|
أين السر في تفجيرات الكرادة المتكررة ؟!
وداد فاخر أثارت تفجيرات الكرادة المتكررة أكثر من سؤال لدى المتابعين للوضع السياسي العراقي وخاصة في الآونة الأخيرة وبعد استتباب الأمن بنسبة عالية في بغداد، والسيطرة على مناطق عديدة كانت حكرا على الإرهابيين ومقرات لتنظيماتهم . لكن ما أثار العديد من الشكوك لدى الرأي العام العراقي تكرر التفجيرات الإرهابية في منطقة حيوية جدا وتعتبر كذلك حزاما للمنطقة الخضراء حيث مركز الحكومة والسفارة الأمريكية ومقرا لثلاث من اكبر الشخصيات في العراق (الجديد) . فالسيد طالباني رئيس الجمهورية يسكن في البيت السابق للمقبور عدي ابن الدكتاتور صدام حسين أي إن هناك الرئيس وحمايته المعروفة من قوات البيش مركه من جهة الجادريه، وفي منتصف الكرادة يسكن نائب الرئيس عادل عبد المهدي وان كان وجه مسكنه على الكرادة خارج لكن حمايته تملأ الداخل، وفي بيت طارق عزيز سابقا يسكن السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي وحمايته من فيلق بدر، وهناك مقر فيلق بدر بذاتة والقوات العائدة له . وبعد آخر انفجار دموي حدث في العام الماضي والذي راحت ضحيتة العديد من العوائل الكرادية البريئة ووصل عدد الضحايا إلى 200 شهيد في حسينية آل مباركة تم تشييع 72 شهيدا منهم فقط بينما راح البقية بين مفقود أو ظل تحت الأنقاض إلى يومنا هذا . وتكرمت الحكومة ( الوطنية الرشيدة ) وأغلقت الكرادة وبقي كم شارع فرعي يمكن من خلاله السيطرة على الداخل والخارج للكرادة، ومنع وقوف السيارات على الشارع العام . ولو وجهنا النظر لشارع العطار الذي تكررت فيه الانفجارات التي وصل عددها لخمسة انفجارات وعلمنا بأنه يحوي موقف للسيارات ( بارك )، والذي هو شارع تجاري حيوي مغلق من جهة الشارع الرئيسي ومفتوح من جانبه الآخر الفرعي للسماح بدخول السيارات للوقوف في الساحة المخصصة للسيارات لهالنا العجب من حدوث أربع أو خمس انفجارات في نفس البارك إما بسيارات مفخخة أو بعبوات ناسفة وهذا يثير أكثر من سؤال، فهناك نقاط سيطرة في الشارع، وعلى بعد منه وفي شارع الاورزدي تتواجد قوات فيلق بدر وفي منتصف الكرادة حماية عادل عبد المهدي فأين الخطأ يا ترى، ولمن نحمل مسؤولية الانفجارات المتكررة وخاصة الانفجار الأخير قبل العيد حيث حدث تفجيرين احدهما قبل الفطور والآخر بعده بوضع عبوة لاصقة تحت سيارة الشرطة ومن استطاع وضع العبوة في ظل كل تلك الحراسات المتشددة ؟! . وهناك لغط كبير يدور بين أهالي الكرادة تصاعد من لغة الهمس وتعالى ليصبح صوتا مدويا ويجب أن يصل هذا الصوت لمسامع السيد المالكي الذي هو في مركز المسؤولية وكل ذنب أو ضحية يقع عليه كونه المسؤول الأول في الدولة في الحفاظ على أرواح المواطنين والسهر على راحتهم وفق النص الفقهي الذي جاء في قول رسول رب العالمين (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، وكذلك ضمن نصوص الدستور العراقي الذي يحفظ للمواطنين حقوقهم وأرواحهم وممتلكاتهم. فمن قائل بان الخلاف بين بعض الأحزاب السياسية داخل البرلمان يثير زوبعة العنف بين آونة وأخرى، وآخرين يقولون إن هناك جهات مدعومة من دولة خارجية والأداة المنفذة من داخل محيط الكرادة وألا فمن غير المعقول أن تدخل سيارة مفخخة من بين السيطرات وتتجول بالقرب من نقاط السيطرات الأخرى العائدة للمسؤولين ومقر فيلق بدر دون أن يتحسسها جهاز التحسس الخاص المنتشر لدى الجيش في اغلب مناطق العاصمة ولدى حمايات المسؤولين الكبار الذين يسكنون داخل الكرادة ! . وقبل التفجيرات الأخيرة أصدر المجلس البلدي في قاطع الكرادة قرارا بترحيل كافة العوائل التي تسكن بصورة غير قانونية ( حواسم ) وأعطاهم مهلة أسبوع للرحيل، فتظاهر الأهالي من ( الحواسم ) أمام مقر السيد عبد العزيز الحكيم مطالبين بالغاء القرار .. وبعدها بدأت حملة الانفجارات الأخيرة !!!!!!!!. مضاف لكل ذلك فالكرادة كباقي أجزاء العراق المنكوب بالإرهاب تعاني هي أيضا من نقص كبير في الخدمات من شحة في الكهرباء والماء لا يصعد للشقق، وحين تسأل الناس عن السبب ومن تحملون المسؤولية يفغر كل منهم فاه صامتا فالمصيبة أدهى من أن يتحدث عنها إنسان . آخر المطاف : يقول الشاعر : أن كنت تدري فتلك مصيبة ... وان كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |