|
ملخص اعتراضات الوهابية على الشيعة الامامية والاجوبة عليها
محمود الربيعي – كاتب وباحث عراقي مقدمة ليست المشكلة في تشجيع الوهابية على التوحيد وجعله من اهم الامور العقائدية فلسنا نعترض على ذلك فنحن ايضا نريد ذلك، لكن المشلكة التي وقعت فيها الوهابية هي المغالاة في التصور بحيث اتخذت مذهبا تشكيكيا في جميع تصرفات الناس والمسلمين فاصبحت - المذهب المشكك - وخلطت الاوراق واختلط عليها الامر فارادت ان تنزل الى الناس بمفاهيم معقدة لاتتلائم مع الفطرة الانسانية والسلوك الطبيعي للناس، واخذت تفسر القران واحاديث النبي وسلوك الصحابة حسب الهوى والمزاج، فمفاهيم الشفاعة والتوسل واختلاف وجهات نظرهم الى الميت نبيا كان او غير نبي من دون النظر الى قدرة الله واستيعاب تلك القدرة من خلال الفحك الدقيق للقران واهمالهم لسؤال اهل الذكر ، واستخفافهم للقيم والاعراف واراء الاخرين كل ذلك من وجهة نظرها خطا وهوشرك وبذلك تكون قد خلقت حزبا جديدا ذو مواصفات تخالف فيه مواصفات اعراف المسلمين الذين تعارفوا عليه منذ قرون واليك بعض اعتراضات الوهابية: اولا: قالت الوهابية الشفاعة للانبياء والاولياء منقطعة في الدنيا، وانما هي ثابتة لهم في الاخرة. ثانيا: قالت الوهابية لايجوز التوسل بالموتى ممن تثبت مكانته عند الله ورفع الحوائج اليهم. ثالثا: قالت الوهابية لايجوز بناء القبور وتشييدها وجعل الضرايح عليها وان ذلك شرك وفاعله مشرك. رابعا: في تزيين المشاهد بالذهب والفضة والحلي والحلل وايقاد السراج وتضليلها فالوهابي حرم كل ذلك. خامسا: قالت الوهابية لاتجوز زيارة قبور الائمة ولا شد الرحال من الاماكن البعيدة لاجل زيارة قبر النبي (ص) وانها من الشرك وعبادة لغير الله. وقالت الوهابية لايجوز التمسح بالضرايح المقدسة وتقبيلها والتبرك بها لانها من عادات المشركين. ولو نظرنا الى الموروث التاريخي المحفوظ لدى المسلمين الذي يحفظ لهم تاريخ ومنهج الرسول ومنهج صحابته وتابعيه لوجدنا ان اعتراضات الوهابية ليس لها اساس وهي مخالفة للطبيعة العامة المالوفة لدى المسلمين والتي لم يعترض عليها الرسول ولاصحابته ولاتابعيه ولاتابعي تابعية حتى جاؤا لنا بافكار التكفير والشرك ليخلقوا فجوة بين المسلمين. وفيما يلي توضيحات تبين خطا الوهابية في منهجهم التكفيري الذي يرمي الناس بالشرك وذلك من خلال (الاجوبة على تلك الاعتراضات): اولا: الشفاعة ثابتة في الكتاب والسنة، ولقد نهج عمر في استشفاعه بالعباس. ثانيا: التوسل بالنبي بعد وفاته عندما جاء بلال بن الحرث في خلافة عمر الى قبر النبي (ص) وقال يارسول الله استسق لامتك فانهم هلكوا وقال يارسول الله استسق لامتك فانهم هلكوا فاتاه رسول الله في المنام فاخبره انهم يسقون ( رواه البيهقي وابن ابي شيبة باسناد صحيح). وروى البيهقي والطبراني عن رجل كان يختلف الى عثمان في زمن خلافته فكان لايلتفت اليه فشكى ذلك لعثمان بن حنيف فقال توضا ثم ائت المسجد ثم قل اللهم اني اسئلك واتوجه اليك بنبينا محمد نبي الرحمة يامحمد اني اتوجه بك الى ربك لتقضي حاجتي وتذكر حاجتك ففعل وعندما ذهب الى عثمان اجلسه وقضى حاجته. كذلك الامام مالك انه لما حج المنصور وزار قبر النبي (ص) قال الامام مالك للمنصور استقبل قبر الرسول واستشفع به فيشفعه الله فيك وقال له لم تصرف وجهك عنه وتستقبل القبلة وهو وسيلتك ووسيلة ابيك ادم الى الله. ثالثا: بني قبر النبي (ص) داخل الحجرة حسب وصيته وكذلك قبر ابي بكر وكذا عمر في زمن خلافتهما. رابعا: كانت الزينة والحلل والاموال يهدونها الى الكعبة في زمن الخلافة الاسلامية. خامسا: كان النبي (ص) يزور قبور المؤمنين ويسلم عليهم ويصلي عليهم. قالت الوهابية ان الامامية اذا وصلوا الى القبور يصلون عندها ركعتين فلا تكون صلاتهم لله تعالى بل للشيطان وانهم يتوجهون حال الدعاء نحو المقبرة ذريعة الى الشرك. سادسا: قد نسب الوهابية الى الامامية امورا ليست في كتبهم ولاتوجد في اصول مذهبهم: - ا – تجويزهم الطواف حول مراقد ائمتهم والحج الى تلك المشاهد اكتفاء منهم به عن الحج الى البيت العتيق. ب – تقديمهم القرابين والنذورات للنبي (ص) والائمة (ع). ج - اتخاذهم تلك المراقد مساجد يعبدونها ويصلون اليها كما يصلى الى الكعبة. سابعا: تذهب الوهابية الى وجوب هدم المساجد المبنية حول المراقد المشرفة واحتجوا لذلك بانها اسست على غير تقوى من الله. ان اكثر التهم الوهابية جاءت نتيجة لجهلهم بالناس وبعقائهم ومافي صورهم، فهم يتهمون من بعيد وحسب تصوراتهم وينسجون اوهام بان الناس مشركين ويخلقون جوا متوترا ينتهي بالاحقاد والعداوات والصراعات ولتوضيح الخطا الحاصل في ذهن الوهابية نقول لهم: اولا: ان الامامية يطوفون للتبرك كما تفعل الملائكة حول هذه القبور وليس الطواف بقصد عبادتهم ولايستغني الامامية عن الحج الواجب الى البيت العتيق. وقال النبي (ص) من حج وزارني فله حجتان. ثانيا: ان الامامية اذا قدموا القرابين والنذورات فانما يقدمونها لله تعالى لانه لايجوز تقديم القرابين ولاالنذور الا لله تعالى وانما يهدون ثوابها اليهم. ثالثا: الامامية لاتعبد تلك المراقد وانما يصلون في الفسح ( جعلت لي الارض مسجدا وترابها طهورا ) كما ان المسجد النبوي الى جانب قبر الرسول (ص). رابعا: لو كان هدم قبور الائمة جائز للوهابية لكان ابو بكر وعمر هدموا الحجرة النبوية وقبر النبي (ص). واصحاب النبي يعتبرون السلف الصالح الذي يقتدى بهم وهم اعلم بما يجوز ولايجوز. في بيان ماعليه الطائفة الوهابية وللاسف الشديد ان هذه الطائفة تميزت بروح العداء والحقد والنصب بحيث اصبحت لاترى امامها سوى خيارات اعلان الحرب على المسلمين قبل غيرهم وهو نوع من الاغترار والغرور فبدلا ان يكونوا مصلحين يدعون الى الشريعة السمحة السهلة والى المبادئ التي دعا اليها القران الكريم والسنة النبوية الطاهرة المطهرة التي اتصفت بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالتي هي احسن فانهم ذهبوا الى اعلان غضبهم وسخطهم على كل من يخالفهم ولم يفسحوا طريقا للحوار فالامر بالنسبة اليهم اما ابيض او اسود ولايوجد حد وسط بين ماهم عليه وما عليه بقية المسلمين. واليك بعض من نظرياتهم العامة، وكيف ان الرسول صلى الله عليه وسلم اشار الى خطر الفتنة التي ستؤول وتنبع من جهتهم الجغرافية وماسيؤول عليه الامر بدعوتهم الى التفرقة: اولا: مباينتهم مباينة عظيمة لسائر طوائف المسلمين حتى جعلوا ديارهم ديار توحيد وديار غيرهم ديار شرك كما هو داب الخوارج في اصول مذهبهم. ثانيا: ان الفرقة التي ستدعوا الى تلك الفتنة هم انفسهم اصحاب الزلازل والفتن بنص رسول الله (ص) " نجد الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان". وعن سالم عن ابيه عن النبي (ص) انه قام الى جنب المنبر فقال الفتنة هيهنا من حيث يطلع قرن الشيطان.ا وفي شرح السنة عن عقبة ابن عمر اشار (ص) بيده نحو اليمن وقال الايمان هيهنا الا ان القسوة وغلظ القلوب في الفرادين عند اصول اذباب الابل حيث يطلع قرن الشيطان. ثالثا: اجترائهم على الله ورسوله بهدم القباب الطاهرة لائمة البقيع الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وان ذلك منهم انكار لمودة ذي القربى التي هي من الضروريات الثابتة بالكتاب والسنة. رابعا: تجاسر الوهابيين على المسلمين بقتلهم وهتك اعراضهم ونهب اموالهم حتى ان السلطان اقر على ذلك كما اعلن بذلك في المنشور بعنوان المفاوضات لوفد خدام الحرمين لكن جلالة السلطان ابن سعود برا نفسه من كل عمل عمله اي رجل من قواده وجنوده مما لايجوزه الشرع قياسا لحاله بحال النبي (ص) وحال قواده بحال خالد بن الوليد حين بعثه النبي الى رهط من العرب لاعلى قتالهم فخدعهم خالد وقتلهم فلما انتهى الخبر الى النبي رفع يديه نحو السماء وقال اللهم اني ابرا اليك من صنع خالد ثلاث مرات وهي مقايسة مخلوطة لان النبي لم يبعث خالدا للمقاتلة وانما اتى به خالد من نفسه. ولقد ذهبت الوهابية الى اكثر من ذلك حتى تدخلت بما ليس لهم فيه ناقة ولاجمل حيث كان تدخلهم في كثير من المباحات في الاكل والشرب، والامر معروف وشائع في كثرة تدخلهم وفي فتاواهم الغريبة، وسوف لن نتكلم عن كثير مما افتوا فيه ولكن نذكر فقط موضوع التتن ( التبغ ) باعتبار ان هناك اختلاف بين الناس عليه وبيان تشددهم في مسائل التحريم التي لم يرد فيها التحريم عينا. ذهبت الوهابية الى حرمة شرب التتن اولا: ليس في اي رواية من حرمة التدخين شئ. اما الاسراف والتبذير واللغوية فهي جهات خارجية لاتتوجه الى من يرى الانتفاع بها وليس التتن مما تنفر الطباع منه كي يعد من الخبائث ولو سلم فليس باشد تنفرا من القهوة المرة والعقاقير المتداولة. ثانيا: لو رات طائفة انه حرام ليس لها منع الشارب اذا راى ان شرب التتن مباح فان النهي عن المنكر انما هو لمن يراه منكرا. ثالثا: ليست مسالة جواز التدخين او حرمته من المسائل البالغة حد الضرورة كالصلاة والصوم والاحكام المشتركة بين الامة لايحكم فيها الا الكتاب. رابعا: قال ابن تيمية في ص 32 من الجزء الثالث من منهاج السنة من اعتقد انه يحكم بين الناس بشئ من ذلك ولايحكم بينهم بالكتاب والسنة. خاتمة واخيرا لو كانت الوهابية حريصة على الناس والاسلام لكانت رفيقة شفيقة بالناس تحبب اليهم الاسلام وتدعو بالحكمة والموعظة الحسنة لابالحقد والكراهية وزرع العداوات فليس هذا من خلق الاسلام في شئ، فان كانوا يؤمنون بالتوحيد فعلا وبالاسلام عقيدة ومنهجا فليكونوا دعاة الى ربهم بالتي هي احسن ، وعليهم ان يفتحوا صدورهم ويتقاربوا مع غيرهم وليبتعدوا عن ضنهم السئ بالاخرين ويفتحوا صفحة جديدة مع الناس وان يكونوا مجددين بالاتجاه الصحيح، وان يدعوا الى السلام والله يحب السلام وهوالسلام.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |