|
التوسل بالميت من الصالحين .. رؤية عصرية متعددة الجوانب – حديثية وقرانية وعلمية
محمود الربيعي – كاتب وباحث عراقي مقدمة من الاولى ان نناقش معا هل الاموات يسمعون ويعلمون ويفهمون ويردون؟ وهل كل الاموات ينطبق عليهم ذلك ويختص الامر بطائفة معينة كالانبياء والشهداء؟ وهل ان الميت في قبره له علاقة باهل الدنيا؟ وله علاقة بالاخرة يسمع القول ويرى المنظر؟ وهل يحدث ذلك لفترة معينة قبل ان تتلاشى جثته المادية يرى ويسمع كما يرى ويسمع النائم الحالم؟ وهل الميت في قبره جسد بلاروح، وجسد تعود له الروح؟ وهل الروح تسكن في القبر وانها لاتعود للقبر وترتفع الى مكان اخر؟ وهل صحيح مايقال من ان القبر فيه نعيم وفيه عذاب؟ وهل حياة القبر حياة بين حياتين، حياة القبر بين الحياة الدنيا والحياة الاخرة؟ وهل هناك ارتباط في عالم القبر بين الميت وبين الملائكة وبين ارواح الانبياء والاوصياء؟ وهل يكون ذلك عن طريق الارواح والمنامات؟ وهل ان ذلك ممكن ومستحيل من وجهة النظر العلمية؟ ومن وجهة النظر العقائدية؟ كل ذلك تساؤلات تتطلب الاجابة فهل من مجيب؟ لقد توافرت الكثير من الادلة الشرعية من الكتاب والسنة على امكانية كل ذلك من وجهة النظر الدينية، بالاضافة الى امكانية التصديق العلمي لاغلب تلك التساؤلات؟ وسنذكر بعض الروايات التي تشير الى ذلك بالاضافة الى الادلة القرانية وهي اشارات الايات القرانية التي تتعلق بحياة القبر واحوال الميت روحا وجسدا وما الى ذلك من امور لها علاقة بموضوعنا بشكل وباخر وسنبتدا ب: الادلة على ان الميت يسمع ويعلم ويفهم الكلام ويستجيب للقول اولا: في صحيح البخاري ( اذا جلس المؤمن في قبره اتى ثم يشهد ان لااله الا الله محمد رسول الله فذلك قوله عز وجل يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت). ثانيا: في الصحاح والسنن في باب ان الميت يسمع خفق النعال وان يتكلم في القبر وان الميت يرى مكانه من الجنة والنار وفي باب كيفية الصلاة على النبي (ص) وعلى سائر المؤمنين. وهناك ادلة على ان: الملائكة وسائط بين المسلمين الاحياء ونبيهم صلى الله عليه واله وسلم وكذلك الشهداء رضوان الله عليهم اولا: في صحيح البخاري : قال رسول الله (ص) ان لله ملائكة سياحين في الارض يبلغوني من امتي السلام. ومن نفس الحديث ايضا قال: ان الله تعالى حرم علي الارض ان تاكل اجساد الانبياء فنبي الله حي يرزق. ثانيا: ان الانبياء والشهداء احياء يرزقون ويشهدون الصلاة والسلام ممن يصلي ويسلم عليهم من قريب وبعيد. الخلاصة: فكيف لايشهدون نداء من يناديهم واستغاثة من يستغيث بهم. وهناك روايات تشير الى ان: النبي صلى الله عليه واله مستمر في التواصل مع امته بواسطة ملك موكل وقد قال رسول الله (ص): علمي بعد مماتي كعلمي في حياتي. وفي احياء العلوم: ان الله وكل ملكا يسمعني اقوال الخلائق. واما عدم كون التوسل بالميت الى الله تعالى شركا فيتضح من: اولا: فلانه نظير التوسل بالحي وسؤاله قضاء الحوائج بواسطة دعائه من الله تعالى انه ليس من الشرك كذلك التوسل بالميت فيجعل احد المتوسلين كالاخر اذ لاوجه للتوهم كونه شركا الا كونه دعاء لغير الله تعالى فاذا جاز بالنسبة للاحياء جاز مطلقا. وفي صحيح الخبر: ثانيا: ما رواه الترمذي وصححه الحاكم وابن ماجة عن عمران بن حصين كما اقر به الشيخ سليمان بن سحمان النجدي. ان النبي (ص) علم ضرير البصير ان يقول اللهم اني اسئلك واتوجه اليك بنبيك نبي الرحمة (يامحمد) اني توجهت بك الى ربي في حاجتي هذه لتقضى اللهم شفعه في. ثالثا: في البخاري ان عمر بن الخطاب كان اذا قحطوا استسقى بالعباس فقال اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا(ص) اذا قحطنا فسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاستسقنا قال فيسقون. وعن العلامة العسقلاني في المواهب ان عمر لما استسقى بالعباس قال ايها الناس ان رسول (ص) كان يرى العباس مايرى الولد للوالد فافتدوا به عمه العباس واتخذوه وسيلة الى الله. الخلاصة: اولا: وفيه التصريح بالتوسل بغير النبي (ص) (ان فعل عمر حجة عند الجميع بل وفعل الصحابة لقول النبي(ص) اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم. ثانيا: نحن لانعتقد في الانبياء والصلحاء الخلق والتدبر ولانعتقد عبادتهم بل ولم نقف امامهم الا بغرض الاستشفاع الذي نطق به الكتاب والسنة. ومن كلام لمحمد بن عبد الوهاب اولا: ان الميت عاجز وبقول انه قد تتوسل وتطلب من الحي وهوعاجز ايضا. ثانيا: ان التوسل بالميت وسؤاله ليس شركا حتى وان كان عاجزا وانما يعتبر لغوا وليس اللغوكالشرك. وكذلك يستفاد من الروايات التالية الحصول على اجابات عن تسائلاتنا في مقدمة الموضوع من وجود امكانية للحديث مع الميت والطلب من الصالحين كالانبياء والاولياء ليكونوا وسائط بين الحي وبين الله سبحانه وتعالى والذي اطلقنا عليه التوسل وهل يحقق ذلك فائدة باذن الله سبحانه وتعالى فقد: اولا: روى البيهقي وباسناد صحيح كما قال احمد بن زيني دحلان في خلاصة الكلام من ان الناس اصابهم قحط في خلافة عمر فجاء بلال بن الحرث الى قبر النبي (ص) وقال يارسول الله استسق لامتك فانهم هلكوا فاتاه رسول الله في المنام فاخبره انهم يسقون. وليس الاستدلال من حيث الرؤيا اولايثبت فبها الحكم شرعا، وانما الاستدلال بفعل بلال الذي من الاصحاب فاتيانه لقبر النبي (ص) وندائه وطلبه الاستسقاء لاقوى دليل على ان ذلك امر جائز وليس من الشرك. ثانيا: وفي رواية الطبراني والبيهقي \ مسند احمد ج 3 \ 245 \ 261 \ 271 ان رجلا كان يختلف الى عثمان في زمن خلافته فكان لايلتفت اليه ولاينظر في حاجته فشكى ذلك لعثمان بن حنيف فقال له ائت اليضاة فتوضا ثم المسجد فصل ثم قل اللهم اني اسئلك واتوجه اليك بنبينا محمد نبي الرحمة يامحمد اني اتوجه بك الى ربك لتقضي حاجتي وتذكر حاجتك فانطلق الرجل فصنع ذلك ثم اتى باب عثمان فجائه الجواب فاخذ بيده فادخله على عثمان واجلسه معه وقال اذكر حاجتك فذكر حاجته فقضاها. بالاضافة الى وجود ادلة علمائية وتاريخية عن الصحابة الاوائل الذين عاشوا جوالرسالة المحمدية عن قرب وكذلك التابعين الذين لهم قرب تاريخي بمرحلة الرسالة فهموا الادلة واستوعبوها اكثر من غيرهم وسنتحدث عن: فيمن توسل بقبر النبي (ص) اولا: روى البيهقي باسناد صحيح في كتاب دلائل النبوة الذي قال فيه الحافظ الذهبي عليك به فانه كله هدى ونور ثانيا: عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله لما اقترف ادم الخطيئة قال يارب اسئلك بحق محمد الا ماغفرت لي الحديث. ثالثا: قال احمد بن زيني دحلان رواه الحاكم وصححه والطبراني والى هذا التوسل اشار الامام مالك الدوانيقي وذلك انه لما حج المنصور وزار قبر النبي (ص) سال الامام مالك وهوبالمسجد النبوي وقال يابا عبد الله ، استقبل القبلة وادعوا اام استقبل رسول الله فقال مالك لم تصرف وجهك عنه وهووسيلتك ووسيلة ابيك ادم الى الله بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله فيك قال الله تعالى ولوانهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفوا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما. رابعا: جواز التوسل بالنبي بعد وفاته عن العلامة السمهودي قال روى الدارمي في صحيحه عن ابي الجوزاء قال قحط اهل المدينة قحطا شديدا فشكوالى عائشة فقالت انظروا الى قبر رسول الله فاجعلوا منه كوة الى السماء حتى لايكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب فعلم من جميع ذلك ان التوسل والتشفع بالنبي (ص) وبجاهه وببركته من سنن المرسلين وسيرة السلف الصالحين لا كما توهمت الوهابية من ان نداء الاموات الغائبين مما لم يجوزه الشرع وانى لهم بذلك والحال ان الشرع على خلافهم. وماذا في القران الكريم القران الكريم بحد ذاته ينص على ان لانقول للشهداء اموات لانه خلاف الواقع لانهم في نظرنا اموات ولكنهم واقع الامر احياء والمشكلة هي في الانسان الحي الذي يجهل الكثير من الاشياء عن عالم القبر والذي لايمكن لنا ان نعرف شيئا عنه الا من خلال اخبار القران الكريم لنا واخبار الانبياء والرسل واوصيائهم لنعلم شيئا عن عالم الاموات وباحوالهم، كما ان طائفة الشهداء عريضة فلوراجعت نصوص الاحاديث فليس كل من قتل بالسيف سمي شهيدا فقد تلحق حالات كثيرة بالشهداء. " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون " سورة 2 البقرة الاية 154.. " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون " سورة 3 ال عمران الاية 169. قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: (ما تعدون الشهداء فيكم؟) قالوا: يا رَسُول اللَّهِ من قتل في سبيل اللَّه فهوشهيد،قال: (إن شهداء أمتي إذاً لقليل)! قالوا: فمن يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: (من قتل في سبيل الله فهوشهيد، ومن مات في سبيل اللَّه فهوشهيد، ومن مات في الطاعون فهوشهيد، ومن مات في البطن فهوشهيد، والغريق شهيد) رَوَاهُ مُسلِمٌ.. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «ما مِنْ أحد يمرُّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلاّ عرفه وردّ عليه السلام» إتحاف السادة المتقين 10 : 365، الحاوي للفتاوي| السيوطي 2 : 302. ومن كتاب الزيارة والتوسل للدكتور صائب عبد الحميد وهومن اصدارات مركز الرسالة: " وقد تحدّث القرآن الكريم عن حقيقة حياة الشهداء بعد موتهم، فقال: ( ولا تحسبنَّ الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ). سورة آل عمران: 3|169 ـ 170. وقال تعالى: ( ولا تقولوا لمَنْ يُقتَل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ). سورة البقرة: 2|154. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ما من أحد منكم يُسلّم عليَّ إلاّ ردَّ الله عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام». مسند أحمد 2 : 527، السنن الكبرى للبيهقي 5 : 245. وليس الاَمر خاصّاً بالاَنبياء والشهداء، فالاَرواح من حيث هي أرواح سواء في ما تتعرض له من أسباب البقاء، والاَخبار متواترة في تعرضها للنعيم والشقاء " من كتاب الزيارة والتوسل للدكتور صائب عبدالحميد.. من اصدارات مركز الرسالة.. راجع موقع السراج في الطريق الى الله – باب العقائد. "يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور" سورة 60 الممتحنة الاية 13. وفي تفسير الميزان قوله: «يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور» المراد بالآخرة ثوابها، والمراد بالكفار الكافرون بالله المنكرون للبعث، وقيل: المراد مشركوا مكة واللام للعهد، و«من» في «من أصحاب القبور» لابتداء الغاية. والجملة بيان لشقائهم الخالد وهلاكهم المؤبد ليحذر المؤمنون من موالاتهم وموادتهم والاختلاط بهم والمعنى: قد يئس اليهود من ثواب الآخرة كما يئس منكروا البعث من الموتى المدفونين في القبور. وقيل: المراد بالكفار الذين يدفنون الموتى ويوارونهم في الأرض - من الكفر بمعنى الستر -. وقيل: المراد بهم كفار الموتى و«من» بيانية والمعنى: يئسوا من ثواب الآخرة كما يئس الكفار المدفونون في القبور منه لقوله: «إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله»: البقرة: 161. انتهى تعليقنا: ونحن نتسائل لماذا اختصت الاية الكفار بالياس من اصحاب القبور، ولم تشرك جميع الناس بهذا البيان، فهل ان المؤمنين لايياسوا كما ياس الكفار؟ انه تعبير فريد! نطرحه في موضوعنا هذا الذي يختلف فيه الناس حول الاموات من المؤمنين وهل ينطبق الامر عليهم ام ان لهم فائدة؟ " وما يستوي الاحياء ولا الاموات ان الله يسمع من يشاء وما انت بمسمع من في القبور " سورة 35 فاطر الاية 22. وقوله: «إن الله يسمع من يشاء» وهوالمؤمن كان ميتا فأحياه الله فأسمعه لما في نفسه من الاستعداد لذلك قال تعالى: «أ ومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا:» الأنعام: - 122، وأما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنما هووسيلة والهدى هدى الله. وقوله: «وما أنت بمسمع من في القبور» أي الأموات والمراد بهم الكفار المطبوع على قلوبهم. انتهى. تعليق اخر: وفي التفاتة اخرى وتسائل اخر، والامر متروك لاهل التفسير واصحاب الاختصاص، حيث تشير الاية الى ان الله يسمع من يشاء وذلك متعلق بارادة الله سبحانه وتعالى وبقدرة الله يمكن ان يسمع من في القبور لوشاء الله، وماشاء الله كان ومالم يشأ لم يكن فهل هذا المعنى اشارة الى امكانية سماع اصحاب القبور، وبالاخص الصالحين منهم؟ تساؤلاتنا العلمية هل يمكن للميت ان يسمع ويرى؟ وهل يمكن للهيكل العظمي للميت ان يسمع ويرى؟ وهل يمكن للميت في القبر ان يسمع المئات والالاف من الاحياء في نفس الوقت وان ينظر اليهم ويراهم، وهل يمكن ان يجيب الجميع في وقت واحد؟ وهل يمكن لرفات الميت ان يقوم بكل هذا العمل وهوالتراب؟ مقارنة بين فعل وقدرة الكمبوتر وشبكة الانترنيت وقدرة الميت – تعليق علمي لمناقشة هذا السؤال فلنتحدث عن جهاز الكمبيوتر وخط الانترنيت، فهل يمكن لهذا الجهاز الاصم ان يسمع ويسجل في ذاكرته ام لا، وهل يمكن ان يجيبنا اذا طلبنا منه؟ وهل يمكن ان نستلم العديد من الرسائل في دفعة واحدة؟ وان نبعث رسالة للعديد من الناس دفعة واحدة؟ فاذا علمنا ان جهاز الكمبيوتر لاحياة فيه وانما الانسان زوده بقدرة على الكلام والحديث وذلك عن طريق الاجهزة والاقراص السمعية والبصرية كالسماعة والمحدث والكاميرا والمحادثة بواسطة المسنجر، فهل من وجود مانع ان يزود الله سبحانه وتعالى العظام والرفات والتراب وهويتكون من عناصر صنعت منها هذه الاجهزة بالقدرة على السماع والحديث والنظر وهويعلم مافي الذرة من عالم فسيح تحدث عنه علماء الفيزياء كرذرفورد وبوهروالبرت اينشتاين وماكس بلانك وهيزنبرك وغيرهم! واذا كان العالم اليوم يستطيع صناعة شاشة صغيرة كشاشة التلفاز تستطيع ان تظهر 200 قناة دفعة واحدة يستطيع الانسان ان يراها دفعة واحدة ويختار منها مايشاء، فهل من العسير على الرسول الاكرم محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى اله الطيبين الاطهار واصحابه المنتجبين الابرار ان يسمع من يسلم عليه ويجيبهم دفعة واحدة، كما تفعل الاجهزة الحديثة؟ ام هل من الصعب بعد كل هذا ان يملك الامام المهدي عليه السلام ان يسمع الجميع دفعة واحدة وان يلبي ندائهم بما يزوده الله من هذه القدرات؟ واذا كان الزمن عبأ على فهم بعض العقول التي لاتستوعب قدرة الله وارادته وعلمه، فالعيب ليس في الدين بل في اتباعه الذين لايصدقون ماذهبنا اليه من امكانية الممكن وعدم استحالته مما لايعد شركا على الاطلاق. فالزمن مثلا يختلف بتقديرنا وقدراتنا عما لقدرة الله، والاية تشير الى ذلك " تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة " سورة 70 المعارج الاية 4. ومن تفسير الميزن للعلامة الطباطبائي الحكيم: المراد بهذا اليوم يوم القيامة على ما يفيده سياق الآيات التالية. والمراد بكون مقدار هذا اليوم خمسين ألف سنة على ما ذكروا أنه بحيث لووقع في الدنيا وانطبق على الزمان الجاري فيها كان مقداره من الزمان خمسين ألف سنة من سني الدنيا. انتهى. واما الاية " يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون " سورة 32 السجدة الاية 5. فمن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي الحكيم ايضا فان: قوله: «في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون» معناه على أي حال أنه في ظرف لوطبق على ما في الأرض من زمان الحوادث ومقدار حركتها انطبق على ألف سنة مما نعده فإن من المسلم أن الزمان الذي يقدره ما نعده من الليل والنهار والشهور والسنين لا يتجاوز العالم الأرضي. وإذ كان المراد بالسماء هوعالم القرب والحضور وهومما لا سبيل للزمان إليه كان المراد أنه وعاء لوطبق على مقدار حركة الحوادث في الأرض كان مقداره ألف سنة مما تعدون. وأما أن هذا المقدار هل هومقدار النزول واللبث والعروج ومقدار مجموع النزول والعروج دون اللبث ومقدار كل واحد من النزول والعروج ومقدار نفس العروج فقط بناء على أن «في يوم» قيد لقوله: «يعرج إليه» فقط كما وقع في قوله: «تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة»: المعارج: 4. ثم على تقدير كون الظرف قيدا للعروج هل العروج مطلق عروج الحوادث إلى الله والعروج يوم القيامة وهومقدار يوم القيامة، وأما كونه خمسين ألف سنة فهوبالنسبة إلى الكافر من حيث الشقة وأن الألف سنة مقدار مشهد من مشاهد يوم القيامة وهوخمسون موقفا كل موقف مقداره ألف سنة. ثم المراد بقوله: «مقداره ألف سنة» هل هوالتحديد حقيقة والمراد مجرد التكثير كما في قوله: «يود أحدهم لويعمر ألف سنة»: البقرة: 96، أي يعمر عمرا طويلا جدا وإن كان هذا الاحتمال بعيدا من السياق. والآية - كما ترى - تحتمل الاحتمالات جميعا ولكل منها وجه والأقرب من بينها إلى الذهن كون «في يوم» قيدا لقوله: «ثم يعرج إليه» وكون المراد بيوم عروج الأمر مشهدا من خمسين مشهدا من مشاهد يوم القيامة، والله أعلم. انتهى. تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي الحكيم. انتهى. تعليقنا العلمي فاذا كانت اللحظة عندنا هي لحظة وثانية وقد وصل الانسان الى تقدير اجزاء الثانية مائة ميكروا ثانية فكم تكون بقدرة الله في زمن الهي قصير فقد يتجزا ذلك الزمن وتلك الثانية الى رقم صغيرهائل بصغره لايمكن ادراكه بالنسبة لنا لاننا لانستطيع ان نحيط بعلم الله وقدرته وارادته. فالمسالة اذن تدور في دائرة التصديق كلما تطور البشر وادرك الحقائق اكثر، فالصغير المتناهي في الصغر بالنسبة الى الله كبير متناهي في الكبر، والكبير في نظرنا بالنسبة لله صغير متناهي في الضغر ، وكما ينطبق ذلك على الحجم ينطبق على الزمن ايضا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |