوك ولا شئ غير ذلك، والحقيقة ان الأمسية التي نظمتها إدارة مطعم الديوان في مدينة بوروس عكست بشكل لايقبل الجدل ان عراقاً بدون كركوك ليس عراقاً أو ان كركوك بدون العراق ليس كركوكا ً فالمدينة كركوك مثال المدن العراقية في التسامح والوئام ففيها الكردي والتركماني والعربي والكلدو آشوري والمسلم واليهودي والمسيحي والصابئي والشبكي والأيزيدي، فلا غرو أن تكون كلمة النادي العراقي في بوروس * الترحيبية تحمل وتعبر عن واقع كركوك بل هو واقع العقلانية . لقد رحب المبدع ( فاضل ناصر ) بوفد النادي العراقي في بوروس وقال في معرض حديثه عن أهمية اللقاءات : مرة أخرى يجمعنا الفولكلور العراقي ونحن في المهجر من خلال اللملهاة الشعبية الرمضانية ( الفنجان ) والتي تشتهر في ممارستها في كركوك، كركوك التي تتسع للجميع، فيما أشار الى تصميم علم عراقي بألوانه المعروفة مع عبارة (العراق للجميع )بدلاًمن النجمات الثلاث التي إبتدعها (غلاة القوميين العرب في الستينيات ) وبدلا من عبارة الله أكبر التي خطها دجلاً االمقبور صدام حسين . وقد أشار رئيس النادي العراقي \ بوروس عن إمتنانه للدعوة التي تعكس عمق العلاقة بين اخوة الوطن الواحد وتمنى لو تتكرر هذه الزيارات . ولقد كان لحضور الفنان المسرحي ( علي ريسان ) علامة ود وصداقة بينه والنادي العراقي في بوروس من جهة وما تربطه من وشائج شخصية مع مدينة كركوك والجمعية الثقافية التركمانية العراقية من جهة أخرى . كانت أمسية كركوكية بحق ’ غنى لها ( فراس الأمير ) بالعربية والآثورية فيما غنى لها بشكل جميل المطرب ( اوميد قايِجِى) مستحضراً أغاني محمد أحمد أربيلي وإبراهيم تاتلس، ولاشك أن الأغاني التركمانية التراثية تعبر بصدق عن الكثير من حياتنا الإجتماعية، أتمنى على الأخوة التركمان السعي لخلق واقع ثقافي يسلط الضوء على نتاجات تركمانية مسرحية غنائية أدبية . وفيما تبارى التركمانيون في لعبة الفنجان بود واضح، صدح صوت اوميد بأغان تعبر عن هلاهل الحب والفرح الذي لابد وأن يحتضن لقاءً مثل هذا حيث كان لحضور المرأة العراقية حضورا مشرقاً وجميلاً، فلقد شهدن ولأول مرة عن كثب لعبة فولكلورية . لقد تحول مطعم الديوان الى مقهى وكأننا في أحد حارات كركوك، حيث طغت معالم الفرح التركماني على الجميع، وحيث تلاشت تماما ًالفوارق، وتعددت رغبة التعارف على معالم كركوك . وفيما أهدى النادي العراقي في مدينة بوروس، هدية تذكارية للجمعية الثقافية التركمانية العراقية اكد الأخ ( الحاج رحمن ) سكرتير النادي العراقي إعتزاز النادي بالأخوة التركمان داعيا ً الى ليلة عراقية في رمضان جديد . بإختصار شديد كان لأمسية 27 أيلول 2008 نكهة خاصة أضافت لنا بُعداً جديداً لعلاقة ود وحب مع كركوك والكركوكيين . الهوامش * كلمة النادي العراقي في مدينة بوروس، ألقتها الأخت ( خلود أوراهم ) " بطاقة حُب " لسان حال كركوك يقول : لن تستطيعوا فك أحجيتي .... أنا عرق العراق ينط من أحشائي المقطع من قصيدة للشاعر ( حازم التميمي ) إلى أحبتنا التركمان في( كركوك) التسامح والأمل إلى حارات كركوك ومقاهيها، إلى شوارعها ......مآذنها كنائسها,, معابدها،, حاناتها إلى شعرائها وأدبائها وعلمائها إلى آثارها وإلى تأريخها إلى قلعتها إلى ماضيها وحاضرها ومستقبلها وإلى الجمعية الثقافية التركمانية العراقية في مملكة السويد مودتنا الخالصة وكل عام وانتم بخير ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |