|
مقدمة ان اقامة العزاء لاتقتصر على الشيعة فقط فالعزاء ظاهرة واسعة لدى عامة المسلمين ان لم تكن عند جميعهم، وقد تعارف المسلمون على اقامة العزاء ومجالس الفاتحة، واقامة المادب لاطعام المعزين الذين يتقاطرون من كل مكان سواء من الاماكن القريبة او من الاماكن البعيدة والذين عادة مايبيتون ثلاثة ايام او اكثر احيانا عند اهل الميت. واما اظهار علامات الحزن فهي مسالة طبيعية وفطرية، فالبكاء مثلا هو فعل لاارادي والعاطفة حالة انسانية فهل يمكن ان نجد انسان لايفرح او لايحزن وهو عبارة عن كتلة من الحواس والمشاعر التي تتاثر بالعوامل الخرجية فتفرح لما يسر وتحزن لما يحزن، وتضحك وتبكي " وانه هو الذي اضحك وابكى " سورة 53 النجم الاية 43 . وكم تمر على الانسان حالات يتذكر فيها مصيبة من المصيبات فيبكي دون ارادته وذلك ليس غريبا فله قلب ينبض تحركه المشاعر والاحاسيس فيفرح لما يفرح ويحزن لما يحزن. وهل هناك مصيبة في الاسلام اعظم من مصيبة قتل الحسين عليه السلام وهو حفيد سيد المرسلين، وابن سيدة النساء، وابن سيد الوصيين، وهو الامام المعصوم وخامس الذين نزلت فيه اية التطهير، ونزلت فيه اية المودة، واية المباهلة، واية الاطعام. فاي فقد واية مصيبة اكبر من هذه المصيبة التي هزت العالمين قديما وحديثا، وهزت مشاعر كل من يسمع بهذه المصيبة. انتهى. فعن الامام الرضا عليه السلام قال : من تذكر مصابنا لما أرتكب معنا ، كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذُكر بمصابنا فبكى وأبكى ، لم تبك عينه يوم تبكي العيون .. ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا .. لم يمت قلبه يوم تموت القلوب .. البحار ج44ص278 وعن الامام الصادق عليه السلام قال لفضيل : تجلسون وتُحدثون ؟ قال نعم ، جعلت فداك .. قال عليه السلام : إن تلك المجالس أحبها ، فأحيوا أمرنا .. يا فضيل ، فرحم الله من أحيى أمرنا ، يا فضيل من ذكرنا أو ذُكرنا عنده ، فخرج من عينه مثل جناح ذبابة ، غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت أكثر من زبد البحر .. البحار ج44ص282 . ومن كتاب الماتم الحسيني للسيد عبد الحسين شرف الدين ص 34 – 65 تواتر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحزن الشديد على عمّه أبي طالب وزوجته الصديقة الكبرى أم المؤمنين (عليهما السلام)، وقد ماتا في عام واحد، فسمّي عام الحزن، وهذا معلوم بالضرورة من أخبار الماضين. وأخرج البخاري ـ في باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن من الجزء الاول من صحيحه ـ بالاسناد إلى عائشة، قالت: لمّا جاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحة، جلس ـ أي في المسجد كما في رواية أبي داود ـ يعرف فيه الحزن. الامام أحمد بن حنبل من حديث علي (عليه السلام) ـ في ص85 من الجزء الاول ـ من مسنده، بالاسناد إلى عبد الله بن نجا عن أبيه: أنه سار مع عليّ (عليه السلام)، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، نادى: «صبراً أبا عبد الله، صبراً أبا عبد الله بشط الفرات»، قال: قلت: وما ذاك؟ قال: «دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: قام من عندي جبرئيل قبل، فحدثني أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات، قال: فقال: هل لك إلى أن أشمّك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني إن فاضتا». وأخرج ابن سعد ـ كما في الفصل الثالث من الباب الحادي عشر من الصواعق المحرقة لابن حجر ـ عن الشعبي، قال: مرّ علي (رضي الله عنه)بكربلاء عند مسيره إلى صفين، وحاذى نينوى، فوقف وسأل عن اسم الارض؟ فقيل: كربلاء، فبكى حتى بلّ الارض من دموعه، ثم قال: «دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك ـ بأبي أنت وأمي ـ؟ قال: كان عندي جبرائيل آنفاً، وأخبرني أن ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات، بموضع يقال له كربلاء...» ومن حديث أم سلمة ـ كما نصّ عليه ابن عبد ربه المالكي، حيث ذكر مقتل الحسين في الجزء الثاني من العقد الفريد ـ قالت: كان عندي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومعي الحسين، فدنا من النبي (صلى الله عليه وآله)، فأخذته، فبكى، فتركته، فدنا منه، فأخذته، فبكى، فتركته، فقال له جبرئيل: أتحبه يا محمد؟ قال: «نعم»، قال: أما إنّ أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك الارض التي يقتل بها، فبكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وروى الماوردي الشافعي ـ في باب إنذار النبي (صلى الله عليه وآله) بما سيحدث بعده، من كتابه أعلام النبوة ـ عن عروة، عن عائشة، قالت: دخل الحسين بن علي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يوحى إليه، فقال جبرائيل: إن أُمّتك ستفتتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء، وقال: في هذه يقتل ابنك، اسمها الطف، قال: فلما ذهب جبرائيل، خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)إلى أصحابه والتربة بيده ـ وفيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي، وحذيفة، وعثمان، وأبو ذر ـ وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: «أخبرني جبرائيل: أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة، فأخبرني أنّ فيها مضجعه». وأخرج الترمذي ـ كما في الصواعق وغيرها ـ: أنّ أم سلمة رأت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ فيما يراه النائم ـ باكياً، وبرأسه ولحيته التراب، فسألته؟ فقال: «قتل الحسين آنفاً». قال في الصواعق: وكذلك رآه ابن عباس نصف النهار، أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم يلتقطه، فسأله؟ فقال: «دم الحسين وأصحابه، لم أزل أتتبعه منذ اليوم»، قال: فنظروا فوجدوه قد قتل في ذلك اليوم ضرب القامات والزنجيل يوم عاشوراء هي عادة اعتادها البعض من اتباع المذهب اعتقادا منهم انهم بها يحققون المواساة للامام الحسين عليه السلام، ولاعلاقة لها لاباصول الدين والمذهب ولابفروعهما وهي عادة متاخرة اختلفت اراء علماء الشيعة فيها . هذه العادات غير مقتصرة على الشيعة فالسنة لهم عادة ضرب انفسهم بالسيف وتسمى هذه العادة الدرباشة وهي عادة ايضا ليست لها علاقة باصول او فروع الدين او المذهب، وهناك مسيحيون يدقون اجسامهم بالمسامير لاظهارحزنهم على صلب السيد المسيح حسب عقيدتهم وفي الدول الاووربية ظهرت على شاشات التلفزيون والفضائيات، وعليه فان هذه العادات والممارسات يجب ان لاتكون مادة لطعن دين او مذهب فهي عادات شخصية وفردية. المصادر: القران الكريم - كتاب الماتم الحسيني للسيد عبد الحسين شرف الدين
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |