الشعب وبرلمان التعليق والعلاق!!
 

سهيل أحمد بهجت
sohel_writer72@yahoo.com

"إذا كان الشعب يظن أنه سيكون حرّا وجاهلا في الوقت نفسه... فهومخطئ" – الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون منذ أمد بعيد حلم العراقيون بالحرية والديمقراطية والعيش الرغيد والمساواة أمام القانون، وكان إسقاط الدكتاتور وصنمه في 9 نيسان 2003 خطوة أولى لتحقيق هذا الحلم الإنساني المشروع، لكن لسوء حظ العراقيين فإن تدمير الدكتاتور للبلد طال ما بعد إسقاطه وتسبب فعلا في شحن العقل العراقي بجراثيم الطائفية والقومية مما عكس نتائج سلبية على الوضع وانتهى بنا الأمر كعراقيين إلى انتخاب برلمان – مهزلة ومسخرة حسب أحد المواطنين – طائفي وقومي لا يملك منطقا إلا المصالح الضيقة والدفاع عن الإرهابيين وتوزيع الغنائم بين رؤوس المافيا.

إن برلمان ومجلس النواب الحالي أصبح هوالمشكلة بدلا من أن يكون هوحلال العقد، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بإلحاح هو: كيف الخلاص من كل هذا الكم من النواب الفاسدين والحاقدين على الديمقراطية والحرية، ولوتابع أي مراقب ماهر ما ينشره المثقفون والمفكرون والكتاب العراقيون، لوجد أن الغالبية العظمى من الطبقة المثقفة تقف بالضد من هذا البرلمان وعقليته الطائفية والعنصرية، لكن الطبقة المثقفة والمتنورة ليست إلا جزءا ضئيلا مهمشا بين أفراد الشعب، فغالبية العراقيين تعاني – وعلينا أن نعترف بهذه الحقيقة – من الجهل والجهل المركّب وعقلية "احتكار الحق والحقيقة" وهوما أدى فعلا إلى أن تصوت الأغلبية للرجعيين من الطائفيين والقوميين، ففي أثناء الانتخابات والتي شاركت فيها، وجدت عوائل بأكملها تصوت للحزب الفلاني وكان رب الأسرة وشخص ما يقودهم كالأنعام يساقون للتأشير لصالح الحزب الأوحد.

وعندما يصل نواب انتخبتهم أغلبية تشكومن الأمية اللغوية والسياسية والثقافية فإن من المحال أن يكون النائب أفضل حالا ويكون على معرفة بحقوق المواطنين وواجبات الدولة والحكومة تجاههم والنتيجة مجموعة كوارث بيئية واجتماعية فضلا عن السياسية والاقتصادية لأن الشعب حينما ذهب إلى الإنتخابات لم يكن يملك أولويات وفكرة واضحة عمن سينتخبهم ولماذا انتخبهم، فالشيعي انتخب الشيعي والسني للسني والكردي للكردي بينما صوت قلة على أساس المعرفة بالمرشح وأفكاره ومواقفه، وبرلماننا "المهزلة" عندما منع مجلة "الاسبوعية" من تغطية جلسات مجلس المشاغبين "البرلمان" فعل ذلك بعذر هوأقبح من ذنب، فالنائب علي العلاق – وهومعمم – إحتج على كاريكاتور نشرته المجلة يظهر إنتحارية "محجبة" وكأنه نائب عن تنظيم القاعدة وتنظيمات "ذبح الشيعة" التي يرسلها لنا العربان والقوميون ولوأن العلاق "علّق" كل أسراره أمام أعين النواب لكان أهون علينا من هذه السابقة الخطيرة، أليس هذا أكبر دليل على مدى الخطر الذي يتهدد الديمقراطية؟

على الشعب العراقي أن يعرف أنه لم يضحي بالمال والولد والنفس وكل ما هوغال وعزيزمن أجل "البطل القومي" الذي يريد أن يحكمنا كخليفة لأبوالمجرمين "بابا صدام" وبطل ديني يتفاخر بالنسب الحسيني وغير الحسيني، بل ضحى العراقيون ليكون أبنائهم وأحفادهم معززين مكرمين وأحرارا لا يحاسبهم أحد بسم الخيانة والارتداد وبحجة انتماءه إلى غير العراق، لذا يجب على كل مواطن أن يبدأ من اللحظة بدراسة خياراته لأن الكهرباء والماء وكل الخدمات مرتبطة بذلك السياسي الذي سيصوت له الشعب.

والجدير بالملاحظة أن هناك من بين الكتاب والمثقفين – عملاء الأحزاب الذين لن نتهمهم بالعمالة للخارج كما كان يفعل البعث – من يخيف كل طائفة وقومية من الأخرى لكي يستمر مسلسل القهر والخداع، فيرعبون الشيعي من السني والسني من الشيعي والكردي من العربي وهكذا، لا يمكن لقانون لمكافحة الإرهاب وجهاز أمني أن يُفشل هذا المنطق ويقضي عليه إذا لم يكن مدعوما من رأي عام مثقف.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com