|
مقدمة بالنظر لحاجة المسلمون الى الوحدة وبسبب وجود خلافات ارتاينا ان نناقش وبشكل مبسط ومكثف تلك النقاط تباعا وعلى شكل كتابات وبحوث ملخصة ومركزة نحاول بها تقريب وجهات النظر بين المسلمين.. ذلك لان في مصادر الطرفين يوجد مايوحد نظرتهم ويبعدهم عن الخلاف الذي كان بسبب التعصب المذهبي وجهل عامة الناس بالتراث، واخترنا الطريق لذلك من جانبنا عرض لاراء علماء مذهب الشيعة الامامية الاثنا عشرية والمسمى بالمذهب الجعفري احيانا معتمدين على اراء العلماء المعاصرين والعلماء المتقدمين والمتاخرين وفق المصادر التي اشرنا اليها في نهاية بحثنا ونرجو ان تكون وسيلة للاطلاع والتثقيف من اجل فهم واضح ومبسط لتحقيق الفائدة انشاء الله. ومن هذه الاراء راي السيدين العلامة الاستاذ المرحوم السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي، واية الله العظمى مرجع الامة السيد علي الحسيني السيستاني ادام الله ظله، والشيخ عبد الحليم الغزي مؤلف كتاب الشهادة الثالثة المقدسة ولنا في هذا البحث النية المخلصة انشاء الله في هذا العرض، وامام الموضوع بحد ذاته تناوله العلماء والباحثين بما لايمكن عرضه في هذا المقال.. وسنبتدا بعرض: اولا: راي السيدان الخوئي والسيستاني ( قدس سرهما الشريف) راي السيد الخوئي(ره) من كتاب المسائل المنتخبة العبادات والمعاملات من فتاوى السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي ط 15- 1412 – هجرية صفحة 96 في باب الاذان والاقامة ذكر العلامة الاستاذ (ره): والشهادة بولاية امير المؤمنين (عليه السلام) مكملة للشهادة بالرسالة ومستحبة في نفسها وان لم تكن جزءا من الاذان ولاالاقامة. راي السيد السيستاني(ره) من كتاب المسائل المنتخبة العبادات والمعاملات فتاوى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله". ط 4 – 1415 هجرية صفحة 114 باب الاذان والاقامة. والشهادة بولاية امير المؤمنين (عليه السلام) مكملة للشهادة بالرسالة ومستحبة في نفسها وان لم تكن جزءا من الاذان ولاالاقامة وكذا الصلاة على محمد وال محمد عند ذكر اسمه الشريف. انتهى ثانيا: ومن بحثنا حول "توضيح لبعض المفاهيم الشيعية ".. تصحيح لكتاب" الشيعة والتصحيح لموسى الموسوي" الذي كتب بتاريخ 26 يونيو 2004 جاء فيه بخصوص الشهادة تعليق مانصه: يشهد الشيعة لعلي عليه السلام بالولاية في الاذان والاقامة من باب الاستحباب لامن باب الوجوب والجزئية ، وعلى راي علماءهم من قالها بصيغة الوجوب فسد اذانه وفسدت اقامته وبطلت صلاته رغم ان هذه الشهادة لاتتعارض ابدا مع حقيقة كون على (ع) هو ولي الله فقد ثبتت ولايته عن طريق الكتاب والسنة ونورد بعض النصوص بهذا الشان : - ألف:- قول الرسول الله (ص) " فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعادي من عاداه " . مسند احمد ج \ 4 ص 372 من حديث زيد بن ارقم . باء:- نصت الايات الكريمة من سورة المائدة 51 - 56 " انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " وقد ذهب اغلب المفسرين انها نزلت في علي (ع) عندما تصدق بخاتمه اثناء ركوعه في الصلاة : الطبري في تفسيره ج \ 6 ص 186 والسيوطي في الدر المنثور ج \ 2 ص 293 والجصاص في احكام القران ج \ 2 ص 446 . واضيف فقد سمعت بنفسي قول استاذنا المجتهد اية الله السيد مسلم بن السيد حمود الحلي (ره) عندما سالته عن الشهادة الثالثة فاجابني رحمه الله انه" لولا ان السيد ابو الحسن افتى باستحبابها لافتيت بوجوبها" انتهى ثالثا: ومن كتاب الشهادة الثالثة المقدسة \ معدن الاسلام الكامل وجوهر الايمان الحق لعبد الحليم الغزي \ دار القارئ ط \ 2 بيروت. في ص 93 " وللفقهاء كلام واراء في ذكر الشهادة الثالثة المقدسة في الاذان والاقامة" أ – الذين يظهر من كلامهم الانكار والمؤيدون لهم: واولهم الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي (ره). وفي هذا القول مناقشة مستفيضة حول هذا الراي وافضل عودة القارئ اليها في الكتاب او الدخول الى الموقع الالكتروني. ب – وفي ص 120 الذين لم يتعرضوا لهذه المسالة نفيا او اثباتا باسلوب صريح : ومن جملة هؤلاء العلماء الاعلام الشيخ المفيد (ره) واثنا عشر عالما اخر ذكروا في الكتاب. ج – واما الذين قالوا باكمال الاذان والاقامة بالشهادة الثالثة المقدسة مع شرط عدم الجزئية، واراؤهم قد تتقارب في بعض الجهات كالمندوبية المطلقة، وتختلف عبائرهم مضمونا في بعض الاحيان ولفظا في احيان اخرى في تصوير المسالة عملا واعتقادا، وعلى اي حال فدونك تفصيل قولهم: اولا: الذين وصفوا في فتاواهم ذكر الشهادة الثالثة في الاذان والاقامة بانه جائز ولاباس به. ومنهم: الشيخ البحراني (ره) بالاضافة الى اربعة اخرين من العلماء ذكروا في الكتاب. ثانيا: الذين افتوا باتيانها بعنوان القربة المطلقة. ومنهم: السيد سماعيل الصدر العاملي(ره)، والسيد ابو الحسن الاصفهاني (ره)، والسيد الامام الخميني (ره) واربعة عشر عالما اخرين ذكروا في نفس المصدر. ثالثا: الذين افتوا باتيانها في الاذان والاقامة لرجحانها وحسنها. ومنهم: الشيخ الميرزا ابو القاسم القمي (ره)، والسيد محمد حسن الشيرازي (ره) واربعة علماء اعلام اخرون ذكروا في الكتاب. رابعا: الذين قالوا بانها يؤتى بها بقصد انها شرط في قبول الشهادتين وانها تمثل روح وحقيقة الاذان والاقامة. ومنهم: العلامة السمناني الشيخ محمد صالح (ره)، والشيخ الميرزا محمد علي الشاه ابادي (ره). خامسا: الذين قالوا باتيانها للتبرك بها لانها حسنة في نفسها، او لاعلاء كلمة التشيع لانها من اعظم شعاراته الشريفة، او لبيان فضل صاحب الولاية الكبرى سيد الاوصياء صلوات الله عليه وعليهم. ومنهم: الشيخ جعفر كاشف الغطاء (ره) وسبعة من العلماء الاعلام ذكروا في الكتاب. سادسا: الذين قالوا: ينبغي اكمال الشهادتين بها في الاذان والاقامة. ومنهم: السيد محمد مهدي الطباطبائي بحر العلوم (ره)، والسيد الميرزا مهدي الحسيني الشيرازي (ره)، والسيد محمد هادي الميلاني (ره). سابعا: الذين افتوا من الجهة العملية باستحبابها، وهم الاكثر. ومنهم السيد نعمة الله الموسوي الجزائري (ره)، والمولى الشيخ احمد النراقي (ره)، والشيخ محمد رضا ال ياسين (ره)، والسيد محسن الطباطبائي الحكيم (ره)، والسيد محمد ال بحر العلوم الطباطبائي صاحب البلغة (ره)، والسيد عبد الحسين شرف الدين العاملي (ره)، والسيد ابو القاسم الخوئي (ره)، والشهيد السعيد محمد باقر الصدر (ره)، والسيد عبد الاعلى الموسوي السبزواري (ره)، والشهيد السعيد السيد محمد الصدر (ره)، وخمسة وخمسون من العلماء الاعلام ايضا ذكروا معهم في الكتاب. ثامنا: من لم يستبعد وجوبها مع الاعتقاد بعدم الجزئية لانها من شعائر الايمان. ومنهم السيد محسن الطباطبائي الحكيم (ره)، في مستمسك العروة الوثقى. د – الذين يظهر من كلامهم عدم استبعاد جزئية الشهادة الثالثة المقدسة او قالوا صريحا بجزئيتها، وكلماتهم مختلفة، واقوالهم متباينة، واليك تبيانها: اولا: من قال منهم بجزئيتها المستحبة او انه لم يكن مستبعدا لها. ومنهم: الشيخ محمد تقي المجلسي الاول(ره)، والشيخ محمد باقر المجلسي الثاني (ره)، والشيخ يوسف البحراني (ره)، والشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ره)، والوحيد البهبهاني الحائري (ره)، والمولى الشيخ احمد النراقي (ره)، والشيخ محمد حسن النجفي صاحب جواهر الكلام (ره)، والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (ره)، والسيد علي مدد القائيني (ره)، والسيد الامام الخميني (ره). ثانيا: من استقرب كون الشهادة الثالثة المقدسة جزءا واقعيا من اجزاء الاذان والاقامة، ولكن التقية والظروف المختلفة والملابسات المحيطة بالمعصومين صلوات الله عليهم اجمعين هي التي حالت دون تبليغها واظهار تشريعها وبيان جزئيتها في جملة الاجزاء الواقعية والفصول الاصلية للاذان والاقامة ومنهم: الشيخ محمد تقي المجلسي الاول (ره)والشيخ محمد رضا النجفي (ره)، والسيد الميرزا ابراهيم الاصطهباناتي النجفي (ره). ثالثا: من اعتقد بجزئيتها الواجبة وانها كسائر فصول الاذان والاقامة الاصلية. لكنه لم يفت بالوجوب والجزئية الواجبة وانما افتى بالجزئة الندبية لدعوى الشهرة على خلاف ذلك وان كان يقوى في نفسه الوجوب كما يظهر من عباراته. ومنهم:الشيخ الفقيه عبد النبي العراقي (ره). رابعا: من افتى – بنحو قاطع وصريح – ان الشهادة الثالثة جزء من الاذان والاقامة كسائر فصولهما الاخرى الواجبة الذكر، وعلى ذلك يترتب وجوب ذكرها شرعا في الاذان والاقامة معا، ومنهم: المرجع محمد الشيرازي (ره) في كتابه الموسوعي " الفقه".
المصادر كتاب المسائل المنتخبة العبادات والمعاملات من فتاوى السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي كتاب المسائل المنتخبة العبادات والمعاملات فتاوى السيد علي الحسيني السيستاني ومن كتاب الشهادة الثالثة المقدسة \ معدن الاسلام الكامل وجوهر الايمان الحق لعبد الحليم الغزي مناقشة ل ( كتاب الشيعة والتصحيح لموسى الموسوي).. بقلم الكاتب محمود الربيعي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |