|
المستقبل السياسي العراقي بين مطرقة المصالح الاجنبية وسندان ألانانية السياسية العراقية
الدكتور عباس العبودي كلمات تذكرة أقدمها الى كل العراقيين وبالخصوص المتصدين للعملية السياسية في العراق –انتبهوا انتبهوا انتبهوا –قبل ان تحرق جميع المراحل وترون انفسكم واذا بكم تتحسرون على كل لحضة ضيعتموها بانانيتكم وغلبة اهؤائكم. اولا- ان امريكا ليس لها صديق دائم وعدوا دائم وسلاح الديمقراطية اذا شعرت به ضد مصالحها ستنقلب عليه في ولاتتردد ان تاتي بالعسكر مادام هناك من يحفظ لها منافعها, وهناك من ضعاف النفوس من الصداميين الجدد من يتقرب اليهم زلفا ليحقق مايريدون وبقدم العراق واهله على طبق من الالمساس وليس الذهب ,مادام هو سيكون في العملية السياسية , ومستعد ان ينحر كل العراقيين وباسم الديمقراطية ليحافظ على مصالحه ومصالح اسياده ,باسم حكومة الانقاذ الوطني , وما الحركات العسكرية في العراق سابقا او تركيا او النيبال او موريتنايا عنا ببعيد.
ثانيا-ان هشاشة العلاقة بين السياسين انفسهم وعلاقتهم مع الناس بسبب الهوى والانا يتحكم بالكثير منهم وهذا سيضعف الجبهة الداخلية اكثر واكثر مما سيجعل هناك فراغات سياسية كبيرة تمهد للمشروع البديل أكان مشروعا عسكريا مطلقا أم مشروعا باسم الديقراطية ولكن أدواته شبه عسكرية فيعيد الامور الى حكم الفرد الواحد , او باطار ديقراطي تتغيير فيه القوانين واللعب الديمقراطية لتكون الديكتاتورية الديقراطية هي الغالبة .لان تجربة الخمسة سنوات الماضية كشفت لنا معادننا الرديئة التي تعرضت للصدا بحامض المحنة وسيطرت النزعة الانانية في النفس حتى اصبحنا ادوات طعن مسموم لبعضنا ,وخالفنا كل ما امرنا الله به من الاعتصام والتآلف والمحبة والتي نتاجر بها يوميا في منابرنا والعلامنا ونحن بغعيدون كل البعد عنها , وحولنا مواقفنا الى حساسية وخصومة ونزاع وقتل وتدمير . ولو سالت المتخاصمين من اجل ماذا تستخدمون الناس والادوات المقدسة عند الناس لذبح بعضكم البعض وتسقيط بعضكم وتغييب هيبتكم وتمكين عدووكم عليكم جميعا , الا لا نتصار النزعة الانانية فيكم - والدين من كل ذلك برئ ويشتكي الى الله من تصرفاتكم ومنهجكم الذي يغضب الله وملائكته ورسله . اي دين هذا الذي يدعوا للقتل وان نكون خناجر مسمومة يطعن احدنا الاخر واي وطنية هذه التي نكون نحن ادوات تحقيق منافع الدول الاقليمة والخارجية وبلدنا يتحطم يومييا اكثر واكثر. ان اعداء العراق والشعب العراقي في كل مكان تمنكوا من الاختراق واستخدام الادوات المسومة ليحملها ضعاف النفوس من العراقيين العراقيين من خلال رفع شعارات مقدسة ولكنها غير شريفة الهدف الا لتمكين الاعداء من العراق وتحقيقي المنافع الانانية لهذه الجهة او تلك. لقد عرف اعداء العراق ان الانانية المتحكمة فينا قادرة على افشال المشروع السياسي العراقي الجديد , وهاو الان يستعد لمرحلة كش ملك وسيحققها بامرين , التلويح بالحل العسكري لانقاذ ماء وجهه , او تحقيق ذلك من خلال عملية ديقراطية برلمانية سينفق عليها مالا يشتري به ضعاف النفوس ليحققوا المطلب ديقراطيا من دون وجع راس وشبهة عدم الوفاء الامريكي لمايحمله من شعارات. وهنا ياتي المنقذ الاكبر الذي سترحب به الناس وهذا سيلازمه الاسراع بتحقيق كل الخدمات للناس وباسرع وقت ممكن ليجعل الناس تقول نعم هذا هو الحل الصحيح . ثالثا-ان تجربة الخمسة سنوات المرة التي كشفت معادن المتصدين للعملية السياسية ,ان عنصر الانا والهوى هو الغالب وليس الوطن والوطنية ,واستخدام ادوات التحريك الديني والوطني والمذهبي والقومي هو لانتصار الذات وليس لبناء العراق . إن بناء العراق لايتم بغلبة فئة على فئة او مجموعة على مجموعة وانما بالتضحية والتواصي والتواصل للنهوض بمشروع البلد المحطم بكل انواع التحطيم ماديا ومعنويا . إن اعداء العراق سيتخدمون النفوس المريضة الطامعة الى تحقيق مشروعها من خلال استخدام الادوات القومية والدينية والمذهبية لتاجيج الصراع وتغييب الحس الوطني بتكريس المطامع وايجاد هوة بين السياسين والناس حتى تصبح حالات اللمبلات هي العنصر المتحكم في الوجود السياسي العراقي . فما دامت الجيوب مملؤة وكل اسباب الرفاهية محققة لهم حرمان الناس لايعنيهم لان اعلامنا المبجل سيستخدم ادواته الاذلالية ليتصدق على الناس بمكارم اهل الكروش والجيوب المملؤة من قوت الناس المحرومة ليصنه لنا اصناما في اذهان الناس من خلال التصدق عليهم وباذلالهم بوجبة افطار هنا او ثلاجة هناك او دولار في مكان اخر , ولانكتفي بذلك الاذلال بل نتمعن بعمق فيه. الانفكروا ان الله لنا بالمرصاد –الا نفكران الشعوب تصبر ولن تسكت . الا نفكر ان الفلك دوار ويقع الامر علينا ولات حين مندم . أن الحل القادم سيكون حتميا ان لم ندرك الامر وادارك الامر ومنعه من الوقوع وبسرعة يتحقق بأئتلاف قلوبنا عمليا وليس اعلاميا تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى -ونزع عناصر الغل والحقد والانانية وغلبة الاهواء من انفسنا – وتركيز اهتمامنا لتحقيق منافع الناس ونعيش الامهم وآمالهم وكانما نحن المحرومين فماذا نتمنى من المتصدين ان يعملوا فنعمل لهم بلامنة بل واجب اخلاقي ووطني وديني – وتذويب كل عناصر الاختلاف والتركيز على مفهوم العراق اولا وبناء روابط انسانية فيما بيننا وليس روابط المصالح الذاتية. والتفاهم العقلائي مع اهل المنافع الخارجية من خلال تطبيق سياسة المنافع المشتركة . نعم اذا فعلنا ذلك سنجنب البلاد والعباد جولة جديدة من الدمار وسد كل المنافذ اما الاطماع الخارجية والاقليمية ومن تسول له نفسه من الذين سيكونوا ادوات لاهل هذه المنافع اذا اخلصنا لاهلنا وبلدنا وعملنا لنزع الغل والحقد والحساسية والخصومة من انفسنا. فهل سندرك الامر ونكون بمستوى المسؤولية التاريخية والوطنية؟؟؟ اتمنى ذلك
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |