أقطعوا دابر المفسدين فقد طغوا!!
 

د. أحمد عبدالله
sultan_10002003@yahoo.co.uk

في أعقاب السقوط الدراماتيكي لنظام صدام (الورقي!) تنفس العراقيون المظلومون الصعداء وبدأت سحب الأحلام الوردية تتجمع في مخيلتهم المتعبة ترقبا لغد أفضل وأيام ملؤها التفاؤل ربما تنسيهم المعاناة الكبيرة والظلم غير المسبوق للعقود السابقة. وتمضي الأيام سريعة لتبدا صفحات كالحة جديدة ذاقوا فيها مرارة المعاناة الشديدة والقتل والتضييق على الأنفاس. أما تطلعاتهم في بلورة نظام ديمقراطي تعددي فقد أصطدمت بصخرة الفساد الأداري والمالي التي حطمت الكثير من الآمال الكبيرة وسرقت الأبتسامات من شفاه الملايين.

ورغم أن حكومة السيد المالكي قد حققت أنجازات كبيرة جدا للشعب وبدأ العراق يشهد

للمرة الأولى أنفتاحا على العالم المتحضر وأزدهارا مشجعا فأن آفة الفساد بدأت تستشري بشكل غير مسبوق في مختلف دوائر الدولة ومؤسساتها حتى العليا منها حتى أن بعض (أبطالها) كانوا ولايزالون من الوزراء وأعضاء مجلس النواب ووكلاء الوزارات والمدراء العامين ووكلائهم ومن كثرة كاثرة من صغار القوم! وماعدا أصوات قوية وجريئة تتصدى للمفسدين وتكشف عوراتهم (السيد المالكي والسيد صباح الساعدي رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب والقاضي وائل عبداللطيف عضو مجلس النواب والسيد مثال الآلوسي) فأن جل المسؤولين الآخرين آثروا السكوت حرصا ، كما يبدو ، على رواتبهم الفلكية وأمتيازاتهم المالية الكبيرة التي تنم عن عشق لهذه الدنيا الفانية وعدم أكتراث مطلق لفقر المعوزين وحاجة المحتاجين!

ولعل أستدعاء وزيري الكهرباء والتجارة مؤخرا الى منصة مجلس النواب للمحاسبة والأستجواب وأعفاء ثلاثة مدراء عامين ووكلائهم في وزارة التجارة من مناصبهم وتشكيل عشرات اللجان التحقيقة لمحاسبة الموظفين الفاسدين في وزارة التجارة ، وهم كثر ، وأتخاذ أجراءات أدارية بحق مجموعة من المدراء العامين في وزارة الكهرباء تمثل بارقة أمل طال أنتظارها في ظل أجواء يخيم عليها تخوف الحكومة من أتخاذ أجراءات صارمة بحق مصاصي دماء الشعب المظلوم.

المواطن العراقي الغيور يتسائل: هل يعقل أن يعيش العراقيون الأباة في ظروف عيش ضنكى وقاسية للغاية في أحضان بلد بالغ الثراء يعج بالخيرات التي لاتحصى؟ وهل من المعقول أن تغزونا الكوليرا ونحن في القرن الواحد والعشرين؟ وهل من المنطق أن يظل شبابنا أسرى للبطالة القاتلة ويكاد الكثيرون منهم لايسدون حاجاتهم الأساسية في الوقت الذي يتمتع فيه محافظون (مزورون وغير كفوئين) ورتب عسكرية عالية (مزورة) وأعضاء مجلس نواب (صامتون) بخيرات هذه الأمة الكريمة بلاحدود أو خجل؟ وهل يتصور المرء ، ولو بالخيال ، أن مدنا حضارية عريقة مثل البصرة وميسان وذي قار وكركوك والموصل تعيش المآسي والويلات والخراب مثلما هو حالها اليوم؟!

مطلوب من الحكومة أن تبذل المزيد من المساعي في الكشف عن المفسدين وأظهارهم في وسائل الأعلام وتعقّب من هرب الأموال وأستثمرها ظلما وخسة في شراء العمارات والفلل الفارهة والمعامل والأراضي في بلدان الخليج ولبنان والأردن وسوريا وغيرها وكذلك العمل على أستثمار الأعلام الحكومي وغيره لزرع الوعي في النفوس وبيان الحيف والظلم الذين يلحقان بالمواطنين بسبب الفساد. أنها المعركة الفاصلة الأخرى ضد فلول الأر هابيين الذين لايقلون خطرا عن أرهابيي القاعدة والجماعات المسلحة المجرمة من أي طرف كان.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com